مؤتمر جماهيري لدعم محمد موسى مرشح الجبهة الوطنية بالمنوفية    مؤشرات تنسيق كلية تجارة 2025 علمي وأدبي في كل المحافظات    «كيبينج» الصينية تنشئ مصنع لزجاج الألواح الشمسية بالسخنة باستثمارات 685 مليون دولار    برئاسة مصر.. انطلاق اجتماعات «الملكية الفكرية» في منطقة التجارة الحرة الإفريقية    خطة استثمارية ب100 مليون دولار.. «البترول» و«دانة غاز» تعلنان نتائج بئر «بيجونيا-2» بإنتاج 9 مليارات قدم    مدبولي: نؤكد على موقف مصر الثابت بسرعة إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة    «يوما ما سيهاجمه الذئب».. نجل بايدن يفتح النار على نتنياهو بسبب غزة وإيران    مصادر تركية: المفاوضات الروسية الأوكرانية تبدأ مساء الأربعاء    إستوبينيان يخضع للكشف الطبي مع ميلان    المصري كريم أحمد يوقع عقدًا احترافيًا مع ليفربول    «الأرصاد» تكشف موعد ذروة الموجة الحارة وحالة الطقس: درجة الحرارة 46 مئوية    تحرير 7 محاضر لأصحاب أنشطة تجارية في حملة تموينية بالعاشر من رمضان    تحمل اسم ليلى علوي.. تفاصيل الدورة ال 41 ل مهرجان الإسكندرية السينمائي    قرارات بتجديد تعيين رئيس جامعة بنها الأهلية و3 نواب    الأسد من المشاهير والحمل قائد المشاريع.. كيف يتعامل مواليد كل برج مع الحياة الجامعية؟    ب2.5 مليون.. افتتاح أعمال رفع كفاءة وحدة الأشعة بمستشفى فاقوس في الشرقية (تفاصيل)    لماذا لا ينخفض ضغط الدم رغم تناول العلاج؟.. 9 أسباب وراء تلك المشكلة    صحة غزة: 113 شهيدا و534 إصابة جراء عدوان الاحتلال آخر 24 ساعة    اللون الأخضر يكسو مؤشرات البورصة بختام جلسة اليوم    محافظ الغربية يتابع أعمال إصلاح كورنيش طنطا: نتحرك بخطوات مدروسة    خامس الصفقات.. أتلتيكو مدريد يتعاقد مع مارك بوبيل    "المطورين العقاريين" تطالب بحوار عاجل بشأن قرار إلغاء تخصيص الأراضي    رئيس الوزراء يتفقد موقع إنشاء المحطة النووية بالضبعة ويشيد بالتقدم المحقق    برلماني: "23 يوليو" نقطة تحول لبناء دولة العدالة الاجتماعية والاستقلال الوطني    محافظ المنيا يستعرض إنجازات العلاقات الدولية: تنفيذ مشروعات تنموية لدعم الزراعة والمرأة والتعليم    مجزرة مروعة في تل الهوى واستمرار الانسحاب الجزئي للاحتلال من دير البلح    ثورة يوليو البيضاء وثورات العالم الحمراء!    الداخلية السورية: خروج العائلات من السويداء بشكل طارئ أمر مؤقت    ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 59 ألفا و219 شهيدا    ماذا يحدث للجسم عند تناول الحمص يوميا؟    أفضل الوسائل الطبيعية، للتخلص من دهون البطن في أسرع وقت    وزيرا الأوقاف والتربية والتعليم يوقعان بروتوكول تعاون لإطلاق حضانات تعليمية بالمساجد    تفاصيل الدورة ال 41 ل مهرجان الإسكندرية السينمائي.. تحمل اسم ليلى علوي    تقرير تونسي يكشف موعد انضمام علي معلول للصفاقسي    الحكومة: لا تحديات تعيق افتتاح المتحف المصرى الكبير والإعلان عن الموعد قريبا    فيريرا يركز على الجوانب الفنية في مران الزمالك الصباحي    يحتل المركز الثاني.. فيلم أحمد وأحمد يحقق 50 مليونا و812 ألف جنيه    الإفتاء توضح كيفية إتمام الصفوف في صلاة الجماعة    محفظ قرآن بقنا يهدي طالبة ثانوية عامة رحلة عمرة    أمين الفتوى: الشبكة جزء من المهر والأصل أن تعود للخاطب عند فسخ الخطبة    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : كم نتمنى ان نكون مثلكم ?!    سيد عبد الحفيظ يعلّق على أزمة وسام أبو علي: "أخذ من هيبة المكان.. واعتذاره لتحسين الصورة"    وفاة شخصين متأثرين بإصابتهما في حادث تصادم سيارتين بقنا    أسرة مريم الخامس أدبي تستقبل نتيجتها بالزغاريد في دمياط    تعليم قنا تنظم ندوة تعريفية عن نظام «البكالوريا الجديدة»    بالفيديو.. الأرصاد: موجة شديدة الحرارة تضرب البلاد حتى منتصف الأسبوع المقبل    محافظ الفيوم يهنئ وزير الدفاع ورئيس الأركان بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو    "الأعلى للإعلام" يُوقف مها الصغير ويحيلها للنيابة بتهمة التعدي على الملكية الفكرية    السيسي: مصر دار الأمن والاستقرار ولدينا 10 ملايين شخص من بلاد كثيرة    رئيس هيئة الرقابة الصحية من مطروح: تحقيق جودة الخدمات يعتمد بالأساس على تأهيل الكوادر البشرية (تفاصيل)    محمد عبد الحافظ ناصف مستشارًا للشؤون الفنية والثقافية بالهيئة العامة لقصور الثقافة    مرتضى منصور لحسن شحاتة: للأسف أنا مسافر ومنعزل عن العالم    وزير الخارجية يتوجه إلى النيجر في المحطة الثالثة من جولته بغرب إفريقيا    أسعار البيض اليوم الأربعاء 23 يوليو 2025    الوداد يتحرك لضم يحيى عطية الله من سوتشي الروسي    وفاة 4 أشخاص بطلقات نارية إثر مشاجرة مسلحة بين عائلتين بقنا    دار الإفتاء المصرية توضح حكم تشريح جثة الميت    خلال فترة التدريب.. مندوب نقل أموال ينهب ماكينات ATM بشبرا الخيمة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سيدة المسرح العربي الفنانة القديرة سميحة أيوب :
مصر.. لن تسقط أبداً لأن الله يحفظها.. ويرعاها
نشر في الأخبار يوم 20 - 02 - 2012

أحالوني إلي المعاش المبكر بسبب مواقفي المعارضة إلي جانب زوجي
هل ترين أن الفن المصري قد تأخر في خدمة الثورة حتي بعد مرور عام علي انطلاقها؟!.. ولماذا؟!
أنا أري انه لم يتأخر.. لأن الفن ليس ريبورتاجا أو أغنية، الفن هو الذي تعيشه بعدما تتبلور الاحداث ومن ثم يتحول إلي إبداع.. وبالتالي فالوقت لم يسعفنا حتي اليوم ورغم مرور عام، ولنفرض اننا جهزنا هذا العمل.. فليس لدينا اموال فالبلد تمر بحالة ارتباك، وبالتالي كيف يمكن لنا ان نقدم فنا في بلد مرتبك.
إنني أسألك هذا السؤال من واقع ما اعرفه عن دور الفن خاصة في مثل الظروف التي نمر بها.. فما رأيك؟!
إن الفن يلعب دوراً خطيراً في حالة تنظيم البلد.. وأنت تعرف البلد اليوم مثل ورق الكوتشينة الذي تم لخبطته وبالتالي أصبحت لا تعرف أي الطريق الذي يمكن ان تسلكه.
دور الفنان
وكيف يمكن للفنان ان يلعب يقدم فنا متميزا الآن بما يساهم في خروج مصر من الحالة التي نعيشها الآن؟!
أقول لك.. إن الفنان جزء من كل وهو انسان ومواطن عمله واحاسيسه فن.. وعلينا من هذه النقط ضرورة ان تتضافر.. لان شارع الفن وحده لا يكفي.. وبالتالي لابد من وجود منظومة متكاملة تساهم في التحام الفنان بالمجتمع.
وكيف السبيل لتحقيق هذا الالتحام؟!
الالتحام في الاصل موجود.. ولكن هناك قوي جبارة هي التي تسيطر حاليا.. انت تنام وتقول الحمد لله!، المليونية الماضية مرت بسلام وخير ولكن في اليوم التالي وقعت المذبحة ولك ان تأمن او ان ترسم لغدك.. كيف؟!
بطبيعة الحال كلنا أصبحنا نؤمن بوجود ما نسميه بنظرية المؤامرة.. لذلك أسألك.. ما هدف هذه المؤامرات؟!
هدفها بطبيعة الحال ان نقع.. وبالتالي فهو هدف انتقامي.. لذلك أري ان الذين يقودون تنفيذ هذه المؤامرة هم من رموز النظام السابق.. وأذنباهم في الخارج.
وسائل المقاومة
وهل في تصورك لدينا وسائل نستطيع ان نبطل بها هذه الاهداف الانتقامية؟!
لو تحقق بيننا الاتحاد.. وأنت تري اليوم ان المصريين يضربون المصريين.. بل ويقتلونهم.. وهذا لم يحدث في التاريخ من قبل.. لقد اصبحنا نري ان المصري يقتل اخاه المصري وكأنما قد اصبح عدوا له.. وعايزة اقولك أكثر من ذلك ان مصر اليوم تنتحر.
وما هي ملامح هذا الانتحار؟!
ما حدث ويحدث في ظل عدم اتفاقنا علي شيء واحد، وأكثر من ذلك اصبحنا نسعي لكي يقتل بعضنا البعض.. من هنا نجد اننا تركنا العقل ولجأنا الي القوة.. وبالتالي سادت روح القطيع.. فتجد ان من يقول أي شيء تجد الاخرين يؤيدونه ويقولون: آمين.. بلا تفكير او تمييز.. إذن قد وصلنا الي مرحلة الغينا فيها عقولنا وابتعدنا عن طريق التفكير السليم وما حدث مؤخرا انا اعتبره اعتداء المرتد.. وذلك ما تعرض له الانسان المصري من اهانات وتشرد وجوع وخلافه.
وهل ما شاهدناه هو نوع من التنفيس عما عانوه من قبل؟!
بطبيعة الحال.. فهو تحويشة غل ودعني أقول لك ان ما آلمني منذ فترة قصيرة انني سمعت ان أحد الاساتذة سأل طالبة صغيرة في طابور الصباح لماذا انت ضعيفة بهذا الشكل ومتراخية في الطابور.. فهل انت لم تفطري بعد؟! فأجابته: الدور لم يصبني في الافطار اليوم.. تصور بقي اسرة بكامل أفرادها توزع الافطار علي مدي اسبوع لكل فرد فيها يوم معين يتناول فيه الافطار!!
وهل سمعت هذه القصة قبل الثورة ام بعدها؟!
في هذه الايام! وهذا بطبيعة الحال هو نتاج لاشياء كثيرة جدا.. وتقدر تقول ايضا ان هؤلاء من هم يمثلون القنابل الموقوتة.. وانا شخصيا قلت منذ أربع سنوات سوف تأتي ثورة الجياع ان لم نكن نأخذ حذرنا.. معني ذلك انني كنت اتوقع ذلك.
وما الاسباب التي جعلتك تتوقعين ذلك؟!

هناك اسباب كثيرة منها ما كنت اراه من وجود الاطفال يبحثون عن الطعام في صناديق القمامة وهؤلاء الشباب الذين تعلموا ودفع أهلهم دم قلبهم من أجل ان يتخرجوا من الجامعات، وما كان ما يدفعوه كذلك في الدروس الخصوصية والتي ذبحت الناس وفي النهاية هم لا يجدون أي عمل! ففي أي شيء سوف يفكرون، إنها بالفعل مسألة انتقامية في المقام الاول.
ليس ذلك فقط بل بسبب الاسرة المصرية المشردة في كل مكان فالأم التي تخرج صباحا بحثا عن العمل وكذلك زوجها.. وأولادها في الشارع، فكيف يمكن تربية هؤلاء الاولاد.. مثلما تربينا نحن داخل اسرنا.
إن هذا الجيل كله وهو جيل متوحش، كان لابد وان يتم تربيته داخل البيت مثلما تربينا نحن في وسط الاب والام وقيم العيب والنهاردة ليست هناك مجالات احترام من جانب شبابنا لأية قيمة اجتماعية.
ليس ذلك فقط، بل لم يعد للدولة أية هيبة.. وبالتالي لم يعد أحد يخاف الان.. لماذا لان الدولة زرعت الاجرام في نفوس هؤلاء خلال الفترة السابقة، كما زرعوا فينا عدم الاحترام.. وبناء علي كل ذلك فقد خسرنا الانسان المصري الذي لم يعد مصريا بحق.
وبالتالي اختفت النخوة.. إلا من القليل لأن مصر لم تنضب بعد، كما اختفت ملامح الرجولة ومبادئها وللأسف لم نعد نسمع كلمة »دا راجل« ويمكن له أن يسند الجميع!!
علي باب السياسة
هل كانت لك مواقف صدامية مع النظام السابق؟!
لقد أحالوني علي المعاش بسبب هذه المواقف الصادمة.
نريد ان نعرف التفاصيل؟!
سوف أخبرك.. إن زوجي الكاتب الراحل سعد الدين وهبة كان قد دخل تجربة انتخابات مجلس الشعب أمام عبدالمنعم الصاوي.. ونجح زوجي ولكنهم في المساء ابلغونا بأن هناك اعادة.. وفي هذه الاعادة نجح عبدالمنعم الصاوي ورسب سعد الدين وهبة.. وطبعا هذا حدث نظرا لما اصاب صناديق الانتخابات من تغيير في الاصوات.. عندئذ بدأت حالات الانتقام مني شخصيا. ومن هذه الشخصية التي نجحت والتي تم تعيينها وزيرا للثقافة في ذلك الوقت.
وقد تمثل هذا الانتقام باحالتي الي المعاش المبكر، بخلاف ذلك اخذوا في محاصرتنا في اعمالنا الخاصة بحجة ان لدينا شركة خاصة.. ثم اخذوا يحاسبوننا ضرائبيا من عام 0591 حتي الثمانينيات.
ليس ذلك فقط، بل أخذوا يسألوننا عن مصدر الاموال.. وكان رأس المال في هذا الوقت حوالي 81 ألف جنيه حصلنا عليها نظير رهن منزل لنا في مدينة نصر وقد حصلنا علي هذه الاموال من الشهر العقاري.. وقد رفعنا قضية علي الحكومة وكسبناها.
وعايزة أقولك كل الشارع اصابه الفرح واخذ في توزيع الحلوي والشربات ابتهاجا بهذا الحكم.. يعني تقدر تقول إنها كانت قضية كل مظلوم في مصر.. وحتي في الاتوبيسات العامة اخذوا يتحدثون عنها وقد جاءني الممثل الراحل عبدالسلام محمد ليخبرني بأن الناس في الاتوبيسات تتحدث عن هذه القضية ومدي الفرح الذي اصابهم من جراء ان كسبنا هذه القضية وهذا كان له دلالة كبيرة اذا كان هناك احساس بالمواطن المظلوم.. ولكن عندما عم الظلم البلد كلها توحشت كل الناس.
أعمالي الفنية
وماذا عن مواقفك الصدامية الاخري خاصة في ظل النظام السابق؟!
لم تكن لي مواقف صدامية ولم أكن من الشخصيات التي كانت تتهافت من أجل القاء التحية علي رمز النظام السابق، كذلك لم اكن افضل حضور مقابلاتهم لانني كنت لا احب ان انتظر ساعة أو ساعتين حتي يأتوا الينا.. رغم انهم كانوا يرسلوا اليّ دعوات لحضور هذه المناسبات.
وهل لك أعمال فنية انتقدت فيها النظام السابق؟!
ياه.. أعمال كثيرة.
وماذا عن ردود الافعال انذاك؟!
ردود الافعال كانت تتجلي في رفع العمل من فوق المسرح أو إلغائه، فعلي سبيل المثال رواية الاستاذ سعد وهبة تم رفعها.. وكذلك الخديوي في عهد مبارك.. ونظرا لاهمية هذه المسرحية وقيمتها، ونظرا لموقف رموز النظام السابق منها لم يتم عرضها علي المسرح القومي وهو مسرح الدولة، وقد تحججوا بحجج كثيرة.. وللأسف تم عرضها من خلال قطاع الاستعراض.. حيث تحمس لها عبدالغفار عودة.
وما رأيك في كيفية تعامل النظام السابق مع الفن؟!
شوف هقولك حاجة مهمة النظام السابق كان دائما مشغولا بتلحين اغنية.. وفي هذا السياق اقولك أيضا انني ازعم ان مبارك لم يكن يحب الفن ولا الفنانين، بدليل انه لم يكرم أحدا من هؤلاء.. ولم يمنح أوسمة لأحد منهم.
وهل كان عدم حب مبارك للفن أو للفنانين نابعا من شخصيته أم ممن كانوا حوله؟!
المسألة كانت نابعة من داخل نفسه.. فلم يكن يؤمن بالفن ولا بدوره.. وبالتالي لم يخطط للفن مثلما حدث أيام عبدالناصر الذي منحنا أوسمة ونحن عيال في الفن من أجل أن يحملنا المسئولية تجاه هذا البلد.
كيف يمكن للفن ان يخدم البلد فيما تمر به في هذه الظروف؟!
يا سيدي في هذه الظروف فيه لخبطة.. اننا نقف علي قشرة موز وتزحلقنا.. فلم نقع ولم نتماسك! إذن كيف تبدع فنا وانت علي وشك السقوط، إن الفن لن يستطيع عمل أي شيء في هذه اللحظة.. إلا غنوة او ريبوتارج صحفي إنما بخصوص وجود عمل فني قوي، فلابد وأن يكون وراءه أجهزة قوية.
هل يمكن أن تحددي لي بعض ملامح لخريطة طريق يمكن من خلالها الفن أن يخدم البلاد في هذه الظروف؟
أنا لا استطيع تصور هذه الملامح الان لاننا حاليا متوقفون لحين اشعار اخر. وما اقصده هو الفن الذي نتمناه جميعا لخدمة هذا البلد خاصة الفن المسرحي والذي يجب ان يقوم بدوره في توعية الناس بالخطأ وبالصواب، وذلك بطريق غير مباشر وبعيدا عن اسلوب الخطب والانشاء. هذا كله في حاجة الي ميزانيات كبيرة ومن أين نأتي بهذه الأموال.
الراحل والثورة
لقد اقتربت بنا من عالم الكاتب المسرحي الراحل سعد الدين وهبة ولذلك اسألك في هذا السياق.. وماذا عن موقف هذا الراحل الكبير من حدث مثل ثورة 52 يناير؟
يا سلام.. لقد قلت كثيرا عن موقفه اثناء حرب العراق.. فما بالك بمصر وما حدث بها تلك المعشوقة والحبيبة.
وهل لم تتذكري الراحل الكبير في مثل هذه الاحداث؟
يا حبيبي.. انا اتذكره طوال ال 42 ساعة وأترحم عليه ولدي احساس بأنه يعيش معي.
هل في تصورك ان فوز حزب الحرية والعدالة بالأغلبية في البرلمان سوف يساهم في ايجاد حلول لمشاكل مصر؟
لا أعتقد.. انني غير متصورة ان حزبا واحدا يستطيع ان يقدم هذه الحلول وبالتالي لابد من وجود تعاون وتضافر بين الاحزاب جميعا.
وهل اصابك خوف ما عندما صعد التيار الاسلامي؟
لا.. لم اخف واخاف من من؟ هيقوللي لن تمثلي.. فلن يقدروا علي ذلك.. هم فقط يستطيعون تدبير لقمة العيش للشباب وتوظيفهم، كما يجب عليهم ألا يتدخلوا في الحريات الشخصية للناس وكل واحد منا متدين بطريقته. فأنت لن تستطيع ان تفرض عليّ الايمان، فربما تفرض عليّ الايمان الشكلي فقط ولكن سوف احتفظ بما في داخلي.
وهل لم تلتق بأحد من رموز التيار الاسلامي؟
لا.. لم يحدث.. ولم افكر في ذلك.. لم يحدث ذلك.. ولم افكر.. فهؤلاء انت وانا.. والناس كلها تتصنف.. فتري الاخواني والليبرالي والسلفي.. انك هنا تركن الي التصنيف.. ولكنك في الواقع انسان مثلي ومثلك.. ومصري أيضا.
وهل لم تفكري في ان تخوضي انتخابات مجلس الشعب مثل زوجك الراحل؟
لا.. لم أفكر في ذلك؟
ولماذا؟
لانني كرهت ذلك.. بما كنت ولازلت اعرفه داخل الكواليس.
ولا حتي بعد ثورة 52 يناير تفكرين في خوض هذه التجربة؟
ابدا.. لان الخدمة العامة اقوم بها ولكنني لن ادخل في اطار الخدمة العامة الرسمية.. انني احب الحرية.. واحب ان اقف علي مبدئي الذي هو المسرح كي اقول ما اشاء.. وبالتالي لا احبذ ان اكون في سياق فكر أو حزب معين.
في تصورك متي يمكن ان تستريحي ونحن معك نفسيا علي مستقبل مصر؟
سؤال صعب.. وكثيرا ما كنت اسأله لنفسي ولكن بالتمني فقط.. ولكن في الواقع اراه في حالة لخبطة.. وأيضا بالدعاء.. حيث لم نعد نملك حاليا إلا الدعاء بأن يحرس رب العالمين هذه المحروسة.
اخاف علي المستقبل
معني كلامك.. انك تخافين علي المستقبل في مصر.. فهل هذا صحيح؟
نعم.. طبعا.. وأهم ملامح هذا الخوف ما تمر به مصر حاليا.. انه المستقبل والحاضر ودعني اسألك وهل سوف يحدث نوع من الفطام للشر داخل كل مصري؟ انك تعرف ان المشكلة أصبحت الان بين المصري واخيه ولعلي اتساءل هنا.. هل سوف يحدث هذا الفطام ونقف وقفة عقل كي نعرف الي اين نحن ذاهبون.. وبالله عليك من يقدم علي اقتحام وزارة الداخلية فهو يعمل ذلك لمصلحة من؟ ولمصلحة من وفاة هؤلاء الشباب؟ ان العقل هنا لابد ان يناقش نفسه.. وهذا يتطلب كذلك وقفة مع النفس.
وأين عقلاء الأمة والمطلوب تواجدهم وتدخلهم في هذه المرحلة؟
انهم موجودون.. ولكن السواد الاعظم فوضوي! وهذا السواد الاعظم يتسبب في كتمان اصواتهم وضياعها هباء.. وانت تعرف المثل الذي يقول ان الكثرة تغلب الشجاعة.
وكيف يمكن لنا تفعيل صوت العقل داخل المجتمع؟
دعني اقولك بصراحة.. المسألة النهاردة في حاجة الي مزيد من الحزم المنظم وغير العشوائي.
نريد منك ان تفسري لنا اكثر ما قصدك من لفظ الحزم المنظم؟
العقد المصري قد انفرط.. لذلك نريد اعادته الي حالته الاولي.. فكيف يحدث ذلك؟ ان البلطجية والسفلة لابد من مواجهتهم باحكام رادعة وليس مجرد كلام أو مانشتات صحفية.. وهنا أؤكد لك ان من يريد ان يمس امن هذا البلد فلابد وأن يُسحل وهنا نكون قد أوجدنا رادعا يعيد للانسان نفسه وعقله.. وبالتالي يعود الي مسيرة البناء وليس الهدم.
وهل في تصورك المشاكل الاقتصادية المتراكمة علي مدي كل هذه السنوات.. هي من عوامل انتشار هذه الفوضي؟
انا اعتبر ذلك نوعا من التبرير غير الحقيقي وهذا التبرير يجعل الباب مفتوحا امام هذه الفئة الهدامة.. اضف الي ذلك ان لدينا الان سيادة روح القطيع.
ومن المسئول عن وجود روح القطيع في نفوس هذا الشعب العظيم صاحب الحضارات الانسانية؟
ليس هناك مسئول بعينه.. بل انني اعتبره مناخا عاما.. بدءا من الفراش الي حاكم البلد. وتصور ان المدير الكبير قد تسيب فلابد ان الموظف الاقل منه سوف يصيبه ايضا نوع من هذا التسيب.. وهنا نحن نلغي عقولنا تماما. ودعني اضرب لك مثالا علي ذلك اذا ما نظرت في الشارع ورأيت تجمعا صغيرا من الناس للاسف تجد من يسارع للالتفاف حول هذا التجمع بدون مبرر أو داع.. وهكذا المظاهرات.
وهل التعليم والاعلام يتحملان جانبا من المسئولية؟
اقول لك.. انه التعليم.. ودعني اسألك متي كان في مصر ما يسمي الان بالدروس الخصوصية؟ انها ظاهرة لم تكن في مجتمعنا من قبل؟ واسألوا الجيل الماضي ورجاله ونساءه.. وأؤكد لك ايضا ان هذه الظاهرة تفشت في مصر منذ 51 أو عشرين عاما فقط.
وفي تصورك ما اسباب انتشار هذه الظاهرة المؤسفة؟
من اسبابها تكدس الفصول وقلة المعلمين.. من هنا لا يأخذ الطالب حقه في التعليم فيلجأ مع اسرته الي الدروس الخصوصية لتعويض هذا النقص في ظل هذا الغلاء الفاحش في اسعار هذه الدروس.. مثلا الموظف الذي يتقاضي مائتي جنيه في الشهر يدفعهم دروسا خصوصية.. عندئذ يضطر لاخذ الرشاوي كي يتمكن من أن يعيش.
وماذا عن الاعلام؟ وما مدي مسئوليته عن انتشار الفساد؟
الاعلام كان جبانا.. وهو الان بدأ يتحسن بعض الشيء.. وهناك في هذا السياق ضرورة أن يتم تطهير الاعلام من بعض رموزه السابقين.
وماذا عن سلوك الفضائيات؟
ليس لك عليها سلطان أو سيطرة.. لانه رأس مال خاص.. وانا اعتبرها سوسة تنخر.. صحيح فيه اناس شرفاء في هذه الفضائيات ولكن الاغلبية تسعي الي الربح علي حساب القيم والمبادئ والاخلاق فهناك برامج يقدمونها وانا اعتبرها كالتجارة الممنوعة.
وهل في تصورك الفضائيات مسئولة عما يحدث في مصر الان؟
الي حد ما.. ويتم ذلك لتحقيق اهداف بعينها يأتي علي رأسها اسقاط مصر التي هي قلب العالم العربي وعندما يقف القلب عن العمل سوف ينهار هذا العالم العربي وهم للاسف لا يستوعبون ذلك.
لن تسقط ابدا
وهل لديك إحساس بأن مصر سوف تسقط؟
ابدا.. لن تسقط.. ارض الانبياء لن تسقط.. ومصر المحروسة لن تسقط لان هذا البلد يحرسه الله تعالي وقد قالها ربنا في كتابه العزيز »ادخلوها بسلام آمنين«.
هل يمكن للاداء البرلماني الحقيقي ان يأخذ بيد هذا البلد نحو التقدم؟
نعم.. يمكن ذلك لو تخلي النواب عن شهوة الكلام، وشهوة المعارضة.. مع ضرورة التفكير بموضوعية في كل الأمور والقضايا والالتزام بالاداب العامة واداب الديمقراطية التي تمنع التعدي علي هيبة الاخرين حتي في داخل البرلمان.
وهذا مصدره عدم اتقاننا الديمقراطية؟
الديمقراطية الموجودة حاليا هي لافتات فقط.. وبالتالي مايزال امامنا المشوار طويلا من أجل ان نستوعب مفهوم هذه الديمقراطية.. وللاسف المفهوم السائد لدينا الان ان الديمقراطية تعني ان احدثك باستخفاف وسخرية! من هنا يجب علينا ان نلتزم باداب الحديث والنقد البناء.
ومتي سيكون لدينا هذا المفهوم الديمقراطي الذي تتمنينه؟
عندما تقف مصر علي اقدامها اقتصاديا ونفسيا حتي قبل الاقتصاد.
دعينا نختتم مجريات هذا الحوار بسؤال عن اخر اخبارك الفنية؟
هو فيه الان فن؟ احنا في ايه ولا في ايه.. ومع ذلك اقولك ان اخر اخباري انه تم تعييني نائب رئيس الهيئة العربية للمسرح
وان الذي عينني سمو الأمير سلطان القاسمي وحيثيات هذا الترشيح يتمني اي انسان ان تكون حيثيات تعيينه بهذا الشكل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.