حدثنا عم بطيخة/ الزوج الخيخة .. قال : زوجتي هانم/ لها نظام صارم/ فإذا ظهر الصبح أو لاح/ تأمرني بتأدية طابور الصباح/ ثم أقف مرة أخري في طابور/ مع أولادي لإعداد طعام الفطور/ وتجلس هي وتوزع الأعمال/ علي البنات والعيال/ فابننا سمير/ الولد الكبير/ يذهب إلي المحلات/ لإحضار المشتريات / والبنت أفكار/ تذهب إلي سوق الخضار/ والولد خليل/ مختص بالطبيخ والغسيل/ وأصغر بنت/ تقوم بنظافة البيت/ واستعانت بابنتي تيسير/ لمراقبتنا وكتابة التقارير/ ووضعت قواعد مرور/ للمشي والعبور/ في غرفة النوم والصالة والمعيشة/ وممنوع تدخين السجائر أو الشيشة/ ووضعت كاميرات مراقبة/ ونصبت كمائن مرتبة/ وطبقت لائحة للمعاقبة/ علي كل من يضبط في مخالفة/ ولا تأخذها بنا شفقة أو عاطفة/ فهي قوية ومفترية / وتجيد المصارعة اليابانية / والضرب بالبونية والروسية / وتسمع ( دبة النملة ) / مثل جهاز أمن الدولة / ومن يخالف النظام / يعتقل في معتقل الحمام / ولم تهتم أي يوم / بالنقد واللوم / وتتظاهر بالديمقراطية/ وتنفذ ( اللي في دماغها هيّه ) / وعندما أعود من العمل/ أكون أمامها كالحمل/ وأقول السلام عليكم ورحمة الله/ وأقف (صفا وانتباه)/ فتقول : لولا سلامك/ سبق كلامك/ لأكلت لحمك قبل عظامك / وتأمرني بتأدية التحية العسكرية/ حتي لا تنكد عليَّا/ وذات يوم لم يعجبنا الطعام/ فقررت مع الأولاد عمل اعتصام/ وقطعنا ميدان الصالة/ فاتهمتنا بالعمالة / وردت علينا بسفالة/ فهتفنا (سلمية سلمية) / فقالت : سلمية يا أولاد الحرامية ؟! / وهجمت علينا بالجردل والمقشة/ والطاسة والحلة والكبشة/ واستعانت بأمها ( أي حماتي ) أم شنب/ الخبيرة في مكافحة الشغب/ فأخفيت سلاحي تحت باطي/ وأظهرت استسلامي واستعباطي/ فضربتني بشبشب الحمام المطاطي/ وقذفتني وأنا أجري كالمفزوع/ بقنابل البصل المسيلة للدموع/ ثم هرعت إلي الدش والحنفية/ وفتحت علينا خراطيم الميه/ باختصار انتصرت علينا/ وعلقتنا كالذبيحة من رجلينا/ فاتصلت بضابط الدورية/ مستغيثا به من زوجتي المفترية/ فقال : هذه أمور داخلية/ ونحن لا نتدخل في المشاكل العائلية/ فاتصلت بالحاكم العسكري/ بناء علي نصيحة جاري العبقري/ وقلت له أنا رجل مكسور الجناح/ وليس معي سلاح / وامرأتي تضخمت كالديناصور/ وقد افلت زمام الأمور/ فأنقذني من كارثة محققة/ لأنها علقت لي حبل المشنقة/ وتوشك السيطرة علي الحي والمنطقة/ فقال حفظه الله من أعاديه/ للحي رب يحميه/ لهذا لبست جلبابي وطرطوري/ وقررت مقابلة د. الجنزوري/ لأنصحه أن يعين مراتي المفترية/ في منصب وزيرة الداخلية/ لتمسكها بقبضة حديدية/ فهي عنيدة وشرسة/ وقوية ومفترسة/ وهذه هي المواصفات المطلوبة/ لحفظ الأمن في مصر المنكوبة/ فلعل الجنزوري الحبيب/ إلي طلبي يستجيب/ لأكون بذلك أيها السادة الأماجد/ قد اصطدت عصفورين بحجر واحد/ فيعم الأمن والأمان في مصر المحمية/ وأتخلص أنا من زوجتي المفترية .