كل ما تريد معرفته عن جولة الإعادة في انتخابات النواب    وزيرة التضامن: تعاون مع البنك الدولي لتنفيذ برامج الحماية الاجتماعية    وزير العمل والبنك الدولي يبحثان تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتشغيل    نزع ملكية بعض الأراضي لإنشاء مرحلة جديدة من الخط الرابع لمترو الأنفاق    أول رد من الأوقاف الفلسطينية على حرق مستعمرين إسرائيليين لمسجد بمنطقة سلفيت    وزير الخارجية ونظيره التركي يؤكدان دعمهما القوي للشعب الفلسطيني وتخفيف معاناة قطاع غزة    مواعيد مباريات الخميس 13 نوفمبر - انطلاق الملحقين الإفريقي والآسيوي.. وتصفيات أوروبا    مبابي يوجه رسالة لمواطنه أوباميكانو قبل مواجهة أوكرانيا    مسيَّرات لرصد المخالفين في موسم الحج وإطفاء الحرائق    إما أن تكون فرعونيًّا أو عربيًّا!    وزيرا التعليم العالي والأوقاف يبحثان تعزيز التعاون بين الوزارتين واستثمار بنك المعرفة المصري لدعم الأئمة والدعاة    وزيرا الكهرباء والبيئة يبحثان التنسيق والعمل المشترك في قضايا البيئة والطاقات المتجددة والموارد الطبيعية    قوارب تهريب المخدرات تثير أزمة بين واشنطن ولندن.. ووزير خارجية أمريكا يعلق    الاستعانة ب 12 سيارة من الشركة القابضة بالإسماعيلية ومدن القناة لسرعة شفط مياه الأمطار ببورسعيد    روبيو: واشنطن لا تتطلع لإدارة قطاع غزة    نائب رئيس الوزراء وزير الصحة يُطلق الاستراتيجية الوطنية للأمراض النادرة    17 مليار جنيه صافي أرباح المصرية للاتصالات خلال أول 9 شهور من 2025    سعر الدينار الكويتى اليوم الخميس 13 نوفمبر 2025 أمام الجنيه    موعد مباراة فرنسا وأوكرانيا في تصفيات كأس العالم والقناة الناقلة    كريستيانو رونالدو يعلق على صافرات الاستهجان المرتقبة ضده من جماهير أيرلندا    علاء نبيل: نعمل على تسهيل احتراف الهواة    الرئيس يوافق على إصدار قانون الإجراءات الجنائية الجديد    التعليم تعلن شروط التقدم والفئات المسموح لها أداء امتحانات الطلاب المصريين بالخارج    رابط التسجيل للتقدم لامتحانات الطلبة المصريين فى الخارج 2026    تشييع جثمان زوجته أُنهي حياتها خنقا علي يد زوجها بالمنوفية    توقف حركة الملاحة والصيد بميناء البرلس لسوء الأحوال الجوية    استئناف حركة الطيران فى مطار الكويت الدولى بعد تحسن الأحوال الجوية    تراجع سعر الجنيه الاسترلينى أمام الجنيه المصرى بداية تعاملات اليوم الخميس 13-11-2025    خبراء: المتحف المصرى الكبير يحقق أرباحًا اقتصادية وسياسية    البرتقال بكام فى أسواق الخضار والفاكهة اليوم الخميس 13 -11-2025 فى المنوفية    طريقة عمل البطاطا بالكاسترد بمذاق لا يقاوم    وزارة الصحة: تطوير التدريب الطبي المستمر ورفع كفاءة مقدمي الخدمة الصحية    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 13نوفمبر 2025 فى محافظة المنيا    رئيس الوزراء يقرر تجديد ندب القاضى حازم عبدالشافى للعمل رئيسًا لمكتب شئون أمن الدولة لمدة عام    استمرار امتحانات منتصف الفصل الدراسي الأول بهندسة جنوب الوادي الأهلية    من عثرات الملاخ وتمرد عادل إمام إلى عالمية حسين فهمي، قصة مهرجان القاهرة السينمائي    إنهاء أطول إغلاق حكومى بتاريخ أمريكا بتوقيع ترامب على قانون تمويل الحكومة    الصحة: خلو مصر من التراخوما إنجاز عالمي جديد.. ورؤية الدولة هي الاستثمار في الإنسان    10 صيغ لطلب الرزق وصلاح الأحوال| فيديو    صاحب السيارة تنازل.. سعد الصغير يعلن انتهاء أزمة حادث إسماعيل الليثي (فيديو)    استخراج الشهادات بالمحافظات.. تسهيلات «التجنيد والتعبئة» تربط أصحاب الهمم بالوطن    «سحابة صيف».. مدحت شلبي يعلق على تصرف زيزو مع هشام نصر    الولايات المتحدة تُنهي سك عملة "السنت" رسميًا بعد أكثر من قرنين من التداول    أمطار تضرب بقوة هذه الأماكن.. الأرصاد تحذر من حالة الطقس خلال الساعات المقبلة    حبس المتهمين بسرقة معدات تصوير من شركة في عابدين    احسب إجازاتك.. تعرف على موعد العطلات الدينية والرسمية في 2026    إعلام: زيلينسكي وأجهزة مكافحة الفساد الأوكرانية على شفا الحرب    القيادة المركزية الأمريكية: نفذنا 22 عملية أمنية ضد "داعش" طوال الشهر الماضي    غضب واسع بعد إعلان فرقة إسرائيلية إقامة حفلات لأم كلثوم.. والأسرة تتحرك قانونيا    الاحتلال الإسرائيلي يشن سلسلة اقتحامات وعمليات نسف في الضفة الغربية وقطاع غزة    أبو ريدة: سنخوض مباريات قوية في مارس استعدادا لكأس العالم    فيفي عبده تبارك ل مي عز الدين زواجها.. والأخيرة ترد: «الله يبارك فيكي يا ماما»    خبير لوائح: قرارات لجنة الانضباط «تهريج».. ولا يوجد نص يعاقب زيزو    محمود فوزي ل"من مصر": قانون الإجراءات الجنائية زوّد بدائل الحبس الاحتياطي    قد يؤدي إلى العمى.. أعراض وأسباب التراكوما بعد القضاء على المرض في مصر    قصر صلاة الظهر مع الفجر أثناء السفر؟.. أمين الفتوى يجيب    رئيس الإدارة المركزية لمنطقة شمال سيناء يتفقد مسابقة الأزهر الشريف لحفظ القرآن الكريم بالعريش    انطلاق اختبارات «مدرسة التلاوة المصرية» بالأزهر لاكتشاف جيل جديد من قراء القرآن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشاعر حسام نصار وكيل أول وزارة الثقافة يصرخ :
سمعة الثقافة المصرية بالخارج .. في خطر
نشر في الأخبار يوم 28 - 01 - 2012

بعد مكالمة تليفونية التقينا في مكتبه.. وعندما قابلته لاحظت حزنا بالغا علي وجهه.. اتضحت معالمه بشدة حينما بدأنا نتحدث للحظات قبل أن يدور شريط التسجيل خاصة عن الشأن الثقافي وما تتعرض له مصر وحضاراتها الآن من هزات داخلية وخارجية. ولما أنهيت معه هذا الحوار أخبرته بأنني سوف أشير في المقدمة عما شاهدته من ملامح أحزانه.. فزاد علي ما طلبت منه بقوله: بل أرجوك أن تذكر انني لست حزينا فقط، بل وأشعر باليأس والبؤس كذلك، ونظرا لأنني بعدما تركته قد أفرغت ما في شريط التسجيل من كلمات قالها لي حسام نصار وكيل أول وزارة الثقافة للعلاقات الخارجية. عرفت فعلا لماذا هو حزين الي هذه الدرجة بل وشعر باليأس والبؤس في آن واحد. وحتما سوف تشعرون معي بما لحظته من حالة نفسية غير طيبة تكسو وجه شاعرنا حسام نصار والذي يحمل فوق اكتافه منذ اكثر من ثلاث سنوات مسئولية فتح نافذة الثقافة المصرية والتي تطل منها علي الخارج والتي ايضا يتطلع العالم من خلالها ضمن آليات أخري عديدة الي حضارة وثقافة مصر في الحاضر والماضي وفي المستقبل ايضا. ولاشك ايضا ان الوقوف علي المزيد من التفاصيل من خلال الاستماع لما جاء في هذا الحوار علي لسان حسام نصار سوف يوضح ذلك واكثره فتعالوا الي التفاصيل والتي نبدأها بهذا السؤال المهم.
جئت إليك وأنا احمل هموما كبيرة تتعلق بالشأن الثقافي خاصة ما يرتبط بنظرة العالم الخارجي لمصر وثقافتنا اليوم.. ولذلك أسألك في هذا السياق أين موقع الثقافة المصرية في العالم الخارجي الآن؟!
الثقافة المصرية في الخارج تعاني الآن معاناة شديدة جدا. وسببه نقص الميزانية. وكنت من أوائل المسئولين بالوزارة الذين قدموا رؤية استراتيجية مكتوبة ومتكاملة للعمل الثقافي المصري في الخارج.
وهل حدث ذلك قبل الثورة؟!
طبعا من قبل الثورة. هذه الورقة التي تحمل الاستراتيجية التي أحدثك عنا نشرت في نوفمبر عام 0102. من أجل أن تكون بمثابة رؤية مستقبلية متكاملة. تهدف الي تبادل ثقافي علي مستوي عال وتحقيق الريادة الثقافية والحضارية التي تتمتع بها مصر. وللأسف حتي اليوم لم ينظر فيها أحد!!
وهل لم تواصل محاولتك من أجل تفعيل هذه الرؤية؟!
واصلت هذا الجهد وفي كل الاتجاهات.. لقد أرسلتها لكل الصحفيين ووزارة الخارجية وقيادات وزارة الثقافة، ثم المجلس الأعلي للثقافة. ليس ذلك فقط بل لدي وزارة مالية نسخة من هذه الاستراتيجية وفي آخر الأمر عندما زهقت نشرتها علي الفيس بوك من اجل ان يطلع عليها كل الناس.
المعوقات.. المعوقات
وما معوقات تنفيذ هذه الاستراتيجية؟!
إنه لم يقرأها أحد، اضافة الي الميزانية ونقصها. ان قطاع العلاقات الثقافية والمسئول عن تصدير الثقافة المصرية للعالم كله ومن ثم تصدير ثقافة الخارج الي مصر.. يطلب فقط من أجل تحويل هذه الاستراتيجية الي افعال 61 مليون جنيه!.. ونحن نطالب بكل ذلك منذ 6 سنوات. ولا أحد يتحرك والي الآن.
وهل عدم توافر هذه الأموال هو المسئول عن حالة التراجع الذي بدأنا نلحظه في مجال انعاش الثقافة المصرية في الخارج خاصة في ظل الأوضاع الجديدة؟!
بكل تأكيد. ذلك لأن لدينا طرحا ثقافيا كبيرا ومتنوعا. وأنت تعرف أن لدينا منظومة ثقافية داخلية مختلفة. ولذلك سعينا كثيرا لتسويق ثقافة مصر في الخارح من أجل الحصول علي المزيد من تأييد الرأي العام العالمي المساند لمصر وقضاياها. وفي ظل ضيق الميزانية الحالية وعدم اعتماد المبلغ الذي طلبناه والذي ذكرته لك من قبل وهو 61 مليون جنيه، بدأنا في عمل مثل اسبوع ثقافي مصري مشترك في دولتين معا. ورغم هذا التضييق فإننا مازلنا اصحاب صوت عال ثقافيا في العالم بدليل هذا الاحترام الشديد الذي تلقاه العلاقات الثقافية الخارجية سواء داخل مصر أو خارجها.
هذا الحديث يجعلني متفاعلا معك فيما تتحدث عنه.. لذلك أسألك وما الميزانية الحالية التي تتعامل من خلالها من دون هذه الملايين الستة عشر؟!
ان المتاح لي من شهر يناير الحالي وحتي شهر يونيو لا يتعدي مليون جنيه! وبطبيعة الحال هناك أنشطة كثيرة تخلينا عنا بسبب هذا الضيق المادي.
وهل هذا المبلغ.. تراه كافيا لأداء دور العلاقات الثقافية.. خلال هذه الأشهر الستة؟!
إننا قد أعددنا أنشطتنا الثقافية خلال هذه الفترة في ظل هذا المبلغ الضئيل.
إذن نستطيع أن نقول مرة أخري أن هذا المبلغ الضئيل قد تسبب في تعطيل أنشطة ثقافية متعددة.. فهل هذا صحيح؟
طبعا. لقد أصبحنا نعتذر عن أنشطة كثيرة لا نستطيع تنفيذها في ظل هذه المبلغ الضئيل. من هنا دعني أقول لك أنا لا أعرف ماذا أقول في ظل ما أعاني منه الآن.
دعنا نسألك كأديب وكشاعر مصري؟ كيف يمكن لنا الآن وقبل الغد أن نقيل الثقافة المصرية مما تعاني منه، داخليا وخارجيا؟
الداخل والخارج له رؤية واحدة يقوم علي مبدأ الآخر المعرفي.. فالآخر في الداخل هو نفسه الاخر في الخارج. ذلك لأننا قد اصبحنا أردنا ذلك أم لم نرد من الأمم ذات تعدد الأطياف الثقافية. وهذا لا يضيرنا في شيء. فلدينا تنوع لغوي وأيديولوجي. وبالتالي أصبح علينا أولا الاعتراف بهذا الآخر وبأننا لا يمكن ان نفصله عن النسيج الوطني لأننا جميعا مصريون. فلدينا اقباط ونوبيون وأهل سيناء وأمازيغ. بالاضافة الي لدينا كذلك تيار سلفي واخواني ولدينا يسار ويمين وليبراليون هذا التنوع الثقافي عايز أقولك.. هو الذي يعطي لمصر ثراءها في الداخل والخارج. من هنا يجب علينا ان نحترم هذا الآخر وخصوصيته
وماذا سيحدث لنا ان لم نسرع من أجل تطبيق هذه الرؤية المعارفية أو الثقافية؟!
سوف يحدث نوع من الطغيان تجاه كل أفرع الثقافة.. اذ ستحاول كل جهة من الجهات التي ذكرتها لك من قبل والمشاركة في الحكومة التفاني في السيطرة علي الآخر. اذن نريد ان نتيح لكل الأطياف عرض افكارها الثقافية. والجمهور هنا هو الحكم. وهذا يتطلب الابتعاد عن الفرمانات إياها.. فأنا ضد كذا وكذا.
هذه الورقة الاستراتيجية التي تضم رؤاك الخاصة بعمل العلاقات الثقافية. هل كنت سوف تتمكن من تنفيذها لو قبلت منصب وزير الثقافة والذي عرض عليك مؤخرا؟!
أرجوك لا تدخلني في هذه المسألة.. وحتي لا تخلق نوعا من الحساسيات.
أنني أقصد بسؤالي السابق.. أنك كنت تستطيع الوصول الي ما تريده بشأن ما حدثتنا عنه لو كنت وزيرا للثقافة.. فلماذا لا تريد أن تحدثنا عن ذلك؟!
أرجوك ألا تدخلني في متاهات. إنني الآن في هذا الموقع.. كرجل مصري أقوم بواجبي.
طيب.. دعنا من السؤال السابق وتهربك من الاجابة عنه.. وأسألك من جديد.. كيف السبيل لتحقيق هذه الاستراتيجية الموجودة لرفع شأن الثقافة المصرية في الداخل وفي الخارج؟!
أولا ضرورة اعتماد هذه الاستراتيجية أو حتي مناقشتها ربما لتعديلها أو لاضافة بنود أخري أو رؤي أخري.
وماذا عن رؤية وزير الثقافة السابعة والحالي لم تتحدث عنه؟!
الكلام ده في ورق رسمي كان معروضا عليه.
وأين الفعل؟!
لا أعرف.. أرجوه تسأله!
ألم تسأل لماذا لم يتم الاستجابة لك؟!
هسأل أقول ايه؟! الورق موجود ومتاح لدي الجميع. ليس ذلك فقط، بل هذه الاستراتيجية تم عرضها علي كل مثقفي مصر من خلال المجلس الأعلي للثقافة. وعايز أقولك في هذا السياق أنك لا تستطيع أن تكون خصما وحكما في آن واحد.
وحتي لا يتهمك أحد بالتقصير في هذه المهمة.. كيف يمكن تفعيل ما تدعو اليه بشكل قومي؟!
كل الذي استطيع فعله في ظل هذه الظروف، أن أتواكب مع الامكانيات المتاحة. وأحاول أن أعمل منها قدرا من التأثير رغم انخفاض هذه الميزانية. وعلي فكرة لا استطيع أن أفعل اكثر من ذلك!
ألم تفكر في مقابلة الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء لحل هذه المشاكل؟!
هذه ليست من مسئوليتي..
الوزير الجديد
وماذا عن موقف الدكتور شاكر الوزير الجديد؟!
لم يمض في منصبه إلا شهر واحد.. وقد طلب الأوراق من كل القيادات وأرسلنا له ذلك. وعايز اقولك ان الدكتور عماد أبو غازي قبل توليه منصب الوزير وعندما كان مسئولا في الوزارة مثلنا كان من أشد المتحمسين لها.. وهو الذي تقدم لعرضها علي فاروق حسني الوزير الأسبق.
وماذا حدث عندما تولي الوزارة؟!
لا أعرف.. ويمكن مصر كلها اتلخبطت فيها الأحداث.
وهل لم تفكر في عمل اكتتاب شعبي بين المثقفين من أجل تحقيق ذلك؟!
لقد طلبت تنفيذ هذه الخطوة في ورقة الاستراتيجية.. ولما كانت هذه الخطوة غير متاحة في اللائحة الخاصة بداخل الوزارة.. طلبت فتح هذه اللائحة حتي اتمكن من تحقيق هذه الخطوة.. ويتم كل ذلك خارج ميزانية وزارة الثقافة.
وهل لم تفكر كذلك في التعاون مع وزارة الآثار؟!
عايز أقولك أن هناك مجالات تعاون متعددة بين قطاع الثقافة الخارجية وبين عدة وزارات منها الآثار والسياحة ومع الاسواق والمعارض. وهذه الجهات أحيانا تساعدنا لتحقيق بعض ما نطلبه.
معني ذلك أن هناك حالة اقتناع واسعة تجاه هذه الجهات لدور قطاع الثقافة الخارجية؟!
طبعا.. هذا الاقتناع موجود بالفعل. لأننا استطعنا أن نحقق رؤية وتصورا لما تقوم به لخدمة الثقافة المصرية.. وعايز اقولك اكثر من ذلك أن رغم ضيق الميزانية فإننا ما زلنا نقوم بأدورنا المطلوبة.
الثقافة المكتوبة
دعني اقولك في هذا السياق.. واين الثقافة المكتوبة من ترويج الثقافة المصرية في الخارج؟!
في داخل هذا التصور والذي تحويه هذه الاوراق التي بين يديك الآن أشرنا الي ذلك وبقوة.
إنني قصدت أن أسألك هذا السؤال لأن هناك انطباعا يقول ان دور قطاع الثقافة الخارجية ينحصر في الترويج للفن المصري دون غيره. فهل هذا صحيح؟!
لقد نقدنا هذه الخطوات من تلقاء انفسنا وقلنا ان لدينا 05٪ من الميزانية تصرف علي الفنون الشعبية والتراثية. واكدنا ان ذلك جيد ومهم. ولكن علينا من خلال ال05٪ الأخري الترويج لكل أنواع الثقافة.
وماذا عن رؤيتك الخصصة فيما يرتبط بتسويق الثقافة المصرية المكتوبة.. ووسائل هذا التسويق؟!
مبدئيا لدينا مشروع مهم نسميه بالترجمة العكسية.. وهو فرصة لعرض انتاج ادبائنا في الخارج.. مثلا أن يأتي الينا مبدعو العالم في مقابل سفر مبدعين مصريين الي بلاد هؤلاء المبدعين الذين سوف يأتون الينا. كذلك يأتي في اطار هذه الفكرة تطبيق ما حدثتك عنك من قبل وهو ما أسميته بالترجمة العكسية. وايضا لا أحد يسمع أو يستجيب. من هنا دعنا نسألك.. كيف يمكن للأدب المصري أن يصل الي هؤلاء.. هنا لا يكون امامنا من سبيل سوي الاجتهاد والاتصالات الشخصية والصدفة.
ألم تفكر في اقامة ندوة أو ندوات من خلال هذا القطاع الحيوي لتسويق الثقافة المصرية بعد الثورة؟!
أننا بالفعل قد أقدمنا علي هذه الخطوة. إننا وفي هذا السباق نعتبر أول من سوق الثورة المصرية ربما بعد انطلاقها ونجاحها بشهد واحد. ففي شهر فبراير من العام الماضي أقمنا العديد من الأنشطة لتحقيق ذلك.. وفي هذا السياق ايضا دعني احدثك عن ضرورة فتح دماء جديدة في القطاع.
نريد أن نعرف منك عدد فريق العمل الذي تستعين به داخل قطاع الثقافة؟!
الكتلة الحرجة والمؤثرة عددها 03 شخصا فقط. وهؤلاء هم الذين يقودون مسيرة نشر الثقافة المصرية في الخارج.
وهل هذا العدد يكفي؟!
لأ.. طبعا. وحتي قدراتهم اللغوية ليست موجودة بالشكل الذي أرضي عنه ويساهم في نجاحهم في هذه المهام.
وهل لديك تصور خاص بهذه العمالة؟!
موجود في اطار اعادة هيكلة كاملة للقطاع.
نلاحظ ان هناك وكما سألتك من قبل توجد هيئات وأجهزة في الدولة تستفيد من هذا القطاع. ومع ذلك يضعون العقبات أمام هذه الهيئات.. فهل هذا صحيح؟
تمام جدا.. وأطالب في هذا السياق بضرورة تغيير اللائحة. خاصة من خلال جلسات البرلمان القادم. حتي نعطي فرصته كبيرة لمزيد من النشاط للقطاع ولتمويله سواء من ميزانية وزارة الثقافة أو من مساهامت الجهات التي تري في القطاع دورا مهما لها. ليس ذلك فقط، بل لابد وان تغيير صياغة دور هذا القطاع بما يناسب دوره. وفي هذا السياق هناك في العالم كله ما يسمي بالمجلس الأعلي للعلاقات الثقافية. وهذه الدول تقدر ثقافتي حق تقدير ولذلك تولي اهتماما كبيرا. بالتفاعل الثقافي الخارجي مع الدول الأخري. الهند لديها ذلك وكذلك الصين.
فهل انت تعاني من عدم تعاون جهات بعينها في الداخل لأداء مهمة هذا القطاع؟!
عايز أقولك.. أن لدي ميزة خاصة وهي ان احدا لو وضع لي طوبة في طريق أحاول تجنبها ولا اصطدم بها. من هنا اقولك ايضا ان لدي سيناريوهات جاهزة التنفيذ وفي كل الأحوال. وبالتالي فمن الصعوبة علي جهة ما ان تتسبب في ايقافي. وأنا طول عمري كده حتي من قبل دخول ميدان الثقافة. انهم وقد اطلقوا علي »اسم البلدوزر«.
الأسابيع الثقافية
نعود مرة أخري للحديث عن الأسابيع الثقافية باعتبارها من النوافذ جيدة التهوية للثقافة المصرية وأسألك.. هل لديك خطة خلال هذا العام في هذا الاطار وبإمكانياتك المحدودة؟
امكانيات الموجودة لا تستطيع أن تقيم اكثر من اسبوعين أو ثلاثة علي مدي العام كله. وعايز أقولك منذ فترة أقمنا اكثر من 3 اسابيع ثقافية مصرية في الخارج وقت توافر الامكانيات. وايضا في الداخل ايضا من اسوان الي الاسكندرية.
من هنا أعود أقولك.. الميزانية شيء مضحك.
وهل ذلك كله في تصورك يمثل خطورة علي تصدير الثقافة المصرية للخارج؟!
وماذا تعني بهذا السؤال..
أقول لك مرة أخري.. هل تري ان تحجيم دور هذا القطاع في ظل ما يعاني منه من مشاكل يمثل نقطة سوداء لانطلاق الثقافة المصرية. في الخارج خلال السنوات القادمة؟!
طبعا. هذا يهددها.. ودعني أضرب لك مثالا واحد. في هذا السياق.. امامك من يراك في صورة ذهنية معينة، ولم تسع لتصحيحها أو توضيح ما غمض من ملامحها.. وقد واجهنا هذا الموقف في زيارتنا لارمنيا وجورجيا. عندما اكدوا لي انهم لم يكونوا يعرفون مصر بهذه الحضارة وهذا التقدم الثقافي. وبالتالي اذا لم نسارع من أجل تغيير وتسويق صورتنا الثقافية الحقيقية فسوف تظل صورة مصر المرتبطة بالجمل والاهرامات هي الماثلة في أذهان معظم دول العالم! ليس ذلك فقط. بل دعني أحدثك عما جري في مصر اثناء ثورة 52 يناير. لقد بهرنا العالم. وللأسف لم نستطع أن نكمل مشوار هذا الانبهار. لأننا لم نستطع إخراج هذا المشهد بالصورة التي تليق به.
دعني أوجه اليك هذا اللوم وأقول.. إنها مسئوليتك أمام ضميرك والتاريخ. فماذا تقول؟!
ماذا أفعل امام كل هذه الصعاب. ولأنني رجل وطني أحب مصر فلو أعطيتني عربة بطاطا سوف اشتغلها لك مادامت في حب مصر. وهذه هي مهمتي الوطنية. وفي هذا الاطار أطالب بضرورة تغيير اللائحة الادارية الخاصة بتشكيل قطاع الثقافة الخارجية. وتعرف انني في ظل هذه اللائحة لا استطيع أن أوقع علي شيك. واذا ما تعطل تليفون المكتب لا تستطيع إصلاحه الا بالرجوع للوزارة.
وهل تتصور في ظل ما حكيت عنه أنفا أن تحجيم دور قطاع العلاقات الثقافية الخارجية مقصود؟!
لا أعرف!!
وهل يتم عن عدم فهم؟!
لا أعرف!! وعلي فكرة اذا ما أخذت اتفرغ للسؤال هنا وهناك فلن نعمل! وأنا أريد فقط أن أعمل لصالح مصر. وتحت أي ظرف وفي ظل أية امكانيات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.