جلال عارف هذه الجريمة يجب أن تتوقف فوراً. الرد علي المجزرة التي حدثت في »ستاد بورسعيد« يكون بكشف الحقائق والإمساك بكل الشركاء في الجريمة والقصاص العادل لدماء الشهداء، وليس بحملة الكراهية المشبوهة التي يتم توجيهها ضد كل أبناء بورسعيد، ومعاملتهم كأنهم أعداء لهذا الوطن الذي افتدوه بأرواحهم، وقدموا له ما لم يقدمه غيرهم علي مدي التاريخ الذي نعرفه! بورسعيد هي »نوارة« المدائن المصرية.. لا يمكن أن نسمح بأن تكون هي المطالبة بدفع ثمن الجريمة البشعة التي نعرف جميعا من صاحب المصلحة فيها ومن المستفيد منها!!.. ليست بورسعيد هي من ترك مراكز القوي في النظام السابق تمارس فسادها في الأرض حتي الآن، وتستمر في التآمر علي الثورة بلا قيود! وليست بورسعيد هي من ترك البلطجية في الشوارع ووضع الثوار في السجون. وليست بورسعيد هي المسئولة عن تقصير الأمن أو تواطؤ ولا عن تمهيد الطريق لكي تتم المذبحة في حراسة الشرطة!! الآن يراد للمأساة أن تكتمل، وأن نفتح الباب لحرب المدن. الآن تتنامي دعوات الكراهية لبورسعيد وأبنائها، تمنع السيارات التي تأتي بالمواد الغذائية من الوصول للمدينة. يتم تحطيم السيارات التي تحمل لوحات معدنية من بورسعيد إذا خرجت من هناك. تعاقب المدينة بالمقاطعة ويتلقي أهلها التهديدات بالانتقام. تحملت بورسعيد ما هو أكثر من ذلك قبل الآن، ولكنه كان يجيء من الأعداء وليس من أبناء الوطن!! أبناء بورسعيد هم الذين أمسكوا بأول خيوط المؤامرة، وهم الذين قبضوا علي أول المتهمين في المذبحة، وهم الذين كشفوا أركان النظام السابق الذين تركناهم يسرحون ويمرحون ويحرضون ويتآمرون علي الثورة ويدبرون للمذبحة، أبناء بورسعيد يعرفون جيدا أنهم ضحايا للفساد السياسي والبلطجة والانفلات الأمني الذي كان قبل الثورة وتضاعف - للأسف الشديد- بعدها. والضحايا من أبناء بورسعيد غير مستعدين لتسديد الفواتير لتبرئة القتلة. أشعر بالخجل وأنا أكتب هذه الكلمات. هل جاء اليوم الذي نخشي فيه من حرب المدن في وطننا؟ هل جاء اليوم الذي نضطر فيه لأن نقول إنها جريمة أن نضع مدينة بأكملها محل اتهام عن مأساة نعرف جميعا من ارتكبها ومن صاحب المصلحة فيها؟ هل جاء اليوم الذي نضطر لأن نقول لمن يقودون حملات الكراهية ضد بورسعيد وأبنائها: مهلا أيها السادة. هذه مدينة كل بيت فيها قدم شهيدا للوطن. كل حارة فيها سالت فيها الدماء أنهارا من أجل أن نعيش أحرارا. هذه مدينة كانت تدمرها الحروب كل عشر سنوات ومع ذلك لم تشك، ولم تتوقف عن النضال ولا عن تقديم الشهداء. رغم المرارة والاحساس بالظلم. كان أبناء بورسعيد خلال الأيام الماضية يشكلون درعا بشريا يحمي مبني هيئة قناة السويس بعد التهديدات الاجرامية التي وجهت لها، والتي توضح حجم المؤامرة التي لا تستهدف بورسعيد، بل مصر وثورتها، لم يكن ممكنا ان يتركوا العابثين يقتربون من القناة التي حرروها بدمائهم. كانوا يحمون مبني القناة، وكان البعض - في نفس الوقت - يمنع السيارات القادمة بالغذاء والدواء من الوصول لمدينتهم!!.. أوقفوا هذا العار!1