رضا محمود تعودنا في مناسبة عيد الأم أن تنشغل الجرائد والمجلات والإذاعة والتليفزيون بالاحتفاء بالمناسبة.. الصحف كانت تظل لعدة أيام حبلي بالمقالات والتحقيقات التي تروي قصص الأمهات المثاليات اللائي ضحين بالغالي والنفيس من أجل إسعاد أبنائهن.. الأغنية الأشهر »ست الحبايب ياحبيبة« التي غنتها الفنانة الراحلة فايزة أحمد بكل جوارحها للأم منذ عشرات السنين تظل بكلماتها الحساسة المؤثرة هي اللحن الطاغي علي الألسنة قبل وخلال يوم الحادي والعشرين من مارس. هذا العام فرضت أحداث كثيرة نفسها لتحتل المساحة الأكبر من صفحات الجرائد والمجلات، وتسيطر علي المساحة الزمنية ببرامج الإذاعة والتليفزيون، ولم تحظ مناسبة عيد الأم - عن غير قصد - بالاهتمام والحفاوة التي كانت تستحوذ عليهما من قبل. حتي العبد لله كاتب هذه الكلمات تاه عقله وقلمه في زحمة الأحداث، وهو الذي تعود ألا يفوت مناسبة الاحتفال بعيد الأم دون أن يعبر عن مشاعره تجاه أمه التي حملته كرها ووضعته كرها، وأمهات أخريات لايستطيع إنكار فضلهن عليه، منهن الأخت التي ربت بعد رحيل الأم المبكر، وظلت تبذل قصاري جهدها حتي الآن محاولة أن تعوض بعضا من حنان الأم..تعودت أيضا ألا أنسي الحماة التي ربت زوجة صالحة تتعب وتشقي لتكمل مسيرة الأم في زوجها وأبنائها. أخريات كثيرات يمكن أن تشعر فيهن ومعهن بحنان ورحيق الأمومة حتي لو كن لم يبلغن بعدالسن.. حفيدتي الصغيرة »لمار« أشعر خلال مداعبتي لها بردود أفعالها الحنونة بشكل يعكس إحساسا فطريا بأمومة مبكرة.. إنها الغريزة التي أودعها المولي سبحانه وتعالي في بنات حواء منذ نعومة أظافرهن. سامحيني يا أمي.. ورحمة ربي عليك يا من جعل الله الجنة تحت أقدامك.. وكل عام وكل أم حنونة معطاءة بألف خير.