فرصة مميزة للمعلمين 2025.. التقديم الآن علي اعتماد المراكز التدريبية لدى الأكاديمية المهنية    المستشار بنداري: أشكر وسائل الإعلام على صدق تغطية انتخابات نواب 2025    عماد الدين حسين: إقبال كبير في دوائر المرشحين البارزين    عيار 21 الآن بعد الارتفاع الجديد.. سعر الذهب اليوم الخميس 13 نوفمبر 2025 بالصاغة    وزير المالية السابق: 2026 سيكون عام شعور المواطن باستقرار الأسعار والانخفاض التدريجي    وزير الإسكان: بدء التسجيل عبر منصة "مصر العقارية" لطرح 25 ألف وحدة سكنية    واشنطن تدعو لتحرك دولي عاجل لوقف إمدادات السلاح لقوات الدعم السريع    الاحتلال الإسرائيلي يشن سلسلة اقتحامات وعمليات نسف في الضفة الغربية وقطاع غزة    الإنتاج الحربي يلتقي أسوان في الجولة ال 12 بدوري المحترفين    بتروجت: اتفاق ثلاثي مع الزمالك وحمدان لانتقاله في يناير ولكن.. وحقيقة عرض الأهلي    انطلاق معسكر فيفا لحكام الدوري الممتاز بمشروع الهدف 15 نوفمبر    بدء نوة المكنسة بالإسكندرية.. أمطار متوسطة ورعدية تضرب عدة مناطق    أمطار تضرب الإسكندرية بالتزامن مع بدء نوة المكنسة (صور)    قرارات جديدة بشأن مصرع وإصابة 7 في حادث منشأة القناطر    أمطار نوة المكنسة تضرب العجمى فى الإسكندرية.. فيديو وصور    مرور الإسكندرية يواصل حملاته لضبط المخالفات بجميع أنحاء المحافظة    فيفي عبده تبارك ل مي عز الدين زواجها.. والأخيرة ترد: «الله يبارك فيكي يا ماما»    خالد النبوي.. فنان يروي الحكاية بصدق الإبداع ودفء الإنسان    الولايات المتحدة تنهي رسميا سك عملة السنت بعد أكثر من قرنين من التداول    بمكونات في المنزل.. خطوات تنظيف السجاد بدون غسيل    عقار تجريبي جديد من نوفارتيس يُظهر فعالية واعدة ضد الملاريا    طريقة عمل فتة الحمص بالزبادي والثوم، أكلة شامية سهلة وسريعة    دوامٌ مسائي لرؤساء القرى بالوادي الجديد لتسريع إنجاز معاملات المواطنين    خبير لوائح: قرارات لجنة الانضباط «تهريج».. ولا يوجد نص يعاقب زيزو    الفراعنة يرفعون وتيرة التدريبات قبل اللقاء الودي أمام أوزبكستان    تأكيد لليوم السابع.. اتحاد الكرة يعلن حرية انتقال اللاعبين الهواة بدون قيود    «يتميز بالانضباط التكتيكي».. نجم الأهلي السابق يتغنى ب طاهر محمد طاهر    «مكنش يطلع يستلم الميدالية».. مجدي عبد الغني يهاجم زيزو بعد تصرفه مع هشام نصر    "حقوق المنصورة "تنظم يومًا بيئيًا للابتكار الطلابي والتوعية بمفاهيم الاستدامة وترشيد الاستهلاك    محمود فوزي: قانون الإجراءات الجنائية الجديد سيقضي على مشكلة «تشابه الأسماء»    النيابة العامة تخصص جزء من رسوم خدماتها الرقمية لصالح مستشفى سرطان الأطفال    القيادة المركزية الأمريكية تعلن تنفيذ 22 عملية ضد داعش في سوريا خلال شهر واحد    فضائح الفساد في أوكرانيا تثير أزمة سياسية ورفضا للمناصب الوزارية    التصريح بدفن جثمان الزوجة المقتولة على يد زوجها فى المنوفية    حادث مرورى بنفق قناة السويس بالإسكندرية وعودة الحركة المرورية    حيثيات حبس البلوجر «سوزي الأردنية»: «الحرية لا تعني الانفلات»    إذا قالت صدقت.. كيف تتمسك مصر بملفات أمنها القومي وحماية استقرار المنطقة؟.. من سرت والجفرة خط أحمر إلى إفشال محاولات تفكيك السودان وتهجير أهالي غزة .. دور القاهرة حاسم في ضبط التوازنات الإقليمية    تعرف على ملاعب يورو 2028 بعد إعلان اللجنة المنظمة رسميا    باختصار.. أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. فنزويلا تعلن التعبئة فى مواجهة التحركات الأمريكية.. سك العملة الأمريكية تنتج آخر دفعة من السنت.. وفضيحة فساد تهز قطاع الطاقة فى أوكرانيا    ليلى علوي: مهرجان القاهرة السينمائي يحتل مكانة كبيرة في حياتي    محمود فوزي ل"من مصر": قانون الإجراءات الجنائية زوّد بدائل الحبس الاحتياطي    كيف تحققت كلمات ووصايا والد محمد رمضان بعد رحيله.. اعرف الحكاية    الوطنية للانتخابات: شكاوى مسقط رأس المترشحين تتعلق بحرص المواطنين للإدلاء بأصواتهم    محامي أسرة أم كلثوم: إجراءات قانونية ضد الشركة المخالفة لحقوق كوكب الشرق    ترامب يحمل «جين تاتشر» وكيندي استخدم مرتبة صلبة.. عادات نوم غريبة لرؤساء أمريكا    أسعار السمك البلطي والكابوريا والجمبري بالأسواق اليوم الخميس 13 نوفمبر 3035    ممثل المجموعة العربية بصندوق النقد الدولي: مصر لا تحتاج لتحريك سعر الوقود لمدة عام    قد يؤدي إلى العمى.. أعراض وأسباب التراكوما بعد القضاء على المرض في مصر    مقرمش جدا من بره.. أفضل طريقة لقلي السمك بدون نقطة زيت    شريف عامر: قانون الإجراءات الجنائية الجديد أحد أهم القوانين على مستوى العالم    قصر صلاة الظهر مع الفجر أثناء السفر؟.. أمين الفتوى يجيب    رئيس الإدارة المركزية لمنطقة شمال سيناء يتفقد مسابقة الأزهر الشريف لحفظ القرآن الكريم بالعريش    انطلاق اختبارات «مدرسة التلاوة المصرية» بالأزهر لاكتشاف جيل جديد من قراء القرآن    البابا تواضروس الثاني يستقبل سفيرة المجر    الرئيس السيسي يصدق على قانون الإجراءات الجنائية الجديد    «لو الطلاق بائن».. «من حقك تعرف» هل يحق للرجل إرث زوجته حال وفاتها في فترة العدة؟    محافظ أسيوط يحضر برنامج تدريب الأخصائيين على التعامل مع التنمر    دعاء الفجر | اللهم ارزق كل مهموم بالفرج واشفِ مرضانا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سيدة المسرح العربي الفنانة القديرة سميحة أيوب :
مصر.. لن تسقط أبداً لأن الله يحفظها.. ويرعاها
نشر في الأخبار يوم 20 - 02 - 2012

أحالوني إلي المعاش المبكر بسبب مواقفي المعارضة إلي جانب زوجي
هل ترين أن الفن المصري قد تأخر في خدمة الثورة حتي بعد مرور عام علي انطلاقها؟!.. ولماذا؟!
أنا أري انه لم يتأخر.. لأن الفن ليس ريبورتاجا أو أغنية، الفن هو الذي تعيشه بعدما تتبلور الاحداث ومن ثم يتحول إلي إبداع.. وبالتالي فالوقت لم يسعفنا حتي اليوم ورغم مرور عام، ولنفرض اننا جهزنا هذا العمل.. فليس لدينا اموال فالبلد تمر بحالة ارتباك، وبالتالي كيف يمكن لنا ان نقدم فنا في بلد مرتبك.
إنني أسألك هذا السؤال من واقع ما اعرفه عن دور الفن خاصة في مثل الظروف التي نمر بها.. فما رأيك؟!
إن الفن يلعب دوراً خطيراً في حالة تنظيم البلد.. وأنت تعرف البلد اليوم مثل ورق الكوتشينة الذي تم لخبطته وبالتالي أصبحت لا تعرف أي الطريق الذي يمكن ان تسلكه.
دور الفنان
وكيف يمكن للفنان ان يلعب يقدم فنا متميزا الآن بما يساهم في خروج مصر من الحالة التي نعيشها الآن؟!
أقول لك.. إن الفنان جزء من كل وهو انسان ومواطن عمله واحاسيسه فن.. وعلينا من هذه النقط ضرورة ان تتضافر.. لان شارع الفن وحده لا يكفي.. وبالتالي لابد من وجود منظومة متكاملة تساهم في التحام الفنان بالمجتمع.
وكيف السبيل لتحقيق هذا الالتحام؟!
الالتحام في الاصل موجود.. ولكن هناك قوي جبارة هي التي تسيطر حاليا.. انت تنام وتقول الحمد لله!، المليونية الماضية مرت بسلام وخير ولكن في اليوم التالي وقعت المذبحة ولك ان تأمن او ان ترسم لغدك.. كيف؟!
بطبيعة الحال كلنا أصبحنا نؤمن بوجود ما نسميه بنظرية المؤامرة.. لذلك أسألك.. ما هدف هذه المؤامرات؟!
هدفها بطبيعة الحال ان نقع.. وبالتالي فهو هدف انتقامي.. لذلك أري ان الذين يقودون تنفيذ هذه المؤامرة هم من رموز النظام السابق.. وأذنباهم في الخارج.
وسائل المقاومة
وهل في تصورك لدينا وسائل نستطيع ان نبطل بها هذه الاهداف الانتقامية؟!
لو تحقق بيننا الاتحاد.. وأنت تري اليوم ان المصريين يضربون المصريين.. بل ويقتلونهم.. وهذا لم يحدث في التاريخ من قبل.. لقد اصبحنا نري ان المصري يقتل اخاه المصري وكأنما قد اصبح عدوا له.. وعايزة اقولك أكثر من ذلك ان مصر اليوم تنتحر.
وما هي ملامح هذا الانتحار؟!
ما حدث ويحدث في ظل عدم اتفاقنا علي شيء واحد، وأكثر من ذلك اصبحنا نسعي لكي يقتل بعضنا البعض.. من هنا نجد اننا تركنا العقل ولجأنا الي القوة.. وبالتالي سادت روح القطيع.. فتجد ان من يقول أي شيء تجد الاخرين يؤيدونه ويقولون: آمين.. بلا تفكير او تمييز.. إذن قد وصلنا الي مرحلة الغينا فيها عقولنا وابتعدنا عن طريق التفكير السليم وما حدث مؤخرا انا اعتبره اعتداء المرتد.. وذلك ما تعرض له الانسان المصري من اهانات وتشرد وجوع وخلافه.
وهل ما شاهدناه هو نوع من التنفيس عما عانوه من قبل؟!
بطبيعة الحال.. فهو تحويشة غل ودعني أقول لك ان ما آلمني منذ فترة قصيرة انني سمعت ان أحد الاساتذة سأل طالبة صغيرة في طابور الصباح لماذا انت ضعيفة بهذا الشكل ومتراخية في الطابور.. فهل انت لم تفطري بعد؟! فأجابته: الدور لم يصبني في الافطار اليوم.. تصور بقي اسرة بكامل أفرادها توزع الافطار علي مدي اسبوع لكل فرد فيها يوم معين يتناول فيه الافطار!!
وهل سمعت هذه القصة قبل الثورة ام بعدها؟!
في هذه الايام! وهذا بطبيعة الحال هو نتاج لاشياء كثيرة جدا.. وتقدر تقول ايضا ان هؤلاء من هم يمثلون القنابل الموقوتة.. وانا شخصيا قلت منذ أربع سنوات سوف تأتي ثورة الجياع ان لم نكن نأخذ حذرنا.. معني ذلك انني كنت اتوقع ذلك.
وما الاسباب التي جعلتك تتوقعين ذلك؟!

هناك اسباب كثيرة منها ما كنت اراه من وجود الاطفال يبحثون عن الطعام في صناديق القمامة وهؤلاء الشباب الذين تعلموا ودفع أهلهم دم قلبهم من أجل ان يتخرجوا من الجامعات، وما كان ما يدفعوه كذلك في الدروس الخصوصية والتي ذبحت الناس وفي النهاية هم لا يجدون أي عمل! ففي أي شيء سوف يفكرون، إنها بالفعل مسألة انتقامية في المقام الاول.
ليس ذلك فقط بل بسبب الاسرة المصرية المشردة في كل مكان فالأم التي تخرج صباحا بحثا عن العمل وكذلك زوجها.. وأولادها في الشارع، فكيف يمكن تربية هؤلاء الاولاد.. مثلما تربينا نحن داخل اسرنا.
إن هذا الجيل كله وهو جيل متوحش، كان لابد وان يتم تربيته داخل البيت مثلما تربينا نحن في وسط الاب والام وقيم العيب والنهاردة ليست هناك مجالات احترام من جانب شبابنا لأية قيمة اجتماعية.
ليس ذلك فقط، بل لم يعد للدولة أية هيبة.. وبالتالي لم يعد أحد يخاف الان.. لماذا لان الدولة زرعت الاجرام في نفوس هؤلاء خلال الفترة السابقة، كما زرعوا فينا عدم الاحترام.. وبناء علي كل ذلك فقد خسرنا الانسان المصري الذي لم يعد مصريا بحق.
وبالتالي اختفت النخوة.. إلا من القليل لأن مصر لم تنضب بعد، كما اختفت ملامح الرجولة ومبادئها وللأسف لم نعد نسمع كلمة »دا راجل« ويمكن له أن يسند الجميع!!
علي باب السياسة
هل كانت لك مواقف صدامية مع النظام السابق؟!
لقد أحالوني علي المعاش بسبب هذه المواقف الصادمة.
نريد ان نعرف التفاصيل؟!
سوف أخبرك.. إن زوجي الكاتب الراحل سعد الدين وهبة كان قد دخل تجربة انتخابات مجلس الشعب أمام عبدالمنعم الصاوي.. ونجح زوجي ولكنهم في المساء ابلغونا بأن هناك اعادة.. وفي هذه الاعادة نجح عبدالمنعم الصاوي ورسب سعد الدين وهبة.. وطبعا هذا حدث نظرا لما اصاب صناديق الانتخابات من تغيير في الاصوات.. عندئذ بدأت حالات الانتقام مني شخصيا. ومن هذه الشخصية التي نجحت والتي تم تعيينها وزيرا للثقافة في ذلك الوقت.
وقد تمثل هذا الانتقام باحالتي الي المعاش المبكر، بخلاف ذلك اخذوا في محاصرتنا في اعمالنا الخاصة بحجة ان لدينا شركة خاصة.. ثم اخذوا يحاسبوننا ضرائبيا من عام 0591 حتي الثمانينيات.
ليس ذلك فقط، بل أخذوا يسألوننا عن مصدر الاموال.. وكان رأس المال في هذا الوقت حوالي 81 ألف جنيه حصلنا عليها نظير رهن منزل لنا في مدينة نصر وقد حصلنا علي هذه الاموال من الشهر العقاري.. وقد رفعنا قضية علي الحكومة وكسبناها.
وعايزة أقولك كل الشارع اصابه الفرح واخذ في توزيع الحلوي والشربات ابتهاجا بهذا الحكم.. يعني تقدر تقول إنها كانت قضية كل مظلوم في مصر.. وحتي في الاتوبيسات العامة اخذوا يتحدثون عنها وقد جاءني الممثل الراحل عبدالسلام محمد ليخبرني بأن الناس في الاتوبيسات تتحدث عن هذه القضية ومدي الفرح الذي اصابهم من جراء ان كسبنا هذه القضية وهذا كان له دلالة كبيرة اذا كان هناك احساس بالمواطن المظلوم.. ولكن عندما عم الظلم البلد كلها توحشت كل الناس.
أعمالي الفنية
وماذا عن مواقفك الصدامية الاخري خاصة في ظل النظام السابق؟!
لم تكن لي مواقف صدامية ولم أكن من الشخصيات التي كانت تتهافت من أجل القاء التحية علي رمز النظام السابق، كذلك لم اكن افضل حضور مقابلاتهم لانني كنت لا احب ان انتظر ساعة أو ساعتين حتي يأتوا الينا.. رغم انهم كانوا يرسلوا اليّ دعوات لحضور هذه المناسبات.
وهل لك أعمال فنية انتقدت فيها النظام السابق؟!
ياه.. أعمال كثيرة.
وماذا عن ردود الافعال انذاك؟!
ردود الافعال كانت تتجلي في رفع العمل من فوق المسرح أو إلغائه، فعلي سبيل المثال رواية الاستاذ سعد وهبة تم رفعها.. وكذلك الخديوي في عهد مبارك.. ونظرا لاهمية هذه المسرحية وقيمتها، ونظرا لموقف رموز النظام السابق منها لم يتم عرضها علي المسرح القومي وهو مسرح الدولة، وقد تحججوا بحجج كثيرة.. وللأسف تم عرضها من خلال قطاع الاستعراض.. حيث تحمس لها عبدالغفار عودة.
وما رأيك في كيفية تعامل النظام السابق مع الفن؟!
شوف هقولك حاجة مهمة النظام السابق كان دائما مشغولا بتلحين اغنية.. وفي هذا السياق اقولك أيضا انني ازعم ان مبارك لم يكن يحب الفن ولا الفنانين، بدليل انه لم يكرم أحدا من هؤلاء.. ولم يمنح أوسمة لأحد منهم.
وهل كان عدم حب مبارك للفن أو للفنانين نابعا من شخصيته أم ممن كانوا حوله؟!
المسألة كانت نابعة من داخل نفسه.. فلم يكن يؤمن بالفن ولا بدوره.. وبالتالي لم يخطط للفن مثلما حدث أيام عبدالناصر الذي منحنا أوسمة ونحن عيال في الفن من أجل أن يحملنا المسئولية تجاه هذا البلد.
كيف يمكن للفن ان يخدم البلد فيما تمر به في هذه الظروف؟!
يا سيدي في هذه الظروف فيه لخبطة.. اننا نقف علي قشرة موز وتزحلقنا.. فلم نقع ولم نتماسك! إذن كيف تبدع فنا وانت علي وشك السقوط، إن الفن لن يستطيع عمل أي شيء في هذه اللحظة.. إلا غنوة او ريبوتارج صحفي إنما بخصوص وجود عمل فني قوي، فلابد وأن يكون وراءه أجهزة قوية.
هل يمكن أن تحددي لي بعض ملامح لخريطة طريق يمكن من خلالها الفن أن يخدم البلاد في هذه الظروف؟
أنا لا استطيع تصور هذه الملامح الان لاننا حاليا متوقفون لحين اشعار اخر. وما اقصده هو الفن الذي نتمناه جميعا لخدمة هذا البلد خاصة الفن المسرحي والذي يجب ان يقوم بدوره في توعية الناس بالخطأ وبالصواب، وذلك بطريق غير مباشر وبعيدا عن اسلوب الخطب والانشاء. هذا كله في حاجة الي ميزانيات كبيرة ومن أين نأتي بهذه الأموال.
الراحل والثورة
لقد اقتربت بنا من عالم الكاتب المسرحي الراحل سعد الدين وهبة ولذلك اسألك في هذا السياق.. وماذا عن موقف هذا الراحل الكبير من حدث مثل ثورة 52 يناير؟
يا سلام.. لقد قلت كثيرا عن موقفه اثناء حرب العراق.. فما بالك بمصر وما حدث بها تلك المعشوقة والحبيبة.
وهل لم تتذكري الراحل الكبير في مثل هذه الاحداث؟
يا حبيبي.. انا اتذكره طوال ال 42 ساعة وأترحم عليه ولدي احساس بأنه يعيش معي.
هل في تصورك ان فوز حزب الحرية والعدالة بالأغلبية في البرلمان سوف يساهم في ايجاد حلول لمشاكل مصر؟
لا أعتقد.. انني غير متصورة ان حزبا واحدا يستطيع ان يقدم هذه الحلول وبالتالي لابد من وجود تعاون وتضافر بين الاحزاب جميعا.
وهل اصابك خوف ما عندما صعد التيار الاسلامي؟
لا.. لم اخف واخاف من من؟ هيقوللي لن تمثلي.. فلن يقدروا علي ذلك.. هم فقط يستطيعون تدبير لقمة العيش للشباب وتوظيفهم، كما يجب عليهم ألا يتدخلوا في الحريات الشخصية للناس وكل واحد منا متدين بطريقته. فأنت لن تستطيع ان تفرض عليّ الايمان، فربما تفرض عليّ الايمان الشكلي فقط ولكن سوف احتفظ بما في داخلي.
وهل لم تلتق بأحد من رموز التيار الاسلامي؟
لا.. لم يحدث.. ولم افكر في ذلك.. لم يحدث ذلك.. ولم افكر.. فهؤلاء انت وانا.. والناس كلها تتصنف.. فتري الاخواني والليبرالي والسلفي.. انك هنا تركن الي التصنيف.. ولكنك في الواقع انسان مثلي ومثلك.. ومصري أيضا.
وهل لم تفكري في ان تخوضي انتخابات مجلس الشعب مثل زوجك الراحل؟
لا.. لم أفكر في ذلك؟
ولماذا؟
لانني كرهت ذلك.. بما كنت ولازلت اعرفه داخل الكواليس.
ولا حتي بعد ثورة 52 يناير تفكرين في خوض هذه التجربة؟
ابدا.. لان الخدمة العامة اقوم بها ولكنني لن ادخل في اطار الخدمة العامة الرسمية.. انني احب الحرية.. واحب ان اقف علي مبدئي الذي هو المسرح كي اقول ما اشاء.. وبالتالي لا احبذ ان اكون في سياق فكر أو حزب معين.
في تصورك متي يمكن ان تستريحي ونحن معك نفسيا علي مستقبل مصر؟
سؤال صعب.. وكثيرا ما كنت اسأله لنفسي ولكن بالتمني فقط.. ولكن في الواقع اراه في حالة لخبطة.. وأيضا بالدعاء.. حيث لم نعد نملك حاليا إلا الدعاء بأن يحرس رب العالمين هذه المحروسة.
اخاف علي المستقبل
معني كلامك.. انك تخافين علي المستقبل في مصر.. فهل هذا صحيح؟
نعم.. طبعا.. وأهم ملامح هذا الخوف ما تمر به مصر حاليا.. انه المستقبل والحاضر ودعني اسألك وهل سوف يحدث نوع من الفطام للشر داخل كل مصري؟ انك تعرف ان المشكلة أصبحت الان بين المصري واخيه ولعلي اتساءل هنا.. هل سوف يحدث هذا الفطام ونقف وقفة عقل كي نعرف الي اين نحن ذاهبون.. وبالله عليك من يقدم علي اقتحام وزارة الداخلية فهو يعمل ذلك لمصلحة من؟ ولمصلحة من وفاة هؤلاء الشباب؟ ان العقل هنا لابد ان يناقش نفسه.. وهذا يتطلب كذلك وقفة مع النفس.
وأين عقلاء الأمة والمطلوب تواجدهم وتدخلهم في هذه المرحلة؟
انهم موجودون.. ولكن السواد الاعظم فوضوي! وهذا السواد الاعظم يتسبب في كتمان اصواتهم وضياعها هباء.. وانت تعرف المثل الذي يقول ان الكثرة تغلب الشجاعة.
وكيف يمكن لنا تفعيل صوت العقل داخل المجتمع؟
دعني اقولك بصراحة.. المسألة النهاردة في حاجة الي مزيد من الحزم المنظم وغير العشوائي.
نريد منك ان تفسري لنا اكثر ما قصدك من لفظ الحزم المنظم؟
العقد المصري قد انفرط.. لذلك نريد اعادته الي حالته الاولي.. فكيف يحدث ذلك؟ ان البلطجية والسفلة لابد من مواجهتهم باحكام رادعة وليس مجرد كلام أو مانشتات صحفية.. وهنا أؤكد لك ان من يريد ان يمس امن هذا البلد فلابد وأن يُسحل وهنا نكون قد أوجدنا رادعا يعيد للانسان نفسه وعقله.. وبالتالي يعود الي مسيرة البناء وليس الهدم.
وهل في تصورك المشاكل الاقتصادية المتراكمة علي مدي كل هذه السنوات.. هي من عوامل انتشار هذه الفوضي؟
انا اعتبر ذلك نوعا من التبرير غير الحقيقي وهذا التبرير يجعل الباب مفتوحا امام هذه الفئة الهدامة.. اضف الي ذلك ان لدينا الان سيادة روح القطيع.
ومن المسئول عن وجود روح القطيع في نفوس هذا الشعب العظيم صاحب الحضارات الانسانية؟
ليس هناك مسئول بعينه.. بل انني اعتبره مناخا عاما.. بدءا من الفراش الي حاكم البلد. وتصور ان المدير الكبير قد تسيب فلابد ان الموظف الاقل منه سوف يصيبه ايضا نوع من هذا التسيب.. وهنا نحن نلغي عقولنا تماما. ودعني اضرب لك مثالا علي ذلك اذا ما نظرت في الشارع ورأيت تجمعا صغيرا من الناس للاسف تجد من يسارع للالتفاف حول هذا التجمع بدون مبرر أو داع.. وهكذا المظاهرات.
وهل التعليم والاعلام يتحملان جانبا من المسئولية؟
اقول لك.. انه التعليم.. ودعني اسألك متي كان في مصر ما يسمي الان بالدروس الخصوصية؟ انها ظاهرة لم تكن في مجتمعنا من قبل؟ واسألوا الجيل الماضي ورجاله ونساءه.. وأؤكد لك ايضا ان هذه الظاهرة تفشت في مصر منذ 51 أو عشرين عاما فقط.
وفي تصورك ما اسباب انتشار هذه الظاهرة المؤسفة؟
من اسبابها تكدس الفصول وقلة المعلمين.. من هنا لا يأخذ الطالب حقه في التعليم فيلجأ مع اسرته الي الدروس الخصوصية لتعويض هذا النقص في ظل هذا الغلاء الفاحش في اسعار هذه الدروس.. مثلا الموظف الذي يتقاضي مائتي جنيه في الشهر يدفعهم دروسا خصوصية.. عندئذ يضطر لاخذ الرشاوي كي يتمكن من أن يعيش.
وماذا عن الاعلام؟ وما مدي مسئوليته عن انتشار الفساد؟
الاعلام كان جبانا.. وهو الان بدأ يتحسن بعض الشيء.. وهناك في هذا السياق ضرورة أن يتم تطهير الاعلام من بعض رموزه السابقين.
وماذا عن سلوك الفضائيات؟
ليس لك عليها سلطان أو سيطرة.. لانه رأس مال خاص.. وانا اعتبرها سوسة تنخر.. صحيح فيه اناس شرفاء في هذه الفضائيات ولكن الاغلبية تسعي الي الربح علي حساب القيم والمبادئ والاخلاق فهناك برامج يقدمونها وانا اعتبرها كالتجارة الممنوعة.
وهل في تصورك الفضائيات مسئولة عما يحدث في مصر الان؟
الي حد ما.. ويتم ذلك لتحقيق اهداف بعينها يأتي علي رأسها اسقاط مصر التي هي قلب العالم العربي وعندما يقف القلب عن العمل سوف ينهار هذا العالم العربي وهم للاسف لا يستوعبون ذلك.
لن تسقط ابدا
وهل لديك إحساس بأن مصر سوف تسقط؟
ابدا.. لن تسقط.. ارض الانبياء لن تسقط.. ومصر المحروسة لن تسقط لان هذا البلد يحرسه الله تعالي وقد قالها ربنا في كتابه العزيز »ادخلوها بسلام آمنين«.
هل يمكن للاداء البرلماني الحقيقي ان يأخذ بيد هذا البلد نحو التقدم؟
نعم.. يمكن ذلك لو تخلي النواب عن شهوة الكلام، وشهوة المعارضة.. مع ضرورة التفكير بموضوعية في كل الأمور والقضايا والالتزام بالاداب العامة واداب الديمقراطية التي تمنع التعدي علي هيبة الاخرين حتي في داخل البرلمان.
وهذا مصدره عدم اتقاننا الديمقراطية؟
الديمقراطية الموجودة حاليا هي لافتات فقط.. وبالتالي مايزال امامنا المشوار طويلا من أجل ان نستوعب مفهوم هذه الديمقراطية.. وللاسف المفهوم السائد لدينا الان ان الديمقراطية تعني ان احدثك باستخفاف وسخرية! من هنا يجب علينا ان نلتزم باداب الحديث والنقد البناء.
ومتي سيكون لدينا هذا المفهوم الديمقراطي الذي تتمنينه؟
عندما تقف مصر علي اقدامها اقتصاديا ونفسيا حتي قبل الاقتصاد.
دعينا نختتم مجريات هذا الحوار بسؤال عن اخر اخبارك الفنية؟
هو فيه الان فن؟ احنا في ايه ولا في ايه.. ومع ذلك اقولك ان اخر اخباري انه تم تعييني نائب رئيس الهيئة العربية للمسرح
وان الذي عينني سمو الأمير سلطان القاسمي وحيثيات هذا الترشيح يتمني اي انسان ان تكون حيثيات تعيينه بهذا الشكل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.