طلقات موجهة أطلقها في الصميم.. قال إن هناك مخاطر داخلية وخارجية تهدف لاستمرار فترة عدم الاستقرار الحالية لأطول فترة ممكنة في محاولة لتأخر انطلاقة مصر الكبري التي ستضعها في مقدمة دول الأقليم ليس فقط سياسيا ولكن اقتصاديا.. وأكد اللواء سامح سيف اليزل الخبير الاستراتيجي في حواره مع »الأخبار« أنه من حق أي مواطن مصري الترشح للرئاسة، وأن القوات المسلحة لا تساند أي مرشح ذي خلفية عسكرية.. وفجر سيف اليزل مفاجأة بتوقع إعلان شخصية مدينة ذات حيثية عن نفسها لخوض الانتخابات الرئاسية خلال الأيام القادمة. أكد أنه يجب علينا أن نعلم أننا نضع دستورا للأجيال القادمة وليس دستورا مؤقتا.. وحقائق كثيرة أكثر أهمية في هذا الحوار هل كانت مصر أرضا مباحا للقوي الأجنبية علي اختلافها للاستفادة من عدم استقرار الأوضاع في مصر حتي الآن، وكيف السبيل الي ضمان أمن مصر؟ - المخابرات الأجنبية باستمرار تعمل علي الحصول علي المعلومات من الدول الصديقة والمعادية بهدف المتابعة لما يجري من أحداث لان القاعدة ان صديق اليوم ليس بالضرورة يكون صديق الغد وعدو اليوم ليس بالضرورة ان يكون عدو الغد ومن هنا فإن عمل أجهزة المخابرات لجمع المعلومات دائم ومستمر، وعندما تكون هناك احداث ذات فاعلية كبري في أحدي الدول تؤثر علي مستقبلها ومستقبل الاقليم الذي هي جزء منه فإن المتابعة تكون واجبة وبشكل دائم ودقيق وعندما يبرز عامل مهم وهو ان الامن في تلك الدولة ليس بكفاءته المعتادة فإن أجهزة المخابرات الاجنبية تكون لديها الفرصة الذهبية للحصول علي المعلومات المطلوبة بشكل دائم ومستمر وهذا هو ما حدث في مصر بعد ثورة 25 يناير من باب أهتمام العالم بالصدمة الكبري التي حدثت في مصر وبدأت اجهزة المخابرات عملها لمحاولة الوصول لنتائج هذه الصدمة من وجهة نظرهم والسبيل لضمان أمن مصر يقظة الشعب وعدم السماح للجهات الاجنبية باستغلاله أو محاولة استمالته أو تجنيده ليعمل ضد المصالح القومية لمصر وأيضا باستمرار يقظة أجهزة الأمن المعنية في متابعة الأنشطة المضادة ومقاومة التجسس وأعمال التخريب الأمني أو السياسي أو المعنوي. بصفتك خبيرا استراتيجيا ذ ماهي رؤيتكم لكيفية الخروج من أزمة تمويل الجمعيات والمنظمات المدنية وما هي الضوابط التي تراها ضرورية للقضاء علي عشوائية دور هذه الجمعيات؟ - أولا قامت الحكومة ممثلة في بعض مسئوليها بعمل تصعيد سياسي وإعلامي بشكل مكثف تجاة الرأي العام الداخلي والعالمي عن هذة القضية الي ان اصبحت محل اهتمام ومتابعة الشعب المصري ككل وأيضا الرأي العام الاقليمي والعالمي وعندما بدأت القضية تأخذ منحي التنفيذ بإنعقاد أول جلسة زاد اهتمام الرأي العام المصري لمعرفة ما ستصل إليه هذة القضية من أحكام تشفي غليل صدورهم بعد هذا التصعيد المكثف ثم حدث ما حدث وكان بمثابة الصدمة للرأي العام المصري بشكل خاص والمتابعين الخارجين بشكل عام وكان مفاجأة بالنسبة لي ولا أجد لها تفسيرا حتي هذه اللحظة الا أني اتصور انه لابد من قيام احد المسئولين بالتفسير الكامل لما حدث من خلال الوسائل الاعلامية للرأي العام المحلي والخارجي لرأب صدع الشرخ الذي حدث في هيبة الدولة المصرية امام مواطنيها بشكل خاص وامام الرأي العام العربي الذي يتساءل من خلال وسائل اعلام دائمة الاتصال بنا ومحاولة الحصول علي ردود لتساؤلاتهم ومن وجهة نظري كان لابد من معالجة الامور بسيناريو آخر يحفظ للبلاد كرامتها ويضع الرأي العام في الاحترام الواجب له وهو حقه بعد ان تم تصعيد القضية لوضعها بين ايادي الرأي العام بالشكل الذي كانت عليه. وماذا عن الضوابط المطلوبة؟! - الضوابط الضرورية تنحصر في ضرورة عدم فصل القرار السياسي عن التصريحات الاعلامية التي تخرج للرأي العام بمفاهيم معينة مطلوب توصيلها اليه كما يجب ضرورة عدم التدخل في الشأن القضائي بشكل مباشر او غير مباشر احتراما لهيبة القضاء في اعين الشعب مع ضرورة ان تكون هناك شفافيه لبعض القرارات التي ينتظرها الشعب اما إذا كان هناك صفقة في هذا الشأن فيجب الاعلان عنها فورا للرأي العام لاصلاح ما تم من أخطاء. المخاطر موجودة ما رأيك.. هل مازالت هناك مخاطر علي مصر الثورة من التدخلات الاجنبية المباشرة وغير المباشرة ذ وكيف نحقق الطمأنينة؟ - نعم بالتاكيد هناك مخاطر داخلية وخارجية تهدف بشكل رئيسي لاستمرار فترة عدم الاستقرار الحالية لأطول فترة ممكنة في محاولة للتأخير لانطلاقة مصر الكبري التي ستضعها في مقدمة دول الاقليم ليس فقط سياسيا ولكن اقتصاديا بعد وصول حالة الأستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي الي وضعها الطبيعي وهو ما ليس علي رغبة بعض دول الاقليم التي تخشي من المارد المصري الجديد بعد هذه الانطلاقة لذلك فإن فترة عدم الاستقرار المطلوبة من بعض الدول هو هدفها الرئيسي حاليا في محاوله لتأخير هذه الانطلاقة التي ليست علي اهوائهم بقدر الامكان وايضا فترة عدم الوضوح السياسي الحالية من خلال المعارك الأنتخابية المختلفة مجلس الشعب والشوري والمرحلة الحالية رئيس الجمهورية تجيء في مرحلة غاية الدقة. هذه المرحلة نعتقد بانتهائها سيكون لدينا بداية طيبة لبدء مرحلة استقرار في كافة المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية كما أوردنا من قبل. هل أنتم مع الافراج عن كل المتهمين في قضية التمويل الاجنبي. ولماذا أخذت زخما إعلاميا كبيرا ثم انخفض هذا الزخم؟ - انا لست مع الافراج عنهم بعد ما اعلن من مستشاري التحقيق عن الاتهامات التي وجهت اليهم والادلة والمستندات الموجودة في حوزة القضاء ومدي الصخب الاعلامي الكبير الذي تسبب فيه المسئولون في الحكومة وبالتالي الافراج وإسقاط التهم سيصيب هيبة الدولة في مقتل وتسقط هيبته في أعين شعبه وأن هناك متهمين مصريين سيطبق عليهم القانون وسيحاكمون أمام المحاكم ولم تسقط عنهم الاتهامات حتي الان. المرشحون للرئاسة ما رأيك في تقدم بعض الضباط من المخابرات والقوات المسلحة للترشح لرئاسة الجمهورية ذ وهل هذا يعني ان الرئيس القادم عسكري؟ - من حق اي مواطن مصري ان يترشح لرئاسة الجمهورية طبقا للشروط المنصوص عليها طبقا لقانون الانتخابات الرئاسية.والقانون العسكري يمنع الترشح للعسكريين طول مدة خدمتهم بالقوات المسلحة ومن يرغب في الترشح عليه ان يستقيل حتي يصبح مدنيا ثم يتقدم للترشيح أسوة بالمواطنين الاخرين والفرصة متاحه امام الجميع في منافسة شريفه ونزاهة انتخابية لايجرؤ احد مهما كان في محاولة التدخل في التزوير في نتائج الانتخابات وبالتالي علينا ان نحترم الارادة الشعبية في قرارها في اختيار رئيسها الجديد وبالتالي المرشحون ذوو الخلفية العسكرية يتنافسون مع باقي المرشحين بلا مساندة من اي جهة رسمية بالدولة وأعني هنا وأؤكد علي مسئوليتي ان القوات المسلحة لاتساند أي مرشح ذي خلفية عسكرية وان المخابرات العامة لن تساند أو تؤيد أو تتدخل بشكل مباشر أو غير مباشر مع أي مرشح من الذين كانوا يعملون بها وليس بالضرورة ان يكون الرئيس القادم ذا خلفية عسكرية ما لم ير الشعب وصندوق الانتخابات غير ذلك. شخصية قادمة هل هناك مرشحون جدد يمكن أن نراهم بعد فتح باب الترشيح خلال الفترة القادمة ذ وهل سيكون مدنيا ام عسكريا؟ - أعتقد ان هناك شخصية مدنية ذات حيثية ستعلن عن نفسها لخوض المعركة الانتخابية الرئاسية خلال الايام القادمة وفي تصوري أنها ستؤثر بشكل مباشر في المعركة الانتخابية الرئاسية القادمة وستحظي بقبول كبير من الشارع المصري وليست ذا خلفية عسكرية ولن افصح عنها لك الان. هل تؤمن بأن الجمعيات المدنية التي تتلقي تمويلا من الخارج تعمل لصالح الديمقراطية ام لها أهداف أخري؟ - والله إذا كانت الجمعيات تعمل بشفافية وتفعل ما تقول وتأخذالاذون والتصاريح لهذا العمل من السلطات المسئولة وطبقا للقوانين المنظمة للجمعيات فأهلا بها ولا مانع من استكمال أنشطتها مادامت تعمل في الظاهر وليس في الخفاء وبالقيود والشروط السالف ذكرها. هناك قضايا قومية ووطنية كثيرة لابد من حسمها مثال ذلك علاقة مصر بالدول العربية وخاصة التي تقاعست عن المساهمة في ازمتنا الاقتصادية ذ ما رأيك في هذه القضاياذ وكيف نجد لها حلولا ترضي ضمير الوطن؟ - اعتقد أن الكثير من الدول العربية والدولية تنتظر حتي بداية شهر يوليو القادم انتظارا لاستكمال مرحلة الاستقرار السياسي وظهور القيادة الجديدة للبلاد بإعلان نتائج انتخابات رئاسة الجمهورية وما سيتلوها من تعيين رئيس حكومة جديد وشكل الوزارة الجديدة ثم تبدأ عملية الدعم والمساعدة المتوقعة والتي اعلن عنها من بعض الدول العربية والمنظمات الدولية الاخري. وضع الدستور هل لديك تصور خاص كمقياس لاختيار رئيس الجمهورية وما يجب ان ينص عليه الدستور وما الجهة التي يمكن بها أن تساهم في وضع الدستور؟ يجب ان نعلم أننا في صدد دستور للاجيال القادمة وليس دستورا مؤقتا ومن هنا نؤكد من حق الشعب -وهنا أعني كل الشعب بطوائفه وفئاته وتوجهاته المختلفة - لمشاركة في كتابة دستوره القادم وبالتالي فإن تشكيل الجمعية التأسيسية التي ستكلف بكتابة الدستور يجب ان تشمل كافة الطوائف وفئات الشعب المختلفة حتي تحظي بقبول ورضا الشعب الذي سيستفتي علي هذا الدستور. اما فيما يخص رئيس الجمهورية القادم فتصوري أنني سأحكم عليه من خلال برنامجه الانتخابي الذي يجب ان يشتمل علي تشخيص للمشاكل التي يعاني منها الشعب وحلول هذة المشاكل في برنامجه الانتخابي مشمولة بالتوقيتات الزمنية لحل هذه المشاكل .. ونعم اؤيد فكرة تكوين جمعية تأسيسية تحظي بقبول واحترام الجميع. هل لكم تجربة حزبية ذ وهل لم تفكر في الانضمام إلي أي حزب ؟ - عرض علي في مرات عديدة الانضمام للحزب الوطني وحدثت ضغوط كثيرة حتي أوقع علي استمارة العضوية ولكني رفضت ولن أنضم للحزب الوطني أو أي أحزاب أخري بصفتي مستقلا وسأظل كذلك.حيث ان مصدقيتي لدي الرأي العام قد تكون احد اسبابها الاستقلالية الحالية. ماذا عن توقعاتك لمحاكمة (القرن) للرئيس السابق وأنجاله والعادلي ومساعديه؟ - في الواقع أنا لا اريد ان أتدخل في قضية منظورة امام المحاكم خاصة أننا في مرحلة اتخاذ القرار بواسطة هيئة المحكمة الموقرة التي ستعلن حكمها في خلال شهر يونيو القادم وبالتالي أري أنه لابد من أنتظار الاحكام دون توقعات مسبقه في هذا الشأن. وما تقيمك للاداء البرلماني وحكومة الجنزوري والمجلس العسكري؟ - بالتأكيد هناك إيجابيات وسلبيات خلال مرحلة حساسة وهامة اتسمت بعدم الاستقرار وبتفاعلات سياسية سريعة ودائمة متضمنة ضغوطا شعبيا في الشارع علي أصحاب القرار ومن هنا إجمالا اتسم التقييم الشامل للمرحلة أنها أشتملت علي إيجابيات رحبنا بها جميعا كما اشتملت علي سلبيات تم تصحيح بعضها بضغوط شعبية وأخري نتيجة النقد الذاتي للمسئولين الا ان هناك بعض السلبيات التي تشتمل بطء اتخاذ القرار او اتخاذ قرار في توقيت غير مناسب كانت له ردود افعال سلبية بل وسيئة في بعض الاحيان الا انها في مجملها لم تكن القصد او بشكل يوحي بنظرية المؤامرة التي يراها البعض. شباب الميدان ماذا تطلب من شباب ميدان التحرير الحقيقي الذي يحافظ علي الثورة؟ - اطالبهم بالحفاظ علي ثورتهم عن طريق الصبر وعدم التعجل للنتائج والحفاظ علي أمن الوطن وعدم السماح لمن يريد العبث به والتدخل في شئونهم وايضا حث المجتمع علي الانتاج حفاظا علي الاقتصاد القومي الذي يحتاج لكافة سواعد الشعب المصري ليقوم من عثرته مع ضرورة قبول نتائج الانتخابات القادمة ومساعدة الرئيس القادم في قيادة البلاد الي الطريق المنشود؟. وماذا عن تقييمك أيضا للدور الاسرائيلي حول الحدود والعلاقات المصرية الاسرائيلية في ظل الثورة المصرية؟ - اسرائيل تعلم بأن الحدود المصرية هي الحدود الوحيدة الساكنة حاليا حيث ان حدودها الشمالية مع لبنان تواجه حزب الله في جنوب لبنان وايضا حدودها في منطقة الجولان غير آمنه حاليا بسبب ما يجري من عملية تحول ديمقراطي كما ان حدودها مع قطاع غزة ووجود حماس لا يطمئنها علي الاطلاق ومن هنا فان اسرائيل تحاول الحفاظ علي الجبهة الوحيدة الامنة حاليا علي الحدود المصرية كما انها لا تأمل في إلغاء اتفاقية السلام او العبث بالعلاقات الدبلوماسية الهشة مع مصر. لو تولي رئاسة الجمهورية شخصية من الحرية والعدالة ممثلا الاخوان او حزب النور ممثلا للسلفيين فماذا تري توجهاته المقبلة؟ - احترام صندوق الانتخابات واجب بصرف النظر عن توجهات اي مرشح مادام الشعب سيقبله ولكن لا اعتقد ان حزب الحرية والعدالة سيرشح احدا من حزبه لمعركة الرئاسة المقبلة علي الاقل الا ان حزب النور السلفي لديهم مرشح حاليا وهو الشيخ حازم صلاح ابواسماعيل.