تنسيق الجامعات 2025، قائمة بالمعاهد الهندسية الخاصة المعتمدة من التعليم العالي    صالون تنسيقية شباب الأحزاب يناقش أغلبية التأثير بالفصل التشريعي الأول بمجلس الشيوخ    أوبك تستعرض بيانات إنتاج النفط الخام لشهري مايو ويونيو 2025 وسط متابعة تطورات السوق    جامعة قناة السويس تتسلم شهادتي الأيزو 21001:2018    أبو مازن: مبادرة الرئيس السيسي تأتي استكمالا لدور مصر التاريخي والمهم لدعم القضية الفلسطينية    بدء اختبارات مشروع تنمية المواهب بالتعاون بين الاتحادين الدولي والمصري لكرة القدم    السيسي يوجه بتوفير الرعاية الصحية والطبية الفورية للكابتن حسن شحاتة    وفاء عامر: لديّ يقين في العدالة المصرية    ما الوقت المناسب بين الأذان والإقامة؟.. أمين الفتوى يجيب    نقيب الإعلاميين: كلمة الرئيس السيسي بشأن غزة رد عملي على حملات التضليل    سميرة صدقي: عبلة كامل أفضل فنانة قدمت دور المرأة الشعبية    قبل عرضه.. تفاصيل فيلم بيج رامى بطولة رامز جلال    "صحة الشرقية تدين الاعتداء على طبيب بمستشفى أبو حماد    طريقة عمل الكريم كراميل، تحلية صيفية مميزة    علاج الحموضة بالأعشاب الطبيعية في أسرع وقت    الداخلية: لا توجد تجمعات بالمحافظات والإخوان وراء هذه الشائعات    برومو تشويقى ل مسلسل "ما تراه ليس كما يبدو".. سبع حكايات ومفاجآت غير متوقعة    محافظ جنوب سيناء يتابع تطوير محطة معالجة دهب والغابة الشجرية (صور)    إلقاء بقايا الطعام في القمامة.. هل يجوز شرعًا؟ دار الإفتاء توضح    هل "الماكياج" عذر يبيح التيمم للنساء؟.. أمينة الفتوى تُجيب    توقعات: دوري ملتهب وحار جدًا!    رفقة العراق والبحرين .. منتخب مصر في المجموعة الثانية بكأس الخليج للشباب    «المصري اليوم» داخل قطار العودة إلى السودان.. مشرفو الرحلة: «لا رجوع قبل أن نُسلّم أهلنا إلى حضن الوطن»    وزارة الصحة: حصول مصر على التصنيف الذهبي للقضاء على فيروس سي نجاح ل100 مليون صحة    السباحة الأمريكية وولش تظفر بسباق 100 متر فراشة    السفارة الأمريكية: كتائب حزب الله تقف وراء اقتحام مبنى حكومي ببغداد    حزب الجيل: السيسي يعيد التأكيد على ثوابت مصر في دعم فلسطين    5 شركات تركية تدرس إنشاء مصانع للصناعات الهندسية والأجهزة المنزلية في مصر    قنا: القبض على شاب متهم بالاعتداء على طفل داخل منزل أسرته في قرية الدرب بنجع حمادي    هل ظهور المرأة بدون حجاب أمام رجل غريب ينقض وضوءها؟.. أمينة الفتوى توضح    محافظ القاهرة يكرم 30 طالبا وطالبة من أوائل الثانوية العامة والمكفوفين والدبلومات الفنية    تنفيذي الشرقية يكرم أبطال حرب أكتوبر والمتبرعين للصالح العام    نموذج تجريبي لمواجهة أزمة كثافة الفصول استعدادًا للعام الدراسي الجديد في المنوفية    ديفيز: سعيد بالعودة للأهلي.. وهذه رسالتي للجماهير    الحر الشديد خطر صامت.. كيف تؤثر درجات الحرارة المرتفعة على القلب والدماغ؟    وثيقة لتجديد الخطاب الديني.. تفاصيل اجتماع السيسي مع مدبولي والأزهري    توجيهات بترشيد استهلاك الكهرباء والمياه داخل المنشآت التابعة ل الأوقاف في شمال سيناء    12 راحلا عن الأهلي في الانتقالات الصيفية    التحقيق في مصرع شخصين في حادث دهس تريلا بدائرى البساتين    ينطلق غدا.. تفاصيل الملتقى 22 لشباب المحافظات الحدودية ضمن مشروع "أهل مصر"    على خلفية وقف راغب علامة.. حفظ شكوى "المهن الموسيقية" ضد 4 إعلاميين    منال عوض تجتمع بالرئيس التنفيذي لجهاز تنظيم وإدارة المخلفات    الشرطة التايلاندية: 4 قتلى في إطلاق نار عشوائي بالعاصمة بانكوك    أوكرانيا: ارتفاع عدد قتلى وجرحى الجيش الروسي لأكثر من مليون فرد    كريم رمزي: فيريرا استقر على هذا الثلاثي في تشكيل الزمالك بالموسم الجديد    مفوض حقوق الإنسان يدعو لاتخاذ خطوات فورية لإنهاء الاحتلال من أراضى فلسطين    مستوطنون إسرائيليون يحرقون مركبتين فلسطينيتين وسط الضفة    أحمد الرخ: تغييب العقل بالمخدرات والمسكرات جريمة شرعية ومفتاح لكل الشرور    أسعار الأسماك اليوم الإثنين 28 يوليو في سوق العبور للجملة    في مستهل زيارته لنيويورك.. وزير الخارجية يلتقي بالجالية المصرية    متحدثة الهلال الأحمر الفلسطيني: 133 ضحية للمجاعة فى غزة بينهم 87 طفلًا    رئيس جامعة القاهرة يشهد تخريج الدفعة 97 من الطلاب الوافدين بكلية طب الأسنان    المجلس الوزاري الأمني للحكومة الألمانية ينعقد اليوم لبحث التطورات المتعلقة بإسرائيل    «تغير المناخ» بالزراعة يزف بشرى سارة بشأن موعد انكسار القبة الحرارية    تعرف على مواعيد مباريات المصري بالدوري خلال الموسم الكروي الجديد    بداية فوضى أم عرض لأزمة أعمق؟ .. لماذا لم يقيل السيسي محافظ الجيزة ورؤساء الأحياء كما فعل مع قيادات الداخلية ؟    السيطرة على حريق بشقة سكنية في البلينا وإصابة 3 بحالات اختناق    جامعة العريش تنظم حفلا لتكريم أوائل الخريجين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



»الأخبار« تحاور يحيي حسين عبد الهادي المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية:
قدمت أوراق اعتمادي للشعب من بوابة »عمر أفندي«

لست عدوا للخصخصة بل ضد الفساد .. وأكره الوساطة وابني في طابور العاطلين
بزغ نجمه عام 2007 مع بلاغ شهير هز مشاعر الشعب المصري ضد فساد صفقة عمر أفندي.. وكان بلاغه شرارة الثورة الشعبية ضد الخصخصة بوجه عام وما تبعها من دعاوي قضائية لرد شركات الخصخصة لملكية الدولة بعد أن تدهورت أوضاعها وتشرد العاملون فيها.
إنه المهندس يحيي حسين عبد الهادي الذي أعلن منذ أيام دخوله سباق الرئاسة.. كشف في حوار مع "الأخبار" توجهاته العامة وبرنامجه الذي لم ينته من إعداده بعد.. أعلن بجسارة أنه أكثر المؤهلين لرئاسة الجمهورية.. كاشفا عن مفاجأة تتمثل في أنه ليس عدوا للخصخصة بل هو ضد الفساد الذي شاب تطبيقاتها.. اعتبر ثورته علي صفقة عمر أفندي أوراق اعتماده للشعب المصري لذا أصر علي تدشين حملته من أمام المقر الرئيسي للشركة في شارع عدلي وسط القاهرة.. سرد برنامجه للخروج من أزمتنا الاقتصادية وقضايا الفقر و لتحقيق العدالة الاجتماعية.
نشهد أنك مفجر الثورة ضد صفقة بيع عمر أفندي الشهيرة وما تلاها من ثورات علي الخصخصة.. لكن هل تعتقد أن ذلك كاف لخوضك انتخابات رئاسة الجمهورية وهلي تكفي خبرتك كرئيس لشركة بنزايون ثم وكيلا لوزارة الاستثمار والآن مديرا لمركز إعداد القادة في قطاع الأعمال العام للتطلع لرئاسة دولة بحجم مصر؟
صفقة عمر أفندي قدمت أوراق اعتمادي للشعب المصري.. ليس البلاغ الذي قدمته طاعنا في الصفقة فقط لكن ما تلي البلاغ ولمدة 5 سنوات.. إلي أن تطور الامر مع ميلاد حركة "لا لبيع مصر" والتي كنت منسقا لها وكذلك الانخراط في حركة كفاية وأنا عضو في لجنتها التأسيسية وكذلك عضويتي في الأمانة العامة للجمعية الوطنية للتغيير حيث لم أترك حركة وطنية إلا وانخرطت فيها.
.. وماذا عندك لتقدمه لمصر؟
لن أقدم وعودا وردية.. أصارح الشعب بأن الحالة بها قدر من الصعوبة الاقتصادية والأمنية والحالة الشاملة لأننا نتعامل مع دولة عاث فيها نظام مبارك فسادا واستبدادا مدة 30 عاما.. ما وصلنا إليه لم يكن بسبب العام الأخير والأول للثورة وإلا ما كنا سنقوم بالثورة ويجب ألا ننسي أننا نتعامل مع وضع لا نرضاه لمصر.. نعم هذا الوضع لايزال مستمرا لكن هناك أمل.. بقدراتنا نستطيع أن نعيد مصر دولة حيث لم يبق فيها الآن سوي ثلاث مؤسسات متماسكة هي القوات المسلحة والقضاء والدبلوماسية إلي حد ما.. لذا فإن المهمة صعبة ويجب أن نشارك جميعا في تنفيذها.. ومن هنا جاء شعار حملتي الانتخابية وهو "معا" وهي تعني كل المصريين المسلم والمسيحي اليميني واليساري المقيم والمهاجر وهذه عناوين لبرامج رئيسية والتي يجب ألا تكون تفصيلية.. أنا أتحدث عن اتجاهات دون تفاصيل عريضة، فالمجتمع الديمقراطي سيتيح العمل لصالح البلد والرقابة علي التصرفات.. وهذا يتطلب قدرا من المصالحة وهي جزء أساسي من برنامجي.
الصلح خير
مصالحة مع من.. مع رموز النظام السابق أم مع المستثمرين؟
أنا متصالح مع نفسي ولديّ القدرة علي تفهم تصرفات الخصوم وأتسامح مع بعضهم.. تسامحت مع د. محمود محيي الدين وزير الاستثمار السابق رغم أنني أوذيت منه.. سامحته فيما يخصني من قبل الثورة لكني لا أملك التسامح فيما يخص مصر.. المصالحة التي أقصدها والتي أنا مؤهل لها هي المصالحة بين الثوار، فأنا علي علاقة محترمة ومتساوية مع الجميع وطوال العام الأول للثورة لم أحسب علي تيار معين.
وماذا تقصد بالثوار؟
الثوار هم كل من انخرط في بوتقة الجمعية الوطنية للتغيير ضد نظام مبارك وهي تجمع لقوي مختلفة سياسيا لكنها كلها قوي وطنية تضم اخوانا وشيوعيين وناصريين.. كنا رفقاء ثورة حتي قبل 25 يناير 2011 لكن بعد الاطاحة بنظام مبارك كنت متفهما لاحتمال أو حتمية وجود خلافات سياسية.. وعلي مدي العام الاول للثورة تجاوزنا حدود الخلافات السياسية إلي الاستقطاب والتخوين والتكفير.. ومن أجل أن ننظر للأمام لا بد من تصالح الثوار مع أنفسهم.
الحقنا بالمصالحة نرجوك؟
إذا اختيرت رئيسا للجمهورية فهذا الامر سيكون سهلا فأنا الآن مجرد مواطن صديق لهم ومحل احترامهم وتوجد بيننا مساحات اتفاق تسمح بمساحات اختلاف أيضا.. لكن عندما أصبح رئيسا الوضع سيختلف تماما.
في خضم المتسابقين علي كرسي الرئاسة.. هل تعتقد أن لديك فرصا للفوز؟
أنا أكثر الموجودين تأهيلا لذلك لأنني لست منحازا لتيار ضد تيار.. اليساريون يعتقدون أن لهم نصيبا عندي وأنا كذلك لأنني كنت من وجوه الدفاع عن العمال في وقت صمت فيه الكثيرون.. أيضا الناصريون يعتقدون أن لهم نصيبا عندي وأنا كذلك حيث أقدر وأحب وأجل عبد الناصر لوطنيته الصادقة.. وكذلك الحال مع الاخوان المسلمين فأنا كما يقال لدي مسحة دينية وأنا أخاف الله في الناس ولا مانع أن أحب جمال عبد الناصر وحسن البنا.. باختصار الكل معي.. فأنا لست منتميا لأي حزب وأحترم الجميع وأقدرهم لكن انتمائي للدولة.
أنا البريمو
نراك واثق الخطوة تمشي "رئيسا".. ما حيثياتك لكل هذا التفاؤل؟
الحقيقة أن مواصفات رئيس الجمهورية ليست متوافرة بالكامل في كل مرشح.. لكنني أمتلك معظم المواصفات فرئيس مصر القادم يجب أن يكون ذات خبرة ادارية وقيادية وهذا لا ينقصني.. كذلك يجب أن يكون رجل دولة وهذا أيضا لا ينقصني فأنا من الوجوه البارزة للثورة المصرية حيث كنت في الميدان قبل 25 يناير بخمس سنوات علي الأقل.. أيضا علي المرشح للرئاسة أن تكون له سابقة أكسبته رصيدا لدي الشعب المصري وأنا عندي قضية عمر أفندي.. وهناك من المرشحين لهم مواقف أيضا لكن ذلك ليس متوافرا في كل المرشحين.. أيضا السن عندي 58 عاما.. بجانب ميزة أخري أتفرد بها بين المرشحين وهي الجمع بين الخلفية العسكرية والعمل المدني فأنا خريج الكلية الفنية العسكرية وخدمت في جيش الشعب 20 عاما من 1972 حتي 1992.. وبعد ذلك عملت وحتي الآن في العمل المدني بين الحكومة والقطاع العام والقطاع الخاص.
عرابي والشاذلي
هل معني ذلك أنك مرشح للمؤسسة العسكرية؟
لا أقبل أن أكون مرشحا للمؤسسة العسكرية وأنا ضد هذا التعبير وأفضل لفظ جيش الشعب فهو جيش عرابي وسعد الشاذلي وعبد الناصر ابن هذه الامة.. الجيش ليس مؤسسة سياسية بل مؤسسة وطنية فقد يكون أي مرشح مدعوما بقوة سياسية لكن القوي الوطنية فوق مستوي السياسة.. لكن في النهاية الحاسم في المسألة هو صندوق الانتخابات وفي الوقت نفسه أعتز كثيرا إذا كان الجيش يعتبرني رمزا وطنيا، فالجيش لا يعمل بالسياسة.. لست مرشحا للمؤسسة العسكرية أو الاخوان فأنا لست عضوا في أي حزب رغم العروض التي تلقيتها من الجميع قبل الثورة وبعدها لكني اعتذرت.. أحب أن أبقي حرا حتي لا أتقيد برأي الاحزاب.
كلام جميل.. لكن كيف ستكمل اشتراطات الترشح وأنت بعيدا عن الاحزاب؟
لقد استبعدت تماما ترشيحي من قبل الأحزاب حيث يحق لكل حزب له مقعد واحد في المجلسين الشعب والشوري تسمية مرشح حتي من غير أعضاء الحزب.. وهناك أيضا خيار الحصول علي تزكية 30 عضوا من اعضاء مجلسي الشعب والشوري وفي هذا الخيار ألزمت نفسي بقيد أن تكون التزكية من تيارات حزبية متعددة وليس من حزب واحد.. ويبقي الخيار الثالث وهو الأصعب وهو الحصول علي 30 ألف توكيل من 15 محافظة بحد أدني ألف توكيل من كل محافظة.
إذا استكملت شروط الترشح.. من أين ستدبر نفقات حملتك الانتخابية؟
أنا رجل قليل المال ولا أمتلك الملايين التي تنفق علي الدعاية لبعض المرشحين لكن لعل في ذلك ايجابية، فالشعب المصري لا تجدي معه وسائل الدعاية الامريكية فهو دائما ينتخب بالاحساس والانطباع.. أقصر طريق لقلب المواطن المصري هو الصدق.. وأنا أراهن علي الصدق لذلك لا أعد بوعود وردية.
مرحبا بالصناع
بصفتك مرشحا محتملا لرئاسة الجمهورية.. ما رؤيتك لحل أزمة الاقتصاد المصري؟
اقتصادنا يجب أن يقوم علي ساقين شأن أي دولة محترمة.. أقصد القطاعين العام والخاص لأن بتر الاستثمار العام خطأ. أري ضرورة تحفيزهما معا بأقصي ما يمكن، فالقطاع الخاص الوطني يجب تحفيزه وتشجيعه مع حماية الصناعة الوطنية لتعمل في مناخ تنافسي حقيقي مع محاربة الاحتكارات وتضارب المصالح.. وللعلم فإن القطاع الخاص المصري عاني كثيرا في فترة أمانة السياسات فغالبية رجال الاعمال عانوا من قرب بعضهم من السلطة وبالتالي حصلوا علي امتيازات تضر بمبدأ المنافسة بل شارك بعضهم في صياغة قرارات وسياسات استفادوا منها.
أيضا القطاع العام يجب أن يدار بكفاءة وتظل الدولة مالكة لما بقي منه مع توفير قيادات قادرة علي ادارته بكفاءة وتيسير ادارته بعقلية القطاع الخاص.. كذلك يجب أن نشجع الصناعة الوطنية أكثر من التوكيلات والاستيراد.. علينا أن نقبل رأس أي صانع مصري بغض النظر عن شكل الملكية لأنه يفتح فرص عمل تفيد الشعب بعكس التوكيلات لأن استيراد سلعة لها منافس محلي تمثل في الحقيقة خصما من رصيد عامل مصري.. نحن بحاجة للقطاع الخاص لأنه بطبعه يبحث عن النجاح ونحن نريد النجاح لمصر.. وفي الوقت نفسه نشجع القطاع العام لأنه يوفر الرحمة.
وماذا عن الزراعة؟
الرؤية الاشمل للزراعة هدفها تحقيق اكتفاء ذاتي مقبول فليس واقعيا الحديث عن اكتفاء ذاتي كامل في السلع الزراعية الاستراتيجية وهي وفق تعريف الدكتور مصطفي الجبلي وزير الزراعة الاسبق كل محصول يشكل غذاء أساسيا للشعب المصري مثل القمح والذرة والفول والقطن والقصب والعدس الذي نستورده حاليا بنسبة 98 ٪ إلي درجة أن إسنا بلد العدس تأكل حاليا العدس المستورد.
نعم للانضباط
وكيف ستتعامل مع الملف الأمني؟
لدي تجارب في الادارة ولي أدوات تتمثل في العدل والرحمة والانضباط.. وفي اعتقادي أنها أدوات ناجحة تصلح علي مستوي الدولة.. وأري أن حالة مصر الحالية تتطلب الانضباط كنقطة بداية للاصلاح والانضباط يعني التطبيق الرادع والصارم للقانون.. ولعل أول القوانين الذي يجب أن يتبناه رئيس مصر القادم لمواجهة قطع الطرق والميادين والشوارع وتغليظ العقوبات عليها.. وكذلك تقنين أمور التظاهر والاعتصامات فالتظاهر أو الاعتصام حق لكن في حدود عدم تدمير الوطن وعدم ايذاء الآخرين فلماذا نأخذ من العالم أسوأ ما فيه.. هذا الكلام قد يغضب البعض لكن هذا ما أراه بشكل واضح.. ومن يقر ذلك ويوافقني عليه ينتخبني.. فنحن في وقت لا نتحمل فيه أي تدمير لمرافق الدولة لانها ملك للشعب.. أقول هذا وأنا لست باحثا عن منصب أو سمعة أو وجاهة.. وأري أن ضبط هذه الامور من الاجراءات العاجلة لتحقيق الأمن.. أما الاجراءات الآجلة فتتمثل في هيكلة وزارة الداخلية بأن نعيدها شرطة للدولة وليست شرطة للنظام.. ويتحقق هذا الهدف وفق ما يراه أهل الاختصاص.. لكن هناك اقتراحات مفيدة مثل الاستعانة بخريجي كليات الحقوق ممن تتوافر فيهم اللياقة النفسية والطبية للعمل بالشرطة.. ومع استكمال هذه الاجراءات نستطيع اعادة الامن والامان في غضون عام، فنحن شعب بالغ التحضر وهذا ما اتضح جليا في ثورتنا التي جاءت فريدة من نوعها وعلي عكس الثورات الشعبية التي تتضمن عادة العنف ويعقبه المجازر ثم انهيار اقتصادي لخمس سنوات.. وهذا ما لم يحدث عندنا والحمد لله.. نحن أول شعب يثور ولا يقتل النظام الذي ثار عليه.. لذا فإن هذا الشعب المتحضر يستطيع بناء ما تهدم وأنا أثق في ذلك تماما.. لدينا الموارد لكنها اختطفت خلال الثلاثين عاما الماضية وحال تعاملنا مع مواردنا التعامل الطبيعي سنعيد بناء أنفسنا.
وماذا عن السياحة والاستثمار؟
السياحة لدينا مهمة حال إدراتها بكفاءة.. لدينا ثلث آثار العالم.. لدينا سياحة دينية.. لدينا شواطئ ورغم ذلك نجتذب رقم سياح متواضعا يعادل ما تجتذبه دولة مثل سنغافورة التي لاتزيد مساحتها علي 700 كيلو متر.. أما عن الاستثمار فلديّ يقين بأن الاستثمار المصري والعربي والاجنبي سيتدفق علينا بمجرد استقرار البلاد ديمقراطيا فالاستقرار السياسي حتي مع عدم رضا البعض عن نتائج الانتخابات سيتبعه تدفق استثماري لأن الدول المستقرة ديمقراطيا تجتذب الاستثمار الناجح بينما تجتذب النظم الاستبدادية الاستثمار الفاسد.. أعرف أن هناك مستثمرين جادين ينتظرون ادراكنا للاستقرار وهنا لن نواجه بمعضلة القوانين فالأمر أصبح بيد الشعب.. ومن يقرأ تاريخنا يعرفنا فنحن بلد مر بين الحياة والموت كثيرا .. صعود وهبوط.. ومررنا علي كل ذلك بسلام.. تملأني الثقة بأننا نمر بمجرد دقيقة ألم عميق وستستطيع مصر بعدها استعادة بسمتها.. باختصار لأن وضعنا الآن أفضل من حالات مشابهة.
عفوا سنعود للاقتصاد.. هل أعددت سيفك البتار لقتل الخصخصة؟
لست ضد الخصخصة لكنني ضد الفساد الذي شاب أسلوب الخصخصة.. النظريات علي الورق كويسة حال تطبيقها بالطريق الصحيح.. والخصخصة السليمة لابد من أن يتوافر فيها شرطان.. الأول موافقة صاحب الملكية وهو الشعب وهذا ما لم يحدث.. والثاني أن تتم الخصخصة في مناخ ديمقراطي كامل يعلي مبدأ الشفافية وتحت مراقبة برلمان حقيقي.. الخصخصة الصحيحة لا يجب أن تكون هدفا في حد ذاتها لكنها وسيلة لتحسين كفاءة الاقتصاد.. هناك قطاعات خاسرة وغير استراتيجية يمكن أن يتولاها القطاع الخاص وعلي الدولة أن ترفع يدها عنها ليس بالبيع فقط لكن هناك وسائل أخري مثل البيع الجزئي أو خصخصة الادارة واختيار أسلوب دون آخر يحدده الخبراء المختصون.. لكن القطاعات الاستراتيجية يجب أن تظل تحت الملكية العامة حتي إذا كانت خاسرة.. أنا ضد الفساد ومع أي شيء يحسن كفاءة الاقتصاد الوطني.
وهناك مثال حي.. عندما أسند عبد الناصر وهو الزعيم المتعصب لاستقلال بلده الذي لا يمكن لأحد المزايدة علي وطنيته إدارة فندق النيل الشهير لشركة عالمية.. عرض الامر عليه ووافق علي إدارته من قبل شركة هيلتون الامريكية رغم قمة الصراع بين مصر والولايات المتحدة الامريكية في ذلك التوقيت.
عدالة باريتو
حال نجاحك في الانتخابات الرئاسية ستكون رئيسا لبلد 40 ٪ من مواطنيه فقراء.. كيف ستتعامل مع ملف الفقر والعدالة الاجتماعية؟
مواجهة الفقر شيء وتحقيق العدالة الاجتماعية شيء آخر.. يواجه الفقر بحزمة سياسات تؤدي لزيادة الناتج القومي من الاقتصاد الحقيقي وليس اقتصاد الكازينو.. لابد من زيادة العائد السياحي وتشجيع الصناعة.. كل شيء يؤدي لزيادة الدخل القومي وبالتالي يقل الفقر.. أما سياسة العدل الاجتماعي فتقوم علي توزيع الزيادة في الدخل بشكل متوازن قدر المستطاع وهذا يرتبط بوضع حد أقصي واضح للأجور يحقق العدل.. ومن يحدد الفارق بين الحدين الأدني والأقصي للأجور هم الخبراء الأكفاء بحيث لا يكون هناك انفلات فالحد الأقصي يجب أن يرتبط بإجمالي الدخل من المال العام.. وهذا بلا شك يقلل الفوارق بين الطبقات ويعطي انطباعا بالعدل وفق نظرية باريتو 80/20 بمعني أن تتجه السياسات لتعطي احساسا بالعدل للأكثرية.. بمعني إذا كان لدي 1000 مواطن يقين سيكون منهم 800 في المستوي الأقل دخلا لذا يجب أن تتجه سياسات العدل الاجتماعي لارضاء الأغلبية الساحقة من الضعفاء.. وهذا مبدأ اقتصادي لأن تكلفة ارضاء الأغلبية من الضعفاء ستكون حتما أقل من تكلفة ارضاء الأقلية الغنية.. بجانب كونها تحقق مناخا عاما من العدل.
ثورة شباب
ثورتنا ثورة شباب.. ماذا أعددت في برنامجك لهذا القطاع المهم من أبناء الوطن؟
لا أميل لتصنيف فئات المجتمع بين شباب وغيره لكن الشباب أكثرية في مصر ويشكلون نسبة 60٪.. وسأحارب البطالة باعتبارها مشروعا للشباب دون وساطة ولكم أن تعرفون أن ابني محمد خريج كلية التجارة انضم منذ أيام لطابور البطالة.. كان يعمل في إحدي الشركات الخاصة بمرتب معقول لكنها اضطرت لتقليل حجم أعمالها مع الظروف التي تمر بها البلاد.. لم أحاول أو أقبل تعيينه في الجهة التي أعمل بها فأنا أكره الوساطة.. هناك أيضا بطالة من جربوا العمل من قبل وذهبوا لطابور البطالة بسبب سياسات المعاش المبكر وغيرها فهذا يكون أكثر جرحا للمشاعر الانسانية.. وقد لمست ذلك عمليا في اعتصام عمال شركة طنطا للكتان.. وجدت عاملا يبكي ويكاد أن يصل للانهيار لأن ثلاثة من أبنائه خريجين ولا يعملون ويريد أن يعمل حتي لا يكون رابعهم.. نعم في قضية المعاش المبكر هناك من طلبه وسعي إليه لكن هناك أيضا من ظلم وأجبر علي ذلك.. الحقيقة أن الوساطة ساهمت في تراجع بل قتل كفاءة كل الأجهزة لأنها اعتمدت علي التوريث وشغل أي درجة بالكفاءة واجب ومن حق مصر علينا.. وهذا هو السبيل للتقدم.
في تقديرك وبصراحة من أقرب منافسيك للمنصب الرئاسي؟
هذا سؤال صعب ومحرج، فأنا أعرض نفسي خادما لبلدي وهكذا الآخرون لكن منهم أصدقاء لي مثل د. عبد المنعم أبو الفتوح ود. العوا وحمدين صباحي.
وما رأيك في اقتراح الرئيس التوافقي؟
مصطلح الرئيس التوافقي ظهر مثل تعبيرات أخري تداولت في برامج التوك شو ثم توارت.. توافقي أي تتوافق عليه قوة سياسية أو اثنان أو ثلاثة بما يلغي إرادة الشعب ويجعله غير ملزم للشعب بالمرة.. ومادام هناك صندوق انتخابات فأنا لا أفهم ولا أقبل الرئيس التوافقي.. كما أن الجميع نفي طرحها أو قبوله لها.
قطعت الحديث للرد هاتفيا علي حكومتك نقصد زوجتك.. فهل تستعد هي الأخري لتكون السيدة الأولي؟
زوجتي خريجة كلية التجارة لكنها لم تعمل بإرادتها ورغبتها وأنا لست ضد المرأة.. لكن هذه طبيعتنا ألا تتدخل الزوجة في عمل زوجها ولن نغير ما هو طبيعي لدينا فأنا صعيدي من أسيوط.. والحقيقة أن ما فعلته سوزان مبارك ليس مبدأ ولنا القدوة في السيدة تحية كاظم زوجة الزعيم جمال عبد الناصر التي بقيت تؤدي دورها في بيتها بعيدا عن أي دور سياسي.. وبالنسبة لأي زوجة رئيس قادم إدراك أن الشعب انتخب زوجها ولم ينتخبها هي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.