رانيا ربيع وآية عامر وهانى النقراشى مع اقتراب موعد الذكرى الأولى لخلع الرئيس السابق حسنى مبارك، اختلفت الأحزاب حول كيفية إحياء هذه الذكرى ما بين الدعوة إلى الاحتفال أو التأكيد على استمرار الثورة.
أحزاب الوفد والتجمع والجبهة الديمقراطية اتخذت موقفا موحدا تجاه إحياء هذه الذكرى من خلال التأكيد على مطالب الثورة، فيما قرر حزب الكرامة الاحتفال بها. بينما لم تحدد أحزاب التحالف الشعبى الاشتراكى والمصرى الديمقراطى الاجتماعى والمصريين الأحرار موقفها بعد، يأتى هذا فى الوقت الذى أعلنت فيه عدد من الأحزاب والجماعات الدينية وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة، وحزب النور السلفى رفضها الدعوة إلى العصيان المدنى لخطورته على البلاد فى الوقت الراهن.
شباب حزب الوفد وقياداته قرروا الاستمرار فى اعتصام التحرير وذلك حتى حلول ذكرى تنحى مبارك، حسبما أكد حسين منصور، عضو الهيئة العليا بالحزب، مضيفا: «مستمرون فى الاعتصام تحت شعار استكمال أهداف الثورة التى لم تتحقق بعد والتى على رأسها تطهير كافة مؤسسات الدولة»، فالثورة فى مأزق الآن».
وأيده السعيد كامل، رئيس حزب الجبهة الديمقراطى قائلا: سنحيى ذكرى التنحى من خلال التظاهر فى التحرير للتأكيد على استمرار الثورة، وذلك فى حالة عدم مشاركتنا فى العصيان المدنى السبت المقبل الموافق ذكرى التنحى.
فيما أعلن حزب التجمع تأييده للإضراب العام، داعيا لتنظيم سلسلة من الإضرابات لحين استجابة المجلس العسكرى لمطالب الثورة.
وقال الحزب فى بيان له أمس الأول إن أهمية الدعوة لإضراب يوم 11 فبراير تأتى بسبب استمرار منهج مبارك حتى الآن فى إدارة البلاد رغم إعلان تنحيه منذ عام، مما أدى إلى تعطيل الاستجابة لشعارات الثورة الرئيسية والتى تتمثل فى «عيش.. حرية.. كرامة إنسانية.. عدالة اجتماعية».
وأوضح بيان الحزب أن هذا الإضراب يؤكد أن الشرعية مازالت فى الميدان وأن الثورة لن تموت، منتقدا فى الوقت ذاته ممارسات الإخوان فى البرلمان «إن أداء نواب الإخوان المتمثلين فى أعضاء حزب الحرية والعدالة لا يختلف أداؤهم البرلمانى عن أداء الحزب الوطنى المنحل» وقرر حزب الكرامة الاحتفال بتنظيم «حفلة صغيرة» داخل الحزب أو من خلال عقد ندوات تثقيفية، حسب رئيسه، محمد سامى، موضحا رفضه لدعوات العصيان المدنى، واصفا تلك الدعوات ب«الفوضوية غير المسئولة».
ولم يحدد حزب التحالف الشعبى الاشتراكى موقفه، بحسب وكيل مؤسسيه، عبدالغفار شكر الذى قال «إن الحزب لم يتخذ قرارا حتى الآن بشأن إحياء هذه الذكرى» مشيرا إلى أن حزبه لن يشارك فى العصيان المدنى.
وقال فريد زهران، عضو المكتب السياسى للحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى «إن الحزب لم يحدد موقفه من المشاركة فى العصيان المدنى» مضيفا: «إن التداول مازال مستمرا مع القوى السياسية بشكل مكثف ونحاول ضمان نجاحه ولا نريد أن نطلق دعوة لا تتوصل إلى مقومات النجاح».
وأوضح فى الوقت نفسه إنه فى حال اتخاذ الحزب موقفا بعدم المشاركة فى العصيان، «فإننا سنؤكد بشكل لم يحدد بعد على مطالب الثورة المستمرة فى ذكرى تنحى مبارك 11 فبراير».
ومن جهته نفى أحمد خيرى، عضو المكتب السياسى لحزب المصرين الأحرار، استجابة حزبه لدعوة العصيان المدنى، مشيرا إلى أن قرار المجلس العسكرى لفتح باب الترشح لمنصب رئاسة الجمهورية فى 10 مارس لا يكفى «لأننا لا نعرف موعد الانتخابات الرئاسية حتى الآن». وأكد أن عدم مشاركة الحزب فى العصيان لن يعنى الاختلاف مع مطالب الثورة.
وفى سياق متصل قال الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية «إن الشباب لجأوا إلى العصيان المدنى السلمى كورقة ضغط سياسية لتحقيق مطالب الثورة».
وأضاف «إن الشعب قام وتحرك فحقق المطلب الأول للثورة وهو إسقاط رأس النظام، وطالما حدثت ثورة لابد أن يصحبها تغيير جذرى وهذا التغيير لم يحدث، وهو ما اضطر الشباب إلى الأساليب الضاغطة لحماية الثورة.