توقيع بروتوكول تعاون بين جامعتي مطروح والأزهر    جيروم باول: تحول توازن المخاطر قد يستدعي إعادة النظر في أسعار الفائدة؟    مدير شبكة المنظمات الأهلية في غزة: نحن في أسوأ وأخطر مرحلة في تاريخ القطاع.. والأوضاع أشد سوءا في الشمال    مستقبل الدور الفرنسي في إفريقيا بين الشراكة والقطيعة    تشريح الجثة.. القصة الكاملة لوفاة رزاق أوموتويوسي ومستحقاته لدى الزمالك    الزمالك يدعم «قدم السيدات» بصفقة ثلاثية    إقبال كثيف على شواطئ الإسكندرية رغم التحذيرات وارتفاع الأمواج وحرارة الجو    الداخلية تكشف ملابسات فيديو واقعة اعتداء وسرقة مزعومة بالدقهلية    إصابة 6 أشخاص إثر حادث تصادم سيارتين بالبحيرة    انطلاق حفل عازفة الماريمبا نسمة عبد العزيز في محكي القلعة بعد قليل    متحف الشرطة القومي.. رحلة فى ذاكرة مصر الأمنية بين الوثائق والأسلحة    حسام حبيب ينفي وجود خلافات مع شيرين عبد الوهاب: متواجد معها في منزلها وعلاقتهما تسير بشكل طبيعي    شنوان.. القرية التي جعلت من القلقاس جواز سفر إلى العالم| صور    محمود فوزي: الحكومة جادة في تطبيق قانون الإيجار القديم وحماية الفئات الضعيفة    مدرب توتنهام: هؤلاء من نريد التعاقد معهم    فانتازي يلا كورة.. ارتفاع سعر ريتشارليسون.. وانخفاض عدة لاعبين    بروكسي يتعادل مع مالية كفر الزيات في افتتاح مباريات دوري المحترفين    «حماة الوطن» ينظم حلقة نقاشية حول تعديل قانون الرياضة    «التنظيم والإدارة» يعلن توقف الامتحانات بمركز تقييم القدرات.. لهذا السبب    وزير الشؤون النيابية: الحكومة تقدم أجندة تشريعية مرنة كل دورة برلمانية    حماس: تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي اعتراف بجرم يرقى للتطهير العرقي    «تسريب غاز».. مصدر أمني يكشف سبب صوت الانفجار بموقف سيارات ملحق بمطار القاهرة    بعد مداهمة وكر التسول.. حملات مكثفة لغلق فتحات الكباري بالجيزة| صور    المجاعة تهدد نصف مليون في غزة.. كيف يضغط المجتمع الدولي على إسرائيل؟    حماس: تصريحات كاتس «اعتراف بجرم يرقى للتطهير العرقي»    وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يدينون خطة إسرائيل الاستيطانية الجديدة    الوادي الجديد تبحث إنشاء منصة إلكترونية للمواقع السياحية والأثرية    الفائزون بجوائز المهرجان القومي للمسرح يتحدثون ل«الشروق»: حققنا أحلامنا.. والتتويج من الوطن له طعم خاص    خطيب الجامع الأزهر: أعداء الأمة يحاولون تزييف التاريخ ونشر اليأس    الحبس عامين ل تارك صلاة الجمعة في ماليزيا.. أحمد كريمة يكشف الحكم الشرعي    نجاح عملية دقيقة لاستئصال ورم بالمخ وقاع الجمجمة بمستشفى العامرية العام بالإسكندرية    الكروم ومرض السكر.. مكمل غذائي مساعد لا يغني عن العلاج الدوائي    عميد طب القصر العيني يتابع جاهزية البنية التحتية استعدادًا لانطلاق العام الدراسي    "درويش" يحقق قفزة كبيرة ويتخطى 20 مليون جنيه في 9 أيام    ضبط لص حاول سرقة حقيبة من شخص فى العمرانية    محافظ مطروح ورئيس جامعة الأزهر يفتتحان كلية البنات الأزهرية بالمحافظة    الكشف الطبى على 276 مريضا من أهالى قرى البنجر فى قافلة مجانية بالإسكندرية    فورين بوليسي: منطقة "دونباس" مفتاح الحرب والسلام في أوكرانيا    مصر تحصد فضية الريشة الطائرة بالبطولة العربية المدرسية بالأردن    حقيقة حرمان خريجي البكالوريا من الالتحاق بعدد من الكليات    بالأرقام.. الأمن الاقتصادي يضبط آلاف القضايا خلال 24 ساعة    بنسبة تخفيض تصل 30%.. افتتاح سوق اليوم الواحد فى مدينة دهب    إمام مسجد بكفر الشيخ: لابد أن نقتدى بالرسول بلغة الحوار والتفكير المنضبط.. فيديو    العين مرآة العقل.. وهذه العلامة قد تكشف مرضًا عقليًا أو اضطراب نفسي    محافظ مطروح يستقبل رئيس جامعة الازهر لافتتاح مقر لكلية البنات الأزهرية    رابطة الصحفيين أبناء الدقهلية تؤكد انحيازها التام لحرية الإعلام    صحيفة عبرية: نتنياهو يشجع بن جفير وسموتريتش على تقويض فرص التوصل إلى اتفاق    «التسامح والرضا».. وصفة للسعادة تدوم مدى الحياة    الاقتصاد المصرى يتعافى    مصلحة الضرائب تنفي وجود خلاف بين الحكومة وشركات البترول حول ضريبة القيمة المضافة    وزارة التخطيط ووكالة جايكا تطلقان تقريرا مشتركا حول 70 عاما من الصداقة والثقة المصرية اليابانية    وزير الثقافة يستقبل وفد الموهوبين ببرنامج «اكتشاف الأبطال» من قرى «حياة كريمة»    دعمًا للأجيال الواعدة.. حماة الوطن يكرم أبطال «UC Math» في دمياط    محافظ أسيوط يسلم جهاز عروسة لابنة إحدى المستفيدات من مشروعات تمكين المرأة    «خير يوم طلعت عليه الشمس».. تعرف على فضل يوم الجمعة والأعمال المستحبة فيه    سعر طن الحديد الاستثماري وعز والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الجمعة 22 أغسطس 2025    أزمة وتعدى.. صابر الرباعى يوجه رسالة لأنغام عبر تليفزيون اليوم السابع    نجم الأهلي السابق: أفضل تواجد عبد الله السعيد على مقاعد البدلاء ومشاركته في آخر نصف ساعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السياسي اللبناني كمال شاتيلا: الناس يفتقدون عبد الناصر
الذي أعطي البسطاء الحكم والثروة والقرار
نشر في الأخبار يوم 05 - 03 - 2012

اذا اردنا ان نصف السياسي اللبناني الناصري البارز كمال شاتيلا علينا أن نقرأ تجربته السياسية الثرية عبر التاريخ التي أمضاها ما بين النضال داخل الحركة الشعبية في بيروت منذ شبابه مرورا بنشاطه البارز داخل الجامعة اللبنانية التي بدأ منها معركة الدفاع الثقافي والسياسي عن الايمان والوطنية والعروبة في لبنان وترأس ما يعرف بالمؤتمر الشعبي اللبناني المؤسسة الاهلية التي تعمل منذ الثمانينات لتحقيق اهداف الحرية والوحدة والعدالة وهي نفس المبادئ التي نادي بها الشباب العربي في ثوراته. كما قدم عددا من المؤلفات حول القضايا العربية والصراع العربي الإسرائيلي ومشروع الوحدة العربية والتجربة الناصرية الثرية والحملات التي يقودها الغرب ضد الاسلام. وفي السطور القادمة ومن خلال هذا الحوار حاولنا الاقتراب من افكار مفكر سياسي كبير الذي قدم نظرة فاحصة للمشهد السياسي في مصر والوطن العربي بعد مضي عام علي الربيع العربي.
في البداية ما تقييمك للثورة المصرية بعد انقضاء عامها الأول؟
الثورة المصرية برأيي كانت متوقعة بعد 40 سنة من عهود الردة عن بناء الصناعة الوطنية والتنمية الشاملة والسياسة الخارجية المتحررة (صاحبة القرار المستقل) لأن النظام الذي كان قبل ثورة 25 يناير تهاون في موضوع السيادة الوطنية كما تهاون علي الصعيد الداخلي في تلبية الاحتياجات السياسية الديمقراطية وفي تلبية الحقوق الاجتماعية لملايين المصريين.والثورة نجحت لأنها أعتمدت علي الوحدة الوطنية وعلي الأسلوب السلمي رغم التضحيات والمئات الذي أستشهدوا في سبيل التغيير. ونجحت لأنه كان هناك تعاون وثيق بين القوات المسلحة المصرية وجيش أكتوبر العظيم وبين الطلائع الشبابية الشعبية.
محاكمة الرئيس
ماذا عن محاكمة الرئيس السابق ورموز نظامه؟
أري من الطبيعي أن يحاكم عهد مبارك علي كل التجاوزات التي قام بها عندما خرج عن دستور مصر العربية وخرج عن إرادة الشعب المصري الحرة.. فالمحاكمة مسألة طبيعية جدا والقضاء المدني الذي يتولاها ونحن نثق في نزاهة القضاء المصري.
ونحن علي اعتاب اختيار رئيس جديد لمصر أطلقت دعوتك للمصريين في لقاء لك في لبنان بعدم انتخاب البرادعي رئيسا لمصر لماذا؟
كنا في الاحتفال بذكري ثورة يوليو الناصرية الذي اقيم في بيروت وقد وجدت من البداية أن أطروحات البرادعي لا تعبر عن جوهر الشعب المصري فهو يتحدث عن المواطنة الشكلية بدون أن يتطرق لأي شئ فيما يتعلق بحرية الوطن. كما أن موقفه لم يكن جيدا بل سيئا تجاه الجيش المصري ونحن نعتبر أن الجيش المصري شريكا أساسيا في الثورة وهو الذي صنع حرب أكتوبر العظيمة . ونعلم جيدا أنه مستهدف من قبل جمعيات ممولة من الخارج وحملات غربية هدفها إضعافه حتي يقسموا مصر طائفيا وعرقيا ومذهبيا. لذلك فإن أطروحات البرادعي تخرج عن الثوابت القومية الوطنية التي علمتنا أياها مصر في الفترات السابقة.
وهل وجدت ان هناك استجابة لدعوتك هذه؟
هناك من استجاب لهذا الطلب وهناك من تفحص حركته السياسية فوجد أن رأينا كان في محله وبصورة مبكرة قبل أن يتورط كثيرون في تأييده. واليوم عندما يدافع البرادعي عن الجمعيات الممولة أجنبيا والذي ثبت في القضاء المصري تورطها مع أمريكا وغير أمريكا لزعزعة الإستقرار في مصر وضرب الوحدة الوطنية وإحداث الإضطراب والفوضي التي ينشدها أعداء مصر العربية . وكان من الطبيعي أن لا يكون مؤيدا لتلك المنظمات إذا كان يتذرع بالوطنية ولو كان يؤمن بالديمقراطية كان عليه أن يحترم القضاء. نقطة أخري أنه كان ممن دعوا للعصيان المدني الذي فشل فشل ذريعا مما يؤكد وعي الشعب المصري وقواه الشبابية الثورية الحرة في رفض الانجرار للفوضي ورفض الدفاع عن الاختراقات الاجنبية للثورة المصرية.
هذا يدفعنا للحديث عن رئيس مصر القادم وما الشروط التي يجب أن تتوافر في من يتولي هذا المنصب؟
الأهم أن ينطلق الرئيس من ثوابت مصر الوطنية الأساسية، فمصر بعدا الإنتقال من العهد الملكي إلي العهد الجمهوري في صبيحة ثورة الثالث والعشرين من يوليو رسمت عبر الميثاق الوطني منذ عام 1962 ثوابت تتعلق بتدعيم الوطنية المصرية والتشديد علي الوحدة المصرية من غير تجزئة أو تقسيم أو تمييز بين فئات الشعب. واتباع نهج اقتصادي سليم يعتمد علي خطط تنموية وطنية من أجل تطوير القطاع الصناعي والإقتصادي المصري والوصول بالبلاد لحالة من الاكتفاء الذاتي. العدالة الاجتماعية هي أيضا من الثوابت إذ لايمكن أن يكون هناك حرية سياسية من غير حرية إجتماعية ولا يمكن ان يكون هناك حرية وطن من غير حرية مواطن وسياسة عربية ثابتة وقوية ورائدة للعالم العربي من أجل تحرره واستقلاله وتنميته هذه هي أهم الثوابت التي ينبغي أن يلتزم بها ويحترمها المرشح الرئاسي كما عليه أن يحترم إرادة ثورة 25 يناير التي رفعت شعار الحرية والكرامة والعدالة.
من ترجح أن يفوز بالانتخابات الرئاسية من بين المرشحين الموجودين حتي الآن؟
مع احترامي الشخصي لكثير من المرشحين للرئاسة إلا أنه حتي الآن أتصور وأنتظر بالأحري ترشيحات أخري وينبغي أن يكون أمام كل الشعب التاريخ السياسي لكل مرشح ومواقفه من كافة القضايا وبالطبع ما يتعلق بالسياسة الخارجية.
الأحزاب الإسلامية
شهدت مصر والمغرب وتونس صعودا للأحزاب الإسلامية في الانتخابات البرلمانية التي جرت العام الماضي ..كيف تري وجود هذه الاحزاب وتأثيره علي المشهد السياسي بعد الثورة؟
صعود بعض الأحزاب الإسلامية في مصر والعالم العربي يعود إلي أسباب عديدة. أولا أن هناك هجوما عاما علي الإسلام من جانب الولايات المتحدة الأمريكية بعد أحداث 11 سبتمبر حينما أعلن جورج بوش الحرب الصليبية ثم تلعثم وتراجع فيما بعد ولكنها بقيت فعليا وترجمت في احتلال العراق وأفغانستان فحدث نوع من التعاطف الإسلامي مع كل تحرك إسلامي عام لرد هذه الهجمة علي الإسلام. من ناحية أخري أصبح هناك مؤتمرات إسلامية تراجعت فيها أحزاب إسلامية عن الهجوم علي العروبة وعلي القومية العربية التي كانوا يكفرونها في الخمسينيات وأقدموا علي اتخاذ مواقف ذات طابع وطني ..من ناحية ثالثة أهتمت هذه الأحزاب بالمشاكل الحياتية للناس وساعدت الفقراء هذه الاسباب مجتمعة إلي جانب قوة التنظيم والتمويل المالي الكبير جدا أدي إلي صعود هذا الفريق . لكن الأهم الآن أنهم أمام امتحان كبير ..ماذا سيتخذون من مواقف علي صعيد الصراع العربي الإسرائيلي ؟ وما هي مواقفهم من الاتفاقيات الاقتصادية التي ابرمت في عهد الرئيس السابق التي ادت لإفقار المزيد من المصريين؟ هل سيستمرون علي نفس النهج الإقتصادي أم يلجأون إلي خطط تنموية بديلة وترعي الدولة التعليم والصحة والإسكان وما إلي ذلك من حقوق اجتماعية للناس؟. لاشك انهم امام امتحان سياسي وامتحان اقتصادي كبير.
امضيت الاربعة عقود الماضية في مشوارك السياسي من أجل تحقيق الوحدة العربية.. هل تري انه بعد الثورات العربية اقترب هذا الحلم القومي من التحقق؟
هناك بعد قومي وطني عربي للإنتفاضات العرببية خاصة الثورة المصرية لأنه واضح تماما من خلال توجهات هذه الثورة وشبابها أنهم حريصون علي السيادة الوطنية لمصر كما يتضح من موقفهم الرافض للمنظمات الممولة من الخارج التي اخترقت الثورة. وهناك وعي تام بعدم التنازل لأمريكا وإسرائيل بل علي العكس هناك تحرر دائم من كل قيد كبل السيادة الوطنية المصرية. فنحن الآن في مرحلة جديدة كقوميين عرب ندافع عن وجود القوميات العربية المهددة بتقسيم عرقي وطائفي ومذهبي إلي جانب مشروع أمريكا الخاص بالشرق الأوسط الكبير لتقسيم المنطقة .فنحن في هذه الحالة الدفاعية بعد ان تحسم لصالح الأحرار العرب فإنه من الطبيعي أن كل قطر عربي لا يستطيع ان يفي بإحتياجات الناس إلا اذا حدث تكامل اقتصادي في الطاقات والقدرات بين البلدان العربية لنتمكن من النهوض جميعا.ذلك أن العصبية القطرية التي جربت في كل البلدان العربية خلال الاربعين سنة الماضية لم تنتج تحررا ولا تنمية ولا تطورا. لذا عندما يكون هناك اتجاه لتكامل اقتصادي عربي عندها نكون في الطريق الصحيح وليس لنا طريق سواه علي الإطلاق.
الوحدة العربية
وما هي الرؤية الجديدة التي تتحدث عنها لمشروع الوحدة العربية الآن؟
أنا أثق تماما في موضوع الوحدة العربية كمشروع جديد يعتمد علي التكامل بين الوطنيات وليس علي الاندماج .. فهو يعتمد علي المحتوي الديمقراطي للوحدة العربية وإسقاط فكرة الحزب الواحد عنها.فحينما نحرر فكرة الوحدة العربية من الاتجاهات الفئوية أو سياسة الحزب الواحد فستعود فكرة الوحدة إلي حالة استقطاب الجماهير العربية. ونحن لا نستطيع أن نواجه التكتلات العالمية خاصة الاقتصادية ولا نستطيع ان ندافع عن امننا العربي المستباح إلا بالتكامل العربي والتضامن العربي . لذلك الوحدة العربية حاجة وليست فائضا عن الحاجة ..حاجة انتقال الأمة من التخلف إلي التقدم.
بإعتبارك احد السياسيين البارزين الذين ينتمون للتيار الناصري كيف تري الوجود القوي للزعيم الخالد جمال عبد الناصر في الثورات العربية؟
هذه أصبحت حاجة لأنه مع كل التشكيك والتشويه الذي تعرضت له ثورة 23 يوليو وجمال عبد الناصر فإن كل هذا سقط لأن السياسة الناصرية علي الصعيد الداخلي إستطاعت أن تنشئ أكثر من ألفي مصنع وتنقل مصر من الحالة الزراعية إلي حالة صناعية متقدمة وأصبح لها جيش قوي وضحت أهميته في حرب أكتوبر المظفرة. فضلا عن المكانة العالمية التي وضعها عبد الناصر لمصر من خلال فكرة عدم الانحياز ومواقفه العربية الوطنية ومشاركته في كل المؤتمرات الافريقية والمؤتمرات الاسلامية العالمية . وكانت مصر رائدة وأعطي شعبها المتمثل في العمال والفلاحين والقوي العاملة التي تشكل الأغلبية الديمقراطية في أي بلد الحكم والثروة والقرار. لذلك يفتقد الناس عبد الناصر لإعادة دور الدولة لتكون راعية للقضايا الاجتماعية والصحية والأحوال التي يحتاجها الناس ..الحاجة إلي مصر محررة من القيود الاجنبية ومن السطوة الإسرائيلية وتقوم بدورها الفاعل في المنطقة ..وكل العرب الأحرار يترقبون مصر التي فكت قيودها بعد ثورة 25 يناير شيئا فشيئا لتعود وتحتل موقعها الطبيعي والطليعي في الأمة العربية.
ماذا تقول عن حادثة هدم تمثاله في بنغازي الليبية؟
هناك حركات تطرف وهيمنة أطلسية شاملة علي ليبيا ..في عهد القذافي وبداية الثورة قالوا أنه قتل ألف شخص بينما قتلت قوات الناتو قرابة المائة ألف ليبي دون أن يحاسبها أحد لا منظمة عفو دولية ولا أحد يسأل ويحاسب علي تدمير البني التحتية للدولة لمصلحة دول حلف الأطلسي. لذا ليس مستغربا تحت هيمنة هؤلاء أن يهدموا تمثال عبد الناصر الرمز . ولا نستطيع أن نقبل تفسيرهم القائل بأن هدم التمثال نوع من الانتقام من القذافي لأن القذافي تخلي قبل سنوات عن ناصريته وعن عروبته واتجه أفريقيا كما نعلم .ولكن التمثال هدم لأنه رمز عربي قومي محبوب من كل أحرار العرب وعنوان تحررهم ورمز كرامتهم وشرفهم . ومن فعلوا ذلك هم أقل من أقزام والشعب الليبي الأصيل لا يقبل بهذا الأمر وهو مطالب بأن يصحح الوضع الآن لتعود ليبيا حرة ومستقلة وعلي علاقة طيبة مع مصر لأنها بدون مساعدة مصر لن تنهض ونحن نقيم المرحلة الحالية في ليبيا بمدي قربها او بعدها عن مصر.
مع دخول الثورة السورية في منحي خطير وتزايد أعداد القتلي السوريين ..كيف تصف الثورة السورية؟
يجب أن ننظر لما يحدث في سوريا من جانبين وليس من جهة واحدة فهي ليست زاوية داخلية تنحصر في مطالب الناس بدون معرفة ما يجري من مخططات اجنبية لتدمير وحدة وعروبة واستقلال سوريا. لا ننكر ان هناك مطالب مشروعة للسوريين مثل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والحريات السياسية وأعتقد أن هذا تحقق بالدستور الجديد الذي أطاح بحكم الحزب الواحد ولم يحصر الترشح لرئاسة الجمهورية لحزب البعث وحده. فالدستور الجديد متقدم عن المرحلة الماضية ونستطيع القول أن النظام قد تغير. والأغلبية الشعبية في سوريا التي تريد التغيير والإصلاح حريصة في الوقت نفسه إلي عدم المساس بالوحدة الوطنية وتقسيم سوريا كما حدث وفقا لمشروع الشرق الاوسط الكبير في كل من ليبيا والعراق لذا فإن الغالبية الساحقة الغاضبة التي ترفض العنف بكل أشكاله وألوانه والتي تطالب بوقف سيل الدماء تريد في الوقت ذاته الحفاظ علي وحدة سوريا وعدم وجود اي شكل من التدخل الأجنبي. فالغالبية يخشون من الفوضي ومن بدائل كاريكاتيرية مطروحة للدولة الحالية والمطلوب الآن هو المساندة للشعب السوري عن وعي في إطار وحدة وإستقلال سوريا.
الربيع العربي
وهل تأثر وطنك لبنان بثورات الربيع العربي؟
لبنان وضعها السياسي هش ونحن لازال لنا أرض محتلة في مزارع شبعا وبرغم قرارات الأمم المتحدة بعد الحرب علي لبنان عام 2006 بقي الوضع أن لدينا أرض محتلة لذلك سياستنا يجب أن تكون واضحة وقائمة علي أسس تخص البلد ونحن الآن في مرحلة دفاع عن وحدة صفوف المسلمين والوحدة الوطنية الشعبية فهناك دائما مخططات لإعادة الفوضي وبث الفرقة في لبنان ودعوات التقسيم التي تطل بوجهها من جديد. لكن نحمد الله أن لدينا استقرارا أمنيا الآن نأمل أن يتطور إلي نوع من الاستقرار السياسي.
وهل ستؤثر الثورات العربية علي مستقبل الصراع العربي الإسرائيلي؟
الثورات العربية ركزت معظمها علي الشئون المحلية السياسية والاجتماعية والتنموية ولكن أنه خلال الشهور القادمة سوف يتبلور أكثر توجه قومي لردع السياسة الصهيونية التي تستفيد من الصراعات العربية والاوضاع الداخلية غير المستقرة لتتمادي في التوسع في المستوطنات في الضفة الغربية واجراءات تهويد القدس الشريف ونسف عروبتها ووحدتها.. وانا أري أن المرحلة القادمة ستشهد تغيرا لأنه حتي لو كانت لهذه الثورات طابع وطني غلاب إلا أنها ستتوحد من أجل وضع تصور يردع العدو الصهيوني ويمنعه من الاستمرار في عدوانه وانتهاكاته ونستعيد حقوقنا المسلوبة.
ماذا عن المصالحة الفلسطينية هل أحرزت تقدما ملموسا بعد ثورات الربيع العربي؟
في البداية اهنئ القيادة المصرية وخاصة المجلس الأعلي للقوات المسلحة الذي فتح معبر رفح وأزال المعاناة عن الفلسطينيين وهو يحاور كل الفصائل الفلسطينية بحيادية وبمودة ووفاق ونجحت الإدارة المصرية في لم شمل الفصائل الفلسطينية من أجل ترسيخ المصالحة التي تمت ولكن هناك ضغوط أمريكية وإسرائيلية من اجل عدم اتمامها ولكن أعتقد ان الساحة الفلسطينية ضاغطة علي الفرقاء الوطنيين من أجل إعادة الوحدة الوطنية وإعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية حتي تعود نقطة جذب أساسية لكل قوي التحرر في العالم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.