لم يرتبط قوم بنهرهم مثلما ارتبط المصريون القدماء بنهر النيل ورمزوا له بالاله وقدسوه.. بل ان فرعون مصر في عهد سيدنا موسي عليه السلام ازدهاه الفخر بنهر النيل العظيم فجاء علي لسانه في القرآن الكريم »ياقوم أليس لي ملك مصر وهذه الانهار تجري من تحتي أفلا تبصرون« صدق الله العظيم. وعندما زار »هيرودوت« ابو التاريخ مصر وشاهد تأثير نهر النيل في حياة المصريين وكيف كانت روعة الاهتمام به وبقيام الحضارة علي ضفتيه.. قال مقولته الشهيرة »مصر هبة النيل« فالنيل كان وسيظل دائماً مصدراً للحياة والخير وأساساً للحضارة ليس فقط في مصر ولكن لكل دول حوضه.. وهو وصلة الحب التي جمعت ولن تفرق بين دول منابعه ومجراه ومصبه لأنه الطبيعة الالهية التي ستمكن دول حوضه من ان تكون أكثر تقدماً وقوة وتكاملاً اقتصادياً يبهر العالم إذا ما أحسن استغلاله. من هذا المنطلق وبعد كل المقومات الطبيعية والتاريخية والجغرافية التي تعرفها جميعاً وتؤكد لنا أهمية ترابط دول حوض النيل فأنني اتساءل: اين المشروعات الكبري للنقل النهري عبر هذا المجري الملاحي الممتد لتيسير وسرعة نقل الركاب والبضائع؟ لماذا غابت حتي الان الاستثمارات المشتركة الضخمة لاستصلاح وزراعة مساحات شاسعة علي ضفتي النيل تمكن دول وبسهولة من توفير احتياجاتها من الحاصلات الزراعية؟! ماهي المعوقات التي تحد من الاستفادة بخبراء دول حوض النيل لتنمية الثروة الحيوانية المتوفرة واستثمارها لتوفير اللحوم لدول القارة والتصدير للاسواق الخارجية؟! هل لا تستطيع مؤسساتنا المالية والاستثمارية الكبري تمويل مشروعات أنشاء طرق برية سريعة علي ضفتي النهر تربط بين دوله!؟ الم يحن الوقت لأن نترحم حينا لنهر النيل الخالد الي واقع عملي يربط دوله ويحقق مصالحها ويساعدها علي تحقيق التنمية والرخاء!!؟ [email protected]