البرنامج كان عن المقهي، وكل ضيوفه من الكتاب والمبدعين من زبائنه ورواده، ومع ذلك استضافني الكاتب الصحفي "حمدي رزق" في برنامجه.. وبالفعل لم تكن المقهي في أي يوم، في نمط حياتي اليومية أو غير اليومية، الجلوس علي المقهي ليس (معني) جوهريا في تفاصيل حياتي، رغم تعدد أشكالها ووظائفها، وانتشار أنواع مختلفة منها، المقاهي الثقافية، ومقاهٍ الأنترنت ، مقاهٍ للفنانين وآخري للرجال، وهناك حتي مقاهي للنساء فقط.. لكن عموما فكرة المقهي لم تدخل حياتي كمعني ووظيفة، ربما الوقت لم يكن كافيا للنزول خصيصا بهدف الجلوس علي المقهي، وربما لأن معني (التواصل) و(الحوار) والذي هو بالتأكيد جوهر المقهي، يتحقق عبر أشكال آخري مختلفة.
في البرنامج اكتشفت بالفعل أن هناك نوعا من المقاهي ،أنا مفتونة به، وهو المقهي الوحيد الذي يمكنني الذهاب اليه خصيصا دون صحبة،ودون موعد مع أحد ،المقهي الوحيد الذي يمكنني الجلوس عليه بمفردي.. في كل زيارة الي الإسكندرية لابد من الجلوس علي المقهي ،طقس هو جزء من الزيارة ، أو هو علاقة حقيقية ومباشرة مع معني المقهي،طبعا المقصود هو المقاهي المطلة علي البحر ،بكراسيها المصفوفة بشكل أفقي علي رصيف ضيق، في هذه المقاهي أنت والبحر مباشرة، مساحة للتأمل والهدوء،ومساحة للحوار الممتد، ليس فقط مع البحر أو المدينة ،لكن أيضا مع ثقافات آخري ربما وراء الضفة الأخري، مقاهٍ تتجاوز التواصل مع الأشخاص، الي التواصل مع النفس، ومع العالم ربما.