لواء أركان حرب عبدالمنعم سعيد إن تاريخ الجيش المصري يمتد الي آلاف السنين ويرتبط ارتباطا وثيقا بتاريخ مصر ذاتها التي قدمت للعالم أجمع من موقعها في قلب العالم العربي حضارة راقية تولي بناءها الشعب المصري من المدنيين والعسكريين علي حد سواء. فمنذ فتحت الدنيا عيونها علي كهنة المصريين القدماء في هليوبوليس ومنف وطيبة وأساقفة الكنيسة بالاسكندرية وشيوخ الازهر الشريف بالقاهرة حيث كان الايمان راسخا وحاملا رسالة حضارية قامت بدور فعال في المقام الاول لتحقيق الامن والسلام ولا يستطيع أحد أن ينكر ان جيش مصر حمي الحضارة الانسانية كلها عندما تصدي للزحف المغولي في القرن الثالث الميلادي الذي حاول أن يمتد ويكتسح مناطق شاسعة جنوب أوربا الشرقية ووصل الي أسوار فيينا ولم يعرف هذا الطوفان التوقف الا عند عين جالوت عام 0621م عندما تصدي له الجيش المصري وسقي المغول كأس الهزيمة لأول مرة في تاريخهم.. ويمتد تاريخ الجيش المصري ملبيا لنداء الواجب حاميا وقائما بالدور الرائد والرائع الذي قامت به مصر من خلالها جيشها الباسل لاخراج اليمن الشقيق من موقعه الذي انكب فيه علي نفسه عدة قرون ولا تزال شواهد القبور العديدة هناك شاهدا حيا علي الدماء المصرية الزكية التي سفكت من أجل رسالة الحق والعدل التي يؤمن بها المصريون عبر العصور حيث سطرت الملاحم كفاحه ونضاله من أجل حماية أرض الوطن من أي تدخل أجنبي محققا الاستقرار بالمنطقة ومشاركته دول العالم ليعم السلام والأمن كل بقاع الارض.. ان تاريخ الجيش المصري في التاريخ القديم والحديث هو مفخرة لكل مواطن مصري سواء ساهم أو قرأ عن الانجازات التي حققها جيش مصر في تاريخه البعيد أو القريب علي حد سواء.. ان القوات المسلحة المصرية وقفت موقفا بطوليا كعادتها في ثورة 52 يناير الباسلة حيث انضمت الي الشباب والشعب وأيدت ثورتهم ورفضت الاشتراك في اخمادها.. ولا يمكن لجاحد أن ينكر ما قامت به القوات المسلحة المصرية من تلبيتها للكثير والكثير من مطالب الشباب وتحقيقها علي أرض الواقع واحترمت حق التظاهر السلمي وامتنعت عن استخدام العنف ضد المتظاهرين.. كما ساهمت في علاج المصابين وأتاحت لهم حرية التعبير عن الرأي في كل وسائل الاعلام ووضعت خريطة طريق محددة وواضحة تحقق فيها مطالب الشعب المشروعة في انتخابات حرة لاول مرة في تاريخ مصر الحديث لاختيار أعضاء مجلس الشعب ومجلس الشوري وتستعد للاستفتاء علي دستور جديد للبلاد وانتخاب رئيس الجمهورية قبل ان تسلم الراية قبل 03 يونيو القادم.. شكرا للقوات المسلحة المصرية التي ساهمت في الحفاظ علي المواد التموينية اللازمة بالاسواق وفتحت مستشفياتها لعلاج المصابين وأمنت الاهداف الحيوية وكل مراحل العملية الانتخابية ولا يمكن لاحد ان يقلل من اسهامات القوات المسلحة المصرية في السيطرة علي أمن البلاد في هذه الظروف غير الطبيعية.. حفظ الله مصر وشعبها ليحقق حكما ديمقراطيا سليما يؤمن بالحرية والمساواة بين المواطنين.. وعاشت مصر وجيشها العظيم.