زبال، وميكانيكي، وقهوجي، ومدمن مخدرات، وجزار، وحانوتي، كلها نماذج قامت بزيارة لجنة الانتخابات الرئاسية وسحب أوراق شروط الترشح لرئاسة الجمهورية، وكلهم من المشتاقين لكرسي الرئاسة.. استطلعت »الأخبار« آراء أساتذة وخبراء علم النفس والاجتماع حول هذه الظاهرة. ويري د.أحمد عبدالله أستاذ علم النفس بجامعة الزقازيق ان ذلك يحتاج إلي وقفة جادة وان هؤلاء يمكن تصنيفهم إلي نوعين. الأول هم أشخاص يسعون بالدرجة الأولي إلي الشهرة لتحقيق رغبة داخلية من اثبات الذات الذي افتقدوه لاكثر من 03 عاما. ولكنهم في النهاية غير جادين في هذا القرار.. أما الشريحة الثانية فهم أشخاص ولدت الثورة بداخلهم ثقة حقيقية في انفسهم وانتمائهم واتخذوا هذه الخطوة كنوع من رد الجميل والحب لهذا الوطن. كما تري الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس انه للأسف الشديد هناك نوعيات من المتقدمين لا يعوون المعني الحقيقي لمسئولية الوطن وهذا ليس انتقاصا من قدرهم، ولكنهم ينظرون لهذا المنصب الكبير علي أنه أمر بسيط وذلك قد يدخل في إطار »الفهلوة« واطار الشهرة أو الاستسهال .. وهؤلاء الاشخاص يمكن ان يقوموا بدورهم اذا كانوا يحبون وطنهم بأن يكونوا مسئولين في اعمالهم حتي لو كانت بسيطة وان يتركوا هذا المنصب لمن يستحقه. ويضيف محمد المهدي استاذ علم النفس بأن هذا رد فعل طبيعي بعد الثورة بعدما كان هناك قيود للحريات وضغوط بجميع أشكالها.. وأي إنسان طبيعي يحتاج إلي التعبير عن نفسه بعد فترة صمت وظلم وقمع.. ما يحدث بأنه حالة من الهيستريا الجماعية والتقليد الاعمي .. ويري د.سعيد صادق استاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية ان ذلك امر طبيعي يحدث بعد كل الثورات نتيجة الحرمان من المشاركة السياسية التي كان يعاني منه الشعب في أيام النظام السابق.. ولفت إلي ان هذه الظاهرة كانت موجودة في الانتخابات البرلمانية حيث وصلت اعداد المرشحين في الدائرة الواحدة إلي اكثر من 001 نائب، كما يري ان الانفجار السياسي لم يظهر في الشارع فقط ولكنه ظهر ايضا علي شاشات الفضائيات. وتؤكد د.عزة كريم استاذ علم الاجتماع ان ما يحدث يقلل من هيبة الدولة مشيرة إلي أن الإعلام له دور كبير في نشر »الفوضي الرئاسية«. كما تؤكد د.فادية أبوشهبة أستاذة القانون الجنائي في المركز القومي للبحوث الاجتماعية ان ذلك نوع من الاستهتار بالمنصب، فكثير ممن تقدموا يرغبون في حب الظهور والمنظرة. وأكد د.مرقص فايد بشاي استشاري الأمراض النفسية ان الشعور بالاحباط والضغوط الناتجة عن عدم الشعور بالأمان الاجتماعي في ظل حالة الانفلات الامني التي تشهدها مصر، أدي ذلك إلي ظهور بعض انواع مرض الذهان وجنون العظمة يتم معالجته بهذه الطريقة. ويقول عبدالناصر عوض رئيس قسم خدمة المجتمع بكلية الخدمة الاجتماعية جامعة حلوان إن كثيرا من الذين زاروا اللجنة قد دخلوا السباق من اجل الشهرة، أو الإساءة أو لاثارة الضحك بين فئات المجتمع ووصف ذلك بأنه مهزلة تقلل من قيمة المنصب الرفيع لرئيس الجمهورية.