فرج أبوالعز أنشودة حب تعلي وحدة الوطن قدمها المشهد المهيب لوداع قداسة البابا شنودة.. حزن عليه كل المصريين مسلمين ومسيحيين.. قالوا للعالم: هذا الرجل "بتعانا كلنا".. قامة مصرية طالما عزفت نشيد الوطنية ورفضت بكل إباء أي تدخل أجنبي في الشأن المسيحي المصري.. قالوا للجميع: صدقت كلماته الرائعة "مصر ليست وطنا نعيش فيه بل وطن يعيش فينا".. عاش مثالا للود والتسامح وكانت عظاته نبراسا لصحيح التدين فلم يكن أبدا متجهما ولا متعصبا بل خفيف الظل يغلف المعلومة الدينية بنوع من المرح الذي يدخل القلوب ويعكس سعة أفق وثقافة متنوعة بلا حدود. ذكرنا مشهد وداعه بلحظات قلما يجود بها الزمن لتوحد المصريين.. رأيناها بعد نكسة 67 وتكررت مع انتصار أكتوبر المجيد الذي اختلطت من أجله دماء المسلم والمسيحي علي أرض سيناء.. وتكرر المشهد بالتفاصيل نفسها في الأيام الأولي لثورة يناير 2011.. وجدنا المسيحي يصب المياه لزميله المسلم ليتوضأ للصلاة.. ووجدنا المسلم يحمي أخته المسيحية بجسده تجنبا للزحام.. وجاء مشهد جنازته ليسجل لحظة جديدة توقد شعلة توحد المصريين. وكما كان طوال حياته منبعا لدروس الوطنية والتسامح جاء مشهد وداعه بمثابة درسه الأخير لكل لاعب بملف الوحدة الوطنية سواء من المسلمين المتشددين الذين يريدون تحريم كل شيء وإغلاق المجتمع بالضبة والمفتاح والوصاية علي الآخرين أو هؤلاء الصارخين ليل نهار من الأقباط بمناسبة أو من غير مناسبة باستقواء الخارج علي الوطن وتصوير الأقباط علي أنهم أقلية مضطهدة تحتاج للحماية الدولية. لغلاة الطرفين أقول بلغة عمنا صلاح جاهين: الدرس انتهي.. لموا "التعابين" .. وبطريقة شعبولا: بس خلاص.