انقضي شهر العبادات وتقبل الله منا أحسن العمل ونسأل الله أن نكون من المقبولين بأذنه.. ورغم ما نعيشه من آثار روحانيات الشهر الفضيل إلا أنني أجدني قلقاً فقد انزوت من بين أناملي مقابض الكلمات ووجدتني عاجزا عن أن أطوع الحروف وأروضها في أن تعبر عما يجيش في صدري من مشاعر وأحاسيس وأنا أعيش نفحات الشهر الفضيل الذي انتشرت أشعة كرمه وجوده لتغلف كل المناحي بغلافه من تقوي مخضبة بأطياف العزة والكرامة التي إعادتها إلينا الثورات التي فتقتها حناجر شعوبنا في تونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا.. هذه الحناجر التي عاشت كثيرا بلا حناجر وكانت الألسنة عاجزة في أن تنطق بغير نفاق لحاكم موتور تقمصته روح الدكتاتور فراح يسلب وينهب ويقتل ويسجن دون وازع من ضمير أو مراقبة لرب قدير.. وخيل له غيه أن عدالة السماء لن تطوله.. فنسي أن الله يمهل ولا يهمل وان العدالة مهما غابت لابد أن تشرق شمسها وتسطع.. وأشعتها تنيط ظلمات الظلم.. ولعل أبلغ دليل علي ذلك ما يعيشه الرئيس المصري المخلوع هذه الأيام.. انه في موقف لا يحسد عليه.. وهو صاغر لا حول له ولا قوة ينتظر كلمة العدل.. لقد تخلي عنه أعوانه الذين صوروا له علي مدار ثلاثة عقود انه المعصوم الذي يأمر ولا يؤمر أصبح ضعيفاً وأهناً ولا شماته.. فأخلاقنا وديننا يمنعنا من التشفي في من لا يملك لنفسه شيئا حتي لو كان ظالم جائراً!! أن الموقف الذي يعيشه مبارك الآن درس تاريخي لمن يريد أن يكون حاكما.. فعلي من له عقل أن يعلم أن الشعوب مهما استكانت وهانت سيأتي اليوم الذي تهب فيه.. وهبوبها سيكون إعصاراً يقتلع الظلم من جذوره وهو ما حدث مع الرئيس المخلوع مبارك ومن قبله زين العابدين بن علي دكتاتور تونس الخضراء وسيحدث في سوريا وها هو القذافي صاحب مئات الألقاب قد فر في فيافي ليبيا محاولا الخروج من الزنقة التي وضع نفسه فيها وليته يقدر.. واليمن لا محالة سينجح دون النظر لرأي من يقولون أن هذه الثورات هي تنفيذ لمخططات خارجية تريد تغيير خريطة العالم العربي لإغراض استعمارية وإن سلمنا بحقيقة ذلك جدلا فإن هؤلاء الطغاة من الحكام هم الذين ساعدوا علي تنفيذ هذه المخططات..ولو كانوا يتحلون بمثقالة من عدل ما هبت الشعوب هبوب الأعاصير.. إن ما يحدث نتاج عدل مفقود وعزة موشومة بالقهر والاستبداد والازلال ودروس مستفادة لمن كان له عقل وضمير. همسة: لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي