الديمقراطية من وجهة نظر أمي أن نقول نحن ما شئنا وأن تفعل هي ما تريد ، لذلك يحتدم خلافنا معها ، خاصة عندما يتعلق الأمر بحالتها الصحية ، حيث تري أن الحركة وشغل البيت والمسلسل التركي ، أحسن علاج لها وطز في الراحة والانتظام في مواعيد الدواء ، وإذا اشتبكنا معها حرصاً عليها تداعبنا قائلة : أنا إللي ماما مش أنتو إللي ماما ولازم تسمعوا كلامي ، فلا نملك إلا الامتثال لها رافعين شعار " المهم ماما تبقي مبسوطه " ، لكن لأنها لا تسمع كلامنا هاجمتها أمس آلام حادة فنقلتها إلي المستشفي مع شقيقي " سامح" وبينما نحن في الطريق وبينما هي تتأوه من فرط الألم لم تفارقها روح الدعابة ، إذ قالت لنا : في واحده ست رشحت نفسها للرئاسة ليه أنا كمان مارشحش نفسي ، فضحكنا جميعاً رغم الألم والخوف عليها . وهذه هي أمي ، تداعبنا لتخفف عنا مع أنها التي تتألم ، ربنا يشفيكي ويخليكي يا آمه وكل سنة وانتي طيبة.