الجولة التي قمت بها الي قطاع غزة اكدت بما لا يدع مجالا للشك انه مثلما تؤكد الاستراتيجية الأمنية ان أمن مصر يبدأ من أمن فلسطين فإن الأمن الغذائي لمصر يبدأ من فلسطين ايضا. الحالة التي يعيشها أهالي قطاع غزة سيئة للغاية فهناك نقص شديد في المحروقات سواء السولار او البنزين او الغاز.. الكل يعاني من اجل توفير لترات قليلة كي ينير المنازل خاصة ان الكهرباء يتم اطلاقها علي الاحياء كل 8 ساعات في اليوم بالتبادل. ولو استمرت الازمة بضعة ايام نخشي ان يحدث ما لا يحمد عقباه.. ويتكرر موقف التدفق للشعب الفلسطيني عن طريق الحدود وهنا ستكون الكارثة اكبر خاصة في ظل الظروف التي تمر بها البلاد حاليا. المواطن الفلسطيني يثني كثيرا علي الدور المصري في مساندته لقضيته الفلسطينية وكذلك دعمه لتوفير احتياجاته من السلع والبضائع الضرورية. لكن الكل يمقت الانفاق هذا العالم السفلي الذي يهدر حجم تجارة تصل مبالغ كبيرة قياسا بتعامل فلسطين مع اسرائيل والذي يصل الي 3 مليارات دولار سنويا. اري ان علي حكومة الجنزوري ان تعيد النظر في اتخاذ القرارات التي من شأنها الاستفادة من حجم التداول السنوي للبضائع التي تدخل قطاع غزة ليكون المستفيد الوحيد منها هي مصر من خلال شركاتها ومؤسساتها لتوريد واستيراد الاصناف المطلوبة في الجانبين بما يحقق تشجيعا للمنتج الوطني المصري. وفتح باب الاستثمار لتحقيق الاستغلال الامثل للموارد والثروات التعدينية الموجودة في سيناء.