«الدفاع والداخلية» تبحثان تعزيز التعاون الأمني تزامناً مع احتفالات العام الميلادي الجديد    وزير التعليم العالي يترأس اجتماع مجلس الجامعات الأهلية    «الإسكان» تعلن بيع محال تجارية وورشا بمدينتي العلمين وبرج العرب الجديدتين    القابضة الغذائية: التنسيق مع تجارية القاهرة لإقامة معارض «أهلاً رمضان 2026»    محافظ المنوفية يطلق التشغيل التجريبي لمشروع صرف صحي تلا.. صور    صعود البورصة بمنتصف التعاملات مدفوعة بمشتريات من المستثمرين الأجانب    روسيا تدعو لضبط النفس بعد تهديد «ترامب» بضرب إيران    الاتحاد الأفريقى يجدد دعمه لسيادة ووحدة الصومال    الكنيست يصادق نهائيا على قطع الكهرباء والمياه عن الأونروا    الكرملين: محاولة نظام كييف مهاجمة مقر بوتين عمل إرهابى لتعطيل عملية التفاوض    أمم أفريقيا 2025| اليوم.. حسم التأهل والمراكز في المجموعة الرابعة    اتحاد الكرة يعلن مواعيد فترة القيد الثانية للموسم الحالي    صلاح سليمان: كان الأفضل مشاركة الشناوي أمام أنجولا.. وصلاح محسن لم يظهر بالشكل المطلوب    مجلس الزمالك يمنح الأولوية لحل الأزمة المادية بالنادي    راموس يقترب من نيس ليشكل ثنائياً دفاعياً مع محمد عبد المنعم    رفع جلسة محاكمة رمضان صبحى و3 آخرين بتهمة التزوير للنطق بالحكم    ضبط أكثر من 12 طن دقيق مدعم خلال حملات التموين في 24 ساعة    طقس ليلة رأس السنة.. الأرصاد تحذر المواطنين من الأجواء شديدة البرودة مساء    تأخير أسبوعي يربك حركة المترو.. أعمال مفاجئة لشركة المياه تبطئ الخطين الأول والثاني    بهذه الطريقة.. أحمد الفيشاوي يحتفل بالعام الجديد    عاشور: افتتاح مستشفى جامعة الجيزة يجسد رؤية الدولة نحو بناء نظام صحي حديث    وزارة الصحة: تقديم 22.8 مليون خدمة طبية بمحافظة الشرقية    معبد الكرنك يشهد أولى الجولات الميدانية لملتقى ثقافة وفنون الفتاة والمرأة    محافظ بني سويف يتابع استعدادات امتحانات الفصل الأول لصفوف النقل والشهادة الإعدادية    حمدي السطوحي: «المواهب الذهبية» ليست مسابقة تقليدية بل منصة للتكامل والتعاون    حازم الجندى: إصلاح الهيئات الاقتصادية يعيد توظيف أصول الدولة    نقل مقر مأموريتين للتوثيق والشهر العقاري بمحافظتي القاهرة والوادى الجديد    "تبسيط التاريخ المصري القديم للناشئة" بالعدد الجديد من مجلة مصر المحروسة    فيديو.. متحدث الأوقاف يوضح أهداف برنامج «صحح قراءتك»    محافظة الجيزة تعزز منظومة التعامل مع مياه الأمطار بإنشاء 302 بالوعة    الأهلى ينعى حمدى جمعة لاعب الفريق الأسبق بعد صراع مع المرض    الرعاية الصحية: 25.5 مليار جنيه التكلفة الاستثمارية لمحافظات إقليم الصعيد    الصحة تنفذ المرحلة الأولى من خطة تدريب مسؤولي الإعلام    الهلال الأحمر المصري يطلق قافلة زاد العزة ال105 مُحملة بسلال غذائية ومواد طبية وشتوية لدعم غزة    وزير الري يتابع موقف مشروع تأهيل المنشآت المائية    رئيس جامعة الجيزة الجديدة: تكلفة مستشفى الجامعة تقدر بنحو 414 مليون دولار    بنك مصر يخفض أسعار الفائدة على عدد من شهاداته الادخارية    فطيرة موز لذيذة مع كريمة الفانيليا    إليسا وتامر وعاشور في أضخم حفلات رأس السنة بالعاصمة الجديدة    اسعار الفاكهه اليوم الثلاثاء 30ديسمبر 2025 فى اسواق المنيا    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 30-12-2025 في محافظة الأقصر    تعاني من مرض نفسي.. كشف ملابسات فيديو محاولة انتحار سيدة بالدقهلية    كامل الوزير: تكثيف جهود التصدى للتهرب الجمركى والممارسات الضارة بالصناعة    وزير الصحة يعلن خطة التأمين الطبي لاحتفالات رأس السنة الميلادية وأعياد الميلاد المجيد 2026    «التضامن» تقر توفيق أوضاع جمعيتين في محافظة القاهرة    لهذا السبب| الناشط علاء عبد الفتاح يقدم اعتذار ل بريطانيا "إيه الحكاية!"    القبض على المتهمين بقتل شاب فى المقطم    هدى رمزي: مبقتش أعرف فنانات دلوقتي بسبب عمليات التجميل والبوتوكوس والفيلر    إصابة منصور هندى عضو نقابة المهن الموسيقية فى حادث تصادم    إعلام فلسطيني: طائرات الاحتلال تشن غارات شرقي مخيم المغازي وسط قطاع غزة    محافظة القدس: الاحتلال يثبت إخلاء 13 شقة لصالح المستوطنين    حسام عاشور: كان من الأفضل تجهيز إمام عاشور فى مباراة أنجولا    ترامب يحذّر حماس من «ثمن باهظ» ويؤكد التزام إسرائيل بخطة الهدنة في غزة    في ختام مؤتمر أدباء مصر بالعريش.. وزير الثقافة يعلن إطلاق "بيت السرد" والمنصة الرقمية لأندية الأدب    أمم إفريقيا – خالد صبحي: التواجد في البطولة شرف كبير لي    ما أهم موانع الشقاء في حياة الإنسان؟.. الشيخ خالد الجندي يجيب    هل تجوز الصلاة خلف موقد النار أو المدفأة الكهربائية؟.. الأزهر للفتوى يجيب    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 29-12-2025 في محافظة الأقصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سيدة المسرح العربي الفنانة القديرة سميحة أيوب :
مصر.. لن تسقط أبداً لأن الله يحفظها.. ويرعاها
نشر في الأخبار يوم 20 - 02 - 2012

أحالوني إلي المعاش المبكر بسبب مواقفي المعارضة إلي جانب زوجي
هل ترين أن الفن المصري قد تأخر في خدمة الثورة حتي بعد مرور عام علي انطلاقها؟!.. ولماذا؟!
أنا أري انه لم يتأخر.. لأن الفن ليس ريبورتاجا أو أغنية، الفن هو الذي تعيشه بعدما تتبلور الاحداث ومن ثم يتحول إلي إبداع.. وبالتالي فالوقت لم يسعفنا حتي اليوم ورغم مرور عام، ولنفرض اننا جهزنا هذا العمل.. فليس لدينا اموال فالبلد تمر بحالة ارتباك، وبالتالي كيف يمكن لنا ان نقدم فنا في بلد مرتبك.
إنني أسألك هذا السؤال من واقع ما اعرفه عن دور الفن خاصة في مثل الظروف التي نمر بها.. فما رأيك؟!
إن الفن يلعب دوراً خطيراً في حالة تنظيم البلد.. وأنت تعرف البلد اليوم مثل ورق الكوتشينة الذي تم لخبطته وبالتالي أصبحت لا تعرف أي الطريق الذي يمكن ان تسلكه.
دور الفنان
وكيف يمكن للفنان ان يلعب يقدم فنا متميزا الآن بما يساهم في خروج مصر من الحالة التي نعيشها الآن؟!
أقول لك.. إن الفنان جزء من كل وهو انسان ومواطن عمله واحاسيسه فن.. وعلينا من هذه النقط ضرورة ان تتضافر.. لان شارع الفن وحده لا يكفي.. وبالتالي لابد من وجود منظومة متكاملة تساهم في التحام الفنان بالمجتمع.
وكيف السبيل لتحقيق هذا الالتحام؟!
الالتحام في الاصل موجود.. ولكن هناك قوي جبارة هي التي تسيطر حاليا.. انت تنام وتقول الحمد لله!، المليونية الماضية مرت بسلام وخير ولكن في اليوم التالي وقعت المذبحة ولك ان تأمن او ان ترسم لغدك.. كيف؟!
بطبيعة الحال كلنا أصبحنا نؤمن بوجود ما نسميه بنظرية المؤامرة.. لذلك أسألك.. ما هدف هذه المؤامرات؟!
هدفها بطبيعة الحال ان نقع.. وبالتالي فهو هدف انتقامي.. لذلك أري ان الذين يقودون تنفيذ هذه المؤامرة هم من رموز النظام السابق.. وأذنباهم في الخارج.
وسائل المقاومة
وهل في تصورك لدينا وسائل نستطيع ان نبطل بها هذه الاهداف الانتقامية؟!
لو تحقق بيننا الاتحاد.. وأنت تري اليوم ان المصريين يضربون المصريين.. بل ويقتلونهم.. وهذا لم يحدث في التاريخ من قبل.. لقد اصبحنا نري ان المصري يقتل اخاه المصري وكأنما قد اصبح عدوا له.. وعايزة اقولك أكثر من ذلك ان مصر اليوم تنتحر.
وما هي ملامح هذا الانتحار؟!
ما حدث ويحدث في ظل عدم اتفاقنا علي شيء واحد، وأكثر من ذلك اصبحنا نسعي لكي يقتل بعضنا البعض.. من هنا نجد اننا تركنا العقل ولجأنا الي القوة.. وبالتالي سادت روح القطيع.. فتجد ان من يقول أي شيء تجد الاخرين يؤيدونه ويقولون: آمين.. بلا تفكير او تمييز.. إذن قد وصلنا الي مرحلة الغينا فيها عقولنا وابتعدنا عن طريق التفكير السليم وما حدث مؤخرا انا اعتبره اعتداء المرتد.. وذلك ما تعرض له الانسان المصري من اهانات وتشرد وجوع وخلافه.
وهل ما شاهدناه هو نوع من التنفيس عما عانوه من قبل؟!
بطبيعة الحال.. فهو تحويشة غل ودعني أقول لك ان ما آلمني منذ فترة قصيرة انني سمعت ان أحد الاساتذة سأل طالبة صغيرة في طابور الصباح لماذا انت ضعيفة بهذا الشكل ومتراخية في الطابور.. فهل انت لم تفطري بعد؟! فأجابته: الدور لم يصبني في الافطار اليوم.. تصور بقي اسرة بكامل أفرادها توزع الافطار علي مدي اسبوع لكل فرد فيها يوم معين يتناول فيه الافطار!!
وهل سمعت هذه القصة قبل الثورة ام بعدها؟!
في هذه الايام! وهذا بطبيعة الحال هو نتاج لاشياء كثيرة جدا.. وتقدر تقول ايضا ان هؤلاء من هم يمثلون القنابل الموقوتة.. وانا شخصيا قلت منذ أربع سنوات سوف تأتي ثورة الجياع ان لم نكن نأخذ حذرنا.. معني ذلك انني كنت اتوقع ذلك.
وما الاسباب التي جعلتك تتوقعين ذلك؟!

هناك اسباب كثيرة منها ما كنت اراه من وجود الاطفال يبحثون عن الطعام في صناديق القمامة وهؤلاء الشباب الذين تعلموا ودفع أهلهم دم قلبهم من أجل ان يتخرجوا من الجامعات، وما كان ما يدفعوه كذلك في الدروس الخصوصية والتي ذبحت الناس وفي النهاية هم لا يجدون أي عمل! ففي أي شيء سوف يفكرون، إنها بالفعل مسألة انتقامية في المقام الاول.
ليس ذلك فقط بل بسبب الاسرة المصرية المشردة في كل مكان فالأم التي تخرج صباحا بحثا عن العمل وكذلك زوجها.. وأولادها في الشارع، فكيف يمكن تربية هؤلاء الاولاد.. مثلما تربينا نحن داخل اسرنا.
إن هذا الجيل كله وهو جيل متوحش، كان لابد وان يتم تربيته داخل البيت مثلما تربينا نحن في وسط الاب والام وقيم العيب والنهاردة ليست هناك مجالات احترام من جانب شبابنا لأية قيمة اجتماعية.
ليس ذلك فقط، بل لم يعد للدولة أية هيبة.. وبالتالي لم يعد أحد يخاف الان.. لماذا لان الدولة زرعت الاجرام في نفوس هؤلاء خلال الفترة السابقة، كما زرعوا فينا عدم الاحترام.. وبناء علي كل ذلك فقد خسرنا الانسان المصري الذي لم يعد مصريا بحق.
وبالتالي اختفت النخوة.. إلا من القليل لأن مصر لم تنضب بعد، كما اختفت ملامح الرجولة ومبادئها وللأسف لم نعد نسمع كلمة »دا راجل« ويمكن له أن يسند الجميع!!
علي باب السياسة
هل كانت لك مواقف صدامية مع النظام السابق؟!
لقد أحالوني علي المعاش بسبب هذه المواقف الصادمة.
نريد ان نعرف التفاصيل؟!
سوف أخبرك.. إن زوجي الكاتب الراحل سعد الدين وهبة كان قد دخل تجربة انتخابات مجلس الشعب أمام عبدالمنعم الصاوي.. ونجح زوجي ولكنهم في المساء ابلغونا بأن هناك اعادة.. وفي هذه الاعادة نجح عبدالمنعم الصاوي ورسب سعد الدين وهبة.. وطبعا هذا حدث نظرا لما اصاب صناديق الانتخابات من تغيير في الاصوات.. عندئذ بدأت حالات الانتقام مني شخصيا. ومن هذه الشخصية التي نجحت والتي تم تعيينها وزيرا للثقافة في ذلك الوقت.
وقد تمثل هذا الانتقام باحالتي الي المعاش المبكر، بخلاف ذلك اخذوا في محاصرتنا في اعمالنا الخاصة بحجة ان لدينا شركة خاصة.. ثم اخذوا يحاسبوننا ضرائبيا من عام 0591 حتي الثمانينيات.
ليس ذلك فقط، بل أخذوا يسألوننا عن مصدر الاموال.. وكان رأس المال في هذا الوقت حوالي 81 ألف جنيه حصلنا عليها نظير رهن منزل لنا في مدينة نصر وقد حصلنا علي هذه الاموال من الشهر العقاري.. وقد رفعنا قضية علي الحكومة وكسبناها.
وعايزة أقولك كل الشارع اصابه الفرح واخذ في توزيع الحلوي والشربات ابتهاجا بهذا الحكم.. يعني تقدر تقول إنها كانت قضية كل مظلوم في مصر.. وحتي في الاتوبيسات العامة اخذوا يتحدثون عنها وقد جاءني الممثل الراحل عبدالسلام محمد ليخبرني بأن الناس في الاتوبيسات تتحدث عن هذه القضية ومدي الفرح الذي اصابهم من جراء ان كسبنا هذه القضية وهذا كان له دلالة كبيرة اذا كان هناك احساس بالمواطن المظلوم.. ولكن عندما عم الظلم البلد كلها توحشت كل الناس.
أعمالي الفنية
وماذا عن مواقفك الصدامية الاخري خاصة في ظل النظام السابق؟!
لم تكن لي مواقف صدامية ولم أكن من الشخصيات التي كانت تتهافت من أجل القاء التحية علي رمز النظام السابق، كذلك لم اكن افضل حضور مقابلاتهم لانني كنت لا احب ان انتظر ساعة أو ساعتين حتي يأتوا الينا.. رغم انهم كانوا يرسلوا اليّ دعوات لحضور هذه المناسبات.
وهل لك أعمال فنية انتقدت فيها النظام السابق؟!
ياه.. أعمال كثيرة.
وماذا عن ردود الافعال انذاك؟!
ردود الافعال كانت تتجلي في رفع العمل من فوق المسرح أو إلغائه، فعلي سبيل المثال رواية الاستاذ سعد وهبة تم رفعها.. وكذلك الخديوي في عهد مبارك.. ونظرا لاهمية هذه المسرحية وقيمتها، ونظرا لموقف رموز النظام السابق منها لم يتم عرضها علي المسرح القومي وهو مسرح الدولة، وقد تحججوا بحجج كثيرة.. وللأسف تم عرضها من خلال قطاع الاستعراض.. حيث تحمس لها عبدالغفار عودة.
وما رأيك في كيفية تعامل النظام السابق مع الفن؟!
شوف هقولك حاجة مهمة النظام السابق كان دائما مشغولا بتلحين اغنية.. وفي هذا السياق اقولك أيضا انني ازعم ان مبارك لم يكن يحب الفن ولا الفنانين، بدليل انه لم يكرم أحدا من هؤلاء.. ولم يمنح أوسمة لأحد منهم.
وهل كان عدم حب مبارك للفن أو للفنانين نابعا من شخصيته أم ممن كانوا حوله؟!
المسألة كانت نابعة من داخل نفسه.. فلم يكن يؤمن بالفن ولا بدوره.. وبالتالي لم يخطط للفن مثلما حدث أيام عبدالناصر الذي منحنا أوسمة ونحن عيال في الفن من أجل أن يحملنا المسئولية تجاه هذا البلد.
كيف يمكن للفن ان يخدم البلد فيما تمر به في هذه الظروف؟!
يا سيدي في هذه الظروف فيه لخبطة.. اننا نقف علي قشرة موز وتزحلقنا.. فلم نقع ولم نتماسك! إذن كيف تبدع فنا وانت علي وشك السقوط، إن الفن لن يستطيع عمل أي شيء في هذه اللحظة.. إلا غنوة او ريبوتارج صحفي إنما بخصوص وجود عمل فني قوي، فلابد وأن يكون وراءه أجهزة قوية.
هل يمكن أن تحددي لي بعض ملامح لخريطة طريق يمكن من خلالها الفن أن يخدم البلاد في هذه الظروف؟
أنا لا استطيع تصور هذه الملامح الان لاننا حاليا متوقفون لحين اشعار اخر. وما اقصده هو الفن الذي نتمناه جميعا لخدمة هذا البلد خاصة الفن المسرحي والذي يجب ان يقوم بدوره في توعية الناس بالخطأ وبالصواب، وذلك بطريق غير مباشر وبعيدا عن اسلوب الخطب والانشاء. هذا كله في حاجة الي ميزانيات كبيرة ومن أين نأتي بهذه الأموال.
الراحل والثورة
لقد اقتربت بنا من عالم الكاتب المسرحي الراحل سعد الدين وهبة ولذلك اسألك في هذا السياق.. وماذا عن موقف هذا الراحل الكبير من حدث مثل ثورة 52 يناير؟
يا سلام.. لقد قلت كثيرا عن موقفه اثناء حرب العراق.. فما بالك بمصر وما حدث بها تلك المعشوقة والحبيبة.
وهل لم تتذكري الراحل الكبير في مثل هذه الاحداث؟
يا حبيبي.. انا اتذكره طوال ال 42 ساعة وأترحم عليه ولدي احساس بأنه يعيش معي.
هل في تصورك ان فوز حزب الحرية والعدالة بالأغلبية في البرلمان سوف يساهم في ايجاد حلول لمشاكل مصر؟
لا أعتقد.. انني غير متصورة ان حزبا واحدا يستطيع ان يقدم هذه الحلول وبالتالي لابد من وجود تعاون وتضافر بين الاحزاب جميعا.
وهل اصابك خوف ما عندما صعد التيار الاسلامي؟
لا.. لم اخف واخاف من من؟ هيقوللي لن تمثلي.. فلن يقدروا علي ذلك.. هم فقط يستطيعون تدبير لقمة العيش للشباب وتوظيفهم، كما يجب عليهم ألا يتدخلوا في الحريات الشخصية للناس وكل واحد منا متدين بطريقته. فأنت لن تستطيع ان تفرض عليّ الايمان، فربما تفرض عليّ الايمان الشكلي فقط ولكن سوف احتفظ بما في داخلي.
وهل لم تلتق بأحد من رموز التيار الاسلامي؟
لا.. لم يحدث.. ولم افكر في ذلك.. لم يحدث ذلك.. ولم افكر.. فهؤلاء انت وانا.. والناس كلها تتصنف.. فتري الاخواني والليبرالي والسلفي.. انك هنا تركن الي التصنيف.. ولكنك في الواقع انسان مثلي ومثلك.. ومصري أيضا.
وهل لم تفكري في ان تخوضي انتخابات مجلس الشعب مثل زوجك الراحل؟
لا.. لم أفكر في ذلك؟
ولماذا؟
لانني كرهت ذلك.. بما كنت ولازلت اعرفه داخل الكواليس.
ولا حتي بعد ثورة 52 يناير تفكرين في خوض هذه التجربة؟
ابدا.. لان الخدمة العامة اقوم بها ولكنني لن ادخل في اطار الخدمة العامة الرسمية.. انني احب الحرية.. واحب ان اقف علي مبدئي الذي هو المسرح كي اقول ما اشاء.. وبالتالي لا احبذ ان اكون في سياق فكر أو حزب معين.
في تصورك متي يمكن ان تستريحي ونحن معك نفسيا علي مستقبل مصر؟
سؤال صعب.. وكثيرا ما كنت اسأله لنفسي ولكن بالتمني فقط.. ولكن في الواقع اراه في حالة لخبطة.. وأيضا بالدعاء.. حيث لم نعد نملك حاليا إلا الدعاء بأن يحرس رب العالمين هذه المحروسة.
اخاف علي المستقبل
معني كلامك.. انك تخافين علي المستقبل في مصر.. فهل هذا صحيح؟
نعم.. طبعا.. وأهم ملامح هذا الخوف ما تمر به مصر حاليا.. انه المستقبل والحاضر ودعني اسألك وهل سوف يحدث نوع من الفطام للشر داخل كل مصري؟ انك تعرف ان المشكلة أصبحت الان بين المصري واخيه ولعلي اتساءل هنا.. هل سوف يحدث هذا الفطام ونقف وقفة عقل كي نعرف الي اين نحن ذاهبون.. وبالله عليك من يقدم علي اقتحام وزارة الداخلية فهو يعمل ذلك لمصلحة من؟ ولمصلحة من وفاة هؤلاء الشباب؟ ان العقل هنا لابد ان يناقش نفسه.. وهذا يتطلب كذلك وقفة مع النفس.
وأين عقلاء الأمة والمطلوب تواجدهم وتدخلهم في هذه المرحلة؟
انهم موجودون.. ولكن السواد الاعظم فوضوي! وهذا السواد الاعظم يتسبب في كتمان اصواتهم وضياعها هباء.. وانت تعرف المثل الذي يقول ان الكثرة تغلب الشجاعة.
وكيف يمكن لنا تفعيل صوت العقل داخل المجتمع؟
دعني اقولك بصراحة.. المسألة النهاردة في حاجة الي مزيد من الحزم المنظم وغير العشوائي.
نريد منك ان تفسري لنا اكثر ما قصدك من لفظ الحزم المنظم؟
العقد المصري قد انفرط.. لذلك نريد اعادته الي حالته الاولي.. فكيف يحدث ذلك؟ ان البلطجية والسفلة لابد من مواجهتهم باحكام رادعة وليس مجرد كلام أو مانشتات صحفية.. وهنا أؤكد لك ان من يريد ان يمس امن هذا البلد فلابد وأن يُسحل وهنا نكون قد أوجدنا رادعا يعيد للانسان نفسه وعقله.. وبالتالي يعود الي مسيرة البناء وليس الهدم.
وهل في تصورك المشاكل الاقتصادية المتراكمة علي مدي كل هذه السنوات.. هي من عوامل انتشار هذه الفوضي؟
انا اعتبر ذلك نوعا من التبرير غير الحقيقي وهذا التبرير يجعل الباب مفتوحا امام هذه الفئة الهدامة.. اضف الي ذلك ان لدينا الان سيادة روح القطيع.
ومن المسئول عن وجود روح القطيع في نفوس هذا الشعب العظيم صاحب الحضارات الانسانية؟
ليس هناك مسئول بعينه.. بل انني اعتبره مناخا عاما.. بدءا من الفراش الي حاكم البلد. وتصور ان المدير الكبير قد تسيب فلابد ان الموظف الاقل منه سوف يصيبه ايضا نوع من هذا التسيب.. وهنا نحن نلغي عقولنا تماما. ودعني اضرب لك مثالا علي ذلك اذا ما نظرت في الشارع ورأيت تجمعا صغيرا من الناس للاسف تجد من يسارع للالتفاف حول هذا التجمع بدون مبرر أو داع.. وهكذا المظاهرات.
وهل التعليم والاعلام يتحملان جانبا من المسئولية؟
اقول لك.. انه التعليم.. ودعني اسألك متي كان في مصر ما يسمي الان بالدروس الخصوصية؟ انها ظاهرة لم تكن في مجتمعنا من قبل؟ واسألوا الجيل الماضي ورجاله ونساءه.. وأؤكد لك ايضا ان هذه الظاهرة تفشت في مصر منذ 51 أو عشرين عاما فقط.
وفي تصورك ما اسباب انتشار هذه الظاهرة المؤسفة؟
من اسبابها تكدس الفصول وقلة المعلمين.. من هنا لا يأخذ الطالب حقه في التعليم فيلجأ مع اسرته الي الدروس الخصوصية لتعويض هذا النقص في ظل هذا الغلاء الفاحش في اسعار هذه الدروس.. مثلا الموظف الذي يتقاضي مائتي جنيه في الشهر يدفعهم دروسا خصوصية.. عندئذ يضطر لاخذ الرشاوي كي يتمكن من أن يعيش.
وماذا عن الاعلام؟ وما مدي مسئوليته عن انتشار الفساد؟
الاعلام كان جبانا.. وهو الان بدأ يتحسن بعض الشيء.. وهناك في هذا السياق ضرورة أن يتم تطهير الاعلام من بعض رموزه السابقين.
وماذا عن سلوك الفضائيات؟
ليس لك عليها سلطان أو سيطرة.. لانه رأس مال خاص.. وانا اعتبرها سوسة تنخر.. صحيح فيه اناس شرفاء في هذه الفضائيات ولكن الاغلبية تسعي الي الربح علي حساب القيم والمبادئ والاخلاق فهناك برامج يقدمونها وانا اعتبرها كالتجارة الممنوعة.
وهل في تصورك الفضائيات مسئولة عما يحدث في مصر الان؟
الي حد ما.. ويتم ذلك لتحقيق اهداف بعينها يأتي علي رأسها اسقاط مصر التي هي قلب العالم العربي وعندما يقف القلب عن العمل سوف ينهار هذا العالم العربي وهم للاسف لا يستوعبون ذلك.
لن تسقط ابدا
وهل لديك إحساس بأن مصر سوف تسقط؟
ابدا.. لن تسقط.. ارض الانبياء لن تسقط.. ومصر المحروسة لن تسقط لان هذا البلد يحرسه الله تعالي وقد قالها ربنا في كتابه العزيز »ادخلوها بسلام آمنين«.
هل يمكن للاداء البرلماني الحقيقي ان يأخذ بيد هذا البلد نحو التقدم؟
نعم.. يمكن ذلك لو تخلي النواب عن شهوة الكلام، وشهوة المعارضة.. مع ضرورة التفكير بموضوعية في كل الأمور والقضايا والالتزام بالاداب العامة واداب الديمقراطية التي تمنع التعدي علي هيبة الاخرين حتي في داخل البرلمان.
وهذا مصدره عدم اتقاننا الديمقراطية؟
الديمقراطية الموجودة حاليا هي لافتات فقط.. وبالتالي مايزال امامنا المشوار طويلا من أجل ان نستوعب مفهوم هذه الديمقراطية.. وللاسف المفهوم السائد لدينا الان ان الديمقراطية تعني ان احدثك باستخفاف وسخرية! من هنا يجب علينا ان نلتزم باداب الحديث والنقد البناء.
ومتي سيكون لدينا هذا المفهوم الديمقراطي الذي تتمنينه؟
عندما تقف مصر علي اقدامها اقتصاديا ونفسيا حتي قبل الاقتصاد.
دعينا نختتم مجريات هذا الحوار بسؤال عن اخر اخبارك الفنية؟
هو فيه الان فن؟ احنا في ايه ولا في ايه.. ومع ذلك اقولك ان اخر اخباري انه تم تعييني نائب رئيس الهيئة العربية للمسرح
وان الذي عينني سمو الأمير سلطان القاسمي وحيثيات هذا الترشيح يتمني اي انسان ان تكون حيثيات تعيينه بهذا الشكل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.