أصبحنا الآن في زمن العجائب واللامعقول.. فتزايد أعداد المتقدمين لسحب أوراق الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية وكأنها وظيفة شاغرة يجري وراءها كل عاطل أو بدون عمل أو بالاضافة إلي مهنته الاساسية كالساعاتي أو مبلط السيراميك أو مواطن البانجو.. ولم.. لا.. طالما الوظيفة خالية ولم يوضع لها أية شروط مسبقة وببلاش كده وبلا رسوم للمتقدمين ولا تأمين.. وبما أن سحب الاوراق للترشح أولا ثم تأتي بعد ذلك التوكيلات فأصبحت هوجة ومادة للسخرية من خلال القنوات الفضائية التي ساهمت بشكل كبير في ظهور هؤلاء من خلال الشاشة الصغيرة ويدور الحديث بينهم في غاية السخف والاستهزاء بمشاعر المشاهدين. رئيس الجمهورية لابد أن يكون له تاريخ سياسي، مارس العمل العام وواسع الاطلاع والمعرفة مع شمول الرؤية لأمور الحياة وقادرا علي التطلع لادارة مشاريع مجتمعية للنهضة والتقدم ويؤمن بالشوري ليس فقط من خلال مجلسي الشعب والشوري بل »الشعب« ويرفع كرامة شعبه ووطنه ويضعها فوق كل اعتبار ويضحي من اجلها وتكون رئاسة الجمهورية مهنته الاساسية ولا يضيف عليها مهنة اخري فيصبح أمام الجميع بوجهين. مصر تحتاج الي رئيس يقود نهضتها بعد الثورة بعيدا عن افلام ومسلسلات الكوميديا أمام قصر الاندلس.