نهر النيل الخالد.. نهر من أنهار الجنة.. ومصر هبة النيل.. كما قال الرحالة والمؤرخ هيرودوت بعد جولة من المنبع للمصب والعكس.. ومن قبله خرجت حتشبسوت ملكة مصر في اول واكبر قافلة في التاريخ.. تحمل كل الخيرات وتحرك الاسطول البحري المصري من »منف« حتي وصل بلاد البنت »بلاد منابع النيل«.. ولم تبتعد مصر دينيا وروحانيا واقتصاديا عن الشعوب التي عاشت وتعيش علي ضفاف النيل.. وارتبطت حتي وقت قريب كنيسة الحبشة واثيوبيا بالكنيسة المصرية.. اداريا وروحانيا.. ولا تصدقوا الذين يرددون بأن مصر قصرت في حق الافارقة او اولاد حوض النيل المنبع. واحمد الله.. الذي حباني بنعمة التجوال وزيارات لدول حوض النيل.. وشاهدت علي الطبيعة الخيرات والبركات التي تطفو فوق اراضي حوض النيل.. مياه.. زراعات.. حيوانات.. كنوز معدنية.. ذهب.. يورانيوم.. ولم تتخلف مصر علي الاطلاق في تقديم العون الفني والمادي والمنح العلمية والدراسية والشباب والمهندسين والخبرات.. بلا حدود. وتحركنا.. ولكن حركتنا كانت اقل وحضرت وسمعت في وزارة خارجية البرتغال الاتجاه الاوروبي نحو القارة السوداء.. ورأيت مليارات المليارات الغربية من الدولارات تنزل علي الدول الافريقية خاصة دول حوض النيل في مشروعات استثمارية زراعية وتجارية. ولم نتخلف بل شاركنا في »الكوميسا« واسسنا الاتحادات والحفاظ علي ما تبقي من منظمة الوحدة الافريقية.. ولكن.. رياح ومتغيرات العولمة تطغي علي الكثير والكثير في افريقيا. ومع ذلك فإنني مع الاصوات المعاتبة لبطء جهودنا وحركتنا الافريقية.. حتي حدث ما حدث من توقيع اتفاقية 4 دول لحوض النيل حول مياهه.. ومهما كانت الامور فلا نخفي »المستور«.. فإن هذا قصور وغياب عن التعامل مع الواقع.. والاراء متباينة.. ولكن.. الامر.. يتطلب فتح الملف.. الافريقي بشجاعة وحنكة وشفافية.. فإن مصر في قلب افريقيا.. ومصر هي مصر.. وكفي.