لاشك بأن التخطيط العمراني قد غاب عن بلادنا فترة طويلة حتي مجيء المهندس أحمد المغربي لوزارة الاسكان، لكي يعلن بأن غياب التخطيط في مصر، قد طال زمنه، وانه تسبب في انتشار العشوائيات وانتشار المناسيب المختلفة للمنشآت العمرانية في مصر، تري في شارع واحد لايتعدي عرضه ثماني أمتار، عمارات بإرتفاعات تعدت الثلاثين مترا وبجانبها مبان لاتتعدي الاثني عشر مترا وكلها امامنا قانونية حيث كل مبني وحقبة بنائه الزمنية كان يخضع لشكل من اشكال الفساد الإداري في المحليات في غيبة التخطيط العمراني وقواعده عن مصر، وكان صدور قانون البناء الموحد رقم 911 عام 8002، بادرة التصحيح، ووجود كيان جديد علي رأس القانون »المجلس الاعلي للتخطيط العمراني« وتشكيله، كل هذا اعطي لأول مرة في مصر تشريعا لايسمح بالعشوائية في اتخاذ قرارات في التنمية العمرانية. وإذ بنا نفاجأ بأن يصدر قرار لا أعلم بالضبط مصدره هل هو وزير الاتصالا »الدكتور طارق كامل« ممثل المالك لقطة ارض في منطقة »اللاسلكي« بالمعادي الجديدة »سابقا« والقديمة جدا، حاليا، والمكدسة بالسكان والتجار والمدارس وغيرهما. أم انه قرار متفق عليه مع الاستاذ الدكتور رئيس مجلس الوزراء »د. أحمد نظيف« صاحب فكرة القرية الذكية والتي كان اختيار موقعها اكثر ذكاء حيث استقرت علي مدخل الطريق الصحراوي »مصر- اسكندرية« ولها طابعها المميز ونقلت الحركة أو هكذا نتخيل انها ستنقل الحركة من وسط البلد إلي احد أطراف المدينة في الجهة الغربية منها، وما انطبق علي القرية الذكية في الهرم لايمكن ابدا ان ينطبق علي الموقع المقترح لشقيقتها غير الذكية في المعادي!! ولعلي احتاج لسؤال للاستاذ الدكتور »عبدالعظيم وزير« وهو المحافظ الذي يشكو من كثافات مرورية عميقة أودت بالعاصمة إلي توقف في شرايينها مما جعله وهو علي حق بأن لا يوافق علي اصدار تراخيص لأية جهة دون دراسات مرورية سابقة للترخيص. كما أنني أعلم بأنه يقف بشدة امام انشاء مشروع »كسبو مصر« في منطقة ارض المعارض وقاعة المؤتمرات حتي لاتختنق القاهرة، كل هذا أعلمه ولكن الشيء الذي لا اعلمه هو هل سيادة المحافظ وافق لوزارة الاتصالات علي انشاء قرية ستسمي بالذكية في منطقة المعادي، سوف تجلب 07 الف وظيفة مع سيارات لاتقل عن 05٪ من العدد لوكانت هناك اريحية وتفاؤل لدي المحللين للموقف العمراني!! كيف سيتم ذلك؟ وكيف لم تتحرك الاجهزة المعنية والمجلس الاعلي للتخطيط العمراني الذي يترأسه الدكتور »أحمد نظيف« شخصيا للوقوف امام انشاء هذا المشروع في هذه المنطقة. ولعلنا لو نظرنا إلي خريطة الموقع سنجد ان خمسين مترا أو مائة بالضبط شرقا عن موقع المشروع المزمع إنشاؤه في المعادي نجد الصحراء »الاسراء«، ما هو سر هذا الاختيار غير الذكي؟ وأنا أعلم ان القائمين عليه هم اذكي أذكياء المصريين؟؟