بقلم: وليد الزبيدي ذات الغبار الأسود ، الذي لا يختلف عن برنامج المغول في تدمير البنية المعرفية والاجتماعية، عن الذي فعله الغزاة الاميركيين، رغم المسافة الزمنية البعيدة بين الغزويين الشريرين ( 1258 الغزو المغولي - 2003 الغزو الاميركي). صحيح ان الغزاة الاميركيين والغزاة المغول يشتركون في برنامج حقد اسود لا مثيل له في التاريخ ضد ابناء العراق، وصحيح ان الاميركيين بلا اصل، اي لا تاريخ ولا حضارة لهم، فهم لقطاء العصر من السراق والمجرمين واللصوص، الذين هرب اجدادهم الى القارة الجديدة، قبل عدة مئات من السنين، ولا يختلفون عن المغول، الذين انتهوا نهاية سوداء، وان تاريخهم لا يحمل شيئا من الفكر والمعرفة، وكل ما لديهم من شارات هو القدرة على القتل وتدمير الشعوب وتخريب البلدان، ويتطابق الجذر المغولي والاميركي، ويتشابهان في كل شيء، وعلى ارض بغداد، حاول الاميركيون تقليد المغول في تدميرهم لبغداد والعراق. فالمغول توجهوا الى المكتبات ودور العلم والعلماء والمفكرين، وحاولوا القضاء على هذين المرتكزين الهامين، اي النتاج الفكري والمعرفي، والرجال الذين يطورون المعرفة، فقتلوا وأحرقوا ورموا كل شيء في نهر دجلة. والغزاة الاميركيون، اتجهوا مباشرة الى المتحف العراقي وفتحت دباباتهم أبوابه بقذيفة مدفع، ودربوا مجاميع النهب والسلب والحرق، ومثل هذه المجاميع توجهت الى المكتبة الوطنية، وفي الوقت نفسه، باشرت المجاميع الاجرامية، التي جاءت مع الغزاة الاميركيين، وتلك التي التحقت بهم بعد اسابيع، بتنفيذ عمليات تصفيات واسعة بحق العلماء والضباط والطيارين والمفكرين واساتذة الجامعة ووجهاء المجتمع، كما ان قوات الغزو الاميركي، قد باشرت فورا باعتقال عشرات الالاف من خيرة ابناء العراق ليبدأ مسلسل التعذيب والاذلال والاهانة على ايدي عشرات الالاف من جنود وضباط ورجال مخابرات اميركيين، وكل هؤلاء لا تنسى سحناتهم وملامحهم عيون صقور العراق، فقد أرسلوا عشرات الالاف من هؤلاء المجرمين على شكل مجانين مخبولين في اميركا، واكثر من مائتي الف معاق، وعشرات الالاف من القتلى، ولم يتمكنوا من ايقاف العلم والمعرفة وان حاول العملاء تخريب ذلك وفق برامج واضحة ودقيقة.