في جلسة تاريخية عقدها مجلس الشعب في فبراير 4791 لتكريم قادة حرب اكتوبر عبر الشعب المصري وعلي رأسه الرئيس انور السادات عن مشاعر التقدير والعرفان للجيش الثالث الميداني وقائده اللواء أحمد بدوي. تحدث اللواء أحمد بدوي امام الرئيس السادات في الجلسة قائلا: يشرفني ان أقرر امام سيادتكم أن شجاعة المقاتل المصري وبطولاته قد برزت في المعركة بشكل يدعو الي كل الإعجاب والتقدير، فعندما قطع طريق الإمداد الي مدينة السويس وقوات بدر في سيناء بعد وقف إطلاق النار لم تتأثر معنوياتنا وظلت إرادتنا قوية وقاتلنا وتقدمنا الي مواقع جديدة في سيناء، وأحبطنا محاولات العدو التي قام بها خلال الأيام 32 و42 و62 اكتوبر 3791 لدخول مدينة السويس بتلاحم رائع بين الشعب وقواته المسلحة، وعندما عزل عنا موقع كبريت صمد أفراده وتمسكوا به وتشبثوا به وتمسكوا بكل شبر به رغم غارات العدو المتكررة والمتفوقة وواصلنا إمدادهم بالطعام والذخائر واستمروا يدافعون عن موقعهم مؤكدين عزم وتصميم الجندي المصري.. ويدوي بالقاعة هتاف »تحيا مصر«. كما لا انسي قوة الجزيرة الخضراء تلك الجزيرة الصغيرة القابعة في المدخل الشمالي لخليج السويس ذات التاريخ المجيد منذ حرب الاستنزاف لقد ظلت هذه الجزيرة وقوتها الصغيرة علي عهدها وصلابتها وصمودها ولم ينل منها العدو رغم كل المحاولات الطاحنة التي حاولها ضدها.. وأود في هذه المناسبة أن أوكد لسيادتكم أن قوات الجيش الثالث الميداني مثلها مثل باقي أفرع وتشكيلات القوات المسلحة علي أتم استعدادها لتنفيذ مهامها الجديدة التي كلفت بها بمنتهي العزم والإصرار والله يوفقنا لما فيه من خير لوطننا وأمتنا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ووجه الرئيس السادات سؤالا إلي اللواء بدوي: العدو ادعي ان السويس احتلت هل احتلت السويس؟ - اللواء بدوي: لم يتمكن العدو من احتلال السويس.. ودمرنا جميع دباباته التي حاولت الدخول، وتمسكنا بالسويس وظلت صامدة ولم ينل منها العدو. تصفيق حاد لعدة ثوان السادات: كانت قوات بدر تحت قيادتك حوالي 05 ألفا بأسلحتهم ومعداتهم، هل حافظت علي المعدات والأسلحة؟ -اللواء بدوي: حافظت علي جميع معداتي وأسلحتي وقاتلت العدو ورديت علي جميع اشتباكاته بعنف وطورت الهجوم وكسبت أراضي جديدة. السادات: في لحظة من اللحظات حين تصور العدو انه حاصركم وقطع عنكم الإمداد، أصدرت أوامري للقائد العام بأن تبقوا في أماكنكم، هل حافظت علي أبنائي الجنود والضباط؟ -اللواء بدوي: حافظت علي الجنود والضباط وصمدنا، ولم يستطع أن ينال منا العدو، وكان في جميع اشتباكاته معنا وخسر كل محاولاته وكان يخسر أكثر مما خسرنا ونتيجة لهذا لم يجرؤ العدو علي أن يقوم باقتحام مواقعنا بعد أن كبدناه خسائر جسيمة. السادات: أبنائي الجنود والضباط هل عادوا الي أسرهم في اجازات؟ -اللواء بدوي: تمام يا فندم عادوا وأخذوا اجازات جميعا تقريبا. السادات: وللجيش الثالث الذي صمد وضرب أروع أمثلة البطولة والفداء والصمود ولقائده أحمد بدوي الذي رقيته قائدا للجيش وهو في الحصار كل تقديري وتقديركم جميعا تعبيرا عن تقدير الوطن كله.