د.محمد مصطفى حسن ما يهم المشهد السياسي الآن بعد تشخيص الحالة التي مرت بنا بعد الثورة من خوف وهلع لما هو مقبل من تداعيات خارجية وداخلية وما يحدث من بعض القوي التي انقضت علي الثورة انقضاض الاسد علي فريسته حتي الآن. الذي يهمنا هو رسالة الاستاذ هيكل بخبرته السياسية انه لا نجاح لأية قوة مهما كان حجمها إلا بالدفع الشعبي الذي يقوده شباب الثورة الذين ظلموا من كل التيارات السياسية والدينية معا. وذلك لعدة أسباب. أولا: نسبة الشباب في عدد السكان 24٪ وهذه قوة خارقة كان ينبغي للمجلس العسكري ان يستثمرها لصالحه وخاصة ان في بداية هذه الثورة كان الشعار العام للميدان الجيش والشعب ايد واحدة ولم يكن يدور بخلد أحد منا ان ثمة خلافا ممكن ان يحدث بين قادة المجلس العسكري وبين شباب الثورة والحقيقة اننا لم نفهم تلك النوايا إلا بعد مرور شهرين علي الثورة ومع ذلك كانت الاعتراضات والوقفات تتم بصورة سلمية لا يشوبها أية عنف من أي نوع وحتي اليوم لا يوجد تفسير معقول لهذه الحالة وفي احسن الاحوال. وإذا نقدم بعض العذر للمجلس العسكري لعدم الخبرة السابقة بقواعد التعامل مع القوي الدولية فإننا لا نعفيه من المسئولية لعدم تفعيل اهداف ثورتنا وقد كان يمد الخطوة ثم يسحبها مرة اخري في كل قراراته حتي اليوم - ولذا فاننا نريد ان نمد الثقة ونستعيدها مرة اخري مع قادة المجلس العسكري - وذلك لاننا نحتاج إلي المؤسسة العسكرية كما نعتقد ان أي سلطة في البلاد لابد ان تحتاج إلي قوة شباب الثورة. وذلك لاننا نراهن علي المراحل العمرية والخبرة التي اكتسبها الشباب عبر التواصل سواء بعضهم مع بعض أو مع خبرات سياسية سابقة ولذا لابد ان تكون هناك مساحة للتسامح مهما كانت الهوة التي حدثت بين شباب الثورة وبين قادة المجلس العسكري الذي لو فشلت هذه الثورة يوم موقعة الجمل وعاد جمال مبارك الولد الوريث بأنصاره الفاسدين لكان الشباب مع القادة في خندق واحد امام محاكمات عسكرية بأحكامها المرعبة التي لا ترحم ولذا فان الحاجة بعد عام من الثورة لتحالف الثوار مع القادة القائمين علي السلطة اليوم لهي أشد من بدء الثورة. ثانيا: لا يمكن لأي مجلس نيابي في الحالة الراهنة ان يعمل دون مساندة حقيقية من الثوار وذلك لأن شباب الثورة دائما خطواتهم أسرع ولا يرضون إلا بتحقيق كامل الاهداف - ولأن النظام السابق مازال متفللا في كل مناحي الحياة من وزارات وهيئات ومؤسسات فان ذلك يتطلب مساعدة الشباب في كشف هؤلاء بكل مبادراتهم مثل »امسك فساد« »حركة ضد الفساد«، وغيرها ويحتاجون للضغط الشعبي علي الجهة التنفيذية لتحقيق العدالة الاجتماعية ولذا فقد اخطأ الاخوان حين تصورا ان ملعب كرة القدم لا يستوعب إلا فريقا واحدا - وكان من الممكن ان يختاروا علي قوائمهم الانتخابية شباب الثورة ليكونوا لهم قوة ضاربة داخل المجلس ضد بقايا النظام الفاسد الذي لا يمكن ان نتصور انه ينتهي في عام أو عامين أو ثلاثة.. وامام الاخوان فرصة سانحة اليوم ليتفقوا مع شباب الثورة علي رئيس ليست له خلفية عسكرية ذي بصيرة بحالة مصر الراهنة ورؤية شاملة للمستقبل. كما عليهم عند اختيار لجنة الدستور ان يلتفتوا إلي رؤية شباب الثورة ولا يتجاهلوها كما تجاهلوا من قبل لأنهم شركاء في هذه الثورة ولا ننكر ولا ينكر أحد ان يوم الاربعاء الدامي 2 فبراير 1102 كان يوم انتصار الثورة الذي شارك فيه شباب الاخوان وكانوا في الصفوف الاولي وكان معنا الله سبحانه وتعالي بفضل اتحاد كل القوي آنذاك.