علاء عبدالوهاب ثورة الكرامة.. إذا شئنا تكثيفا لكل المعاني والمطالب التي ثار المصريون من أجلها في كلمة واحدة، فلن تكون سوي: الكرامة. سواء ارتبط الأمر بالوطن أو المواطن، ومن أي نقطة، وإلي أي هدف، فان كرامة مصر والمصريين هي الغاية. من ثم فإن خروج الامريكيين بعد إلغاء حظر سفرهم، ليس له سوي دلالة واحدة: إن كرامتنا قد أريقت! لا يعنينا أن قاضيا تعرض للضغوط، أو ان »الإخوان« ساعدوا، ومن ثم استحقوا شكر الامريكان، ولا يعنينا ان هذه المؤسسة أو تلك مسئولة، أو حتي شيوع المسئولية بين جميع من بيدهم مقاليد الأمور. شعور بالاهانة يخيم فوق كل الرءوس، احساس عارم بأن أهم ما ثرنا من أجله أُهدر، ليس بقبول التدخل السافر في شأن قضائي، أو إسهام فصيل أو حزب في إتمام الصفقة، أو القبول ب»الدنية« ونحن أصحاب حق. ربما كان ذلك صحيحا، إلا أن الاخطر يتمثل في صدمة عنيفة حين استيقظنا وكأن ثورة لم تندلع، وكأن شعباً لم يرفض استمرار المهانة من محتل وطني، فما بالنا ونحن نري أن من سلمنا له الامانة يستسلم، ويقبل بثمن بخس بلا سند من قانون أو وازع من اخلاق! من نلوم؟ من يضغط أم من يقبل بالضغوط؟ من لوح بالمغريات أم من نسي دماء شهداء الثورة ولم يجد غضاضة أو حرجا في انتهاك كل الحرمات؟ الثورة لن تنتهي إلا إذا قبلنا بأن يمر إهدار كرامة الوطن دون حساب عسير، وفضح لكل من اجترأ علي مجرد التفكير في التفريط والتنازل عما لا يملك: كرامتنا جميعا.