الأهالي: إقامتنا في المگان أصبحت نقمة أصحاب المحالات: فقدنا مصدر رزقنا وتعرضنا للسلب والنهب أحاطت الجدران الخرسانية وزارة الداخلية وحاصرت المبني لفصل المتظاهرين الذين يشنون هجوهم علي قوات الامن مستخدمين الطوب والحجارة وزجاجات المولوتوف ردا علي استخدام القوات للقنابل المسيلة للدموع .. وخلف هذة الحوائط الخرسانية ينتشر رجال الشرطة والجيش لتأمين مبني الداخلية من جميع الاتجاهات مدعمين بالسيارات المصفحة ومدرعات القوات المسلحة بجانب سيارات الاطفاء والاسعاف.."الاخبار" رصدت الحياة علي الجانب الاخر في محيط وزارة الداخلية وسجلت لحظات الترقب والتوتر بين الصفوف التي انهكتها الاشتباكات والمصادمات مع المتظاهرين فالغاز المسيل للدموع لا يفرق بين متظاهر وشرطي فالجميع دمعت عيونهم واختنقت حناجرهم من تأثير الدخان الضبابي الذي غطي سماء المنطقة وجعل سكانها يحبسون انفسهم هربا من استنشاقه وسيلة هجوم اخري استخدمها الثوار الطوب والحجارة يتم رشقها بقوة فتنال في طريقها ما يعترضها فتسقط المصابين من كلا الطرفين. جدران خرسانية جديدة حاصرت مبني الداخلية بعد ان اقامتها قوات الشرطة للتصدي لاحتجاجات الجماهير الغاضبة الذين اسقطوا الجدار القديم المقام بشارع محمد محمود وبسبب انهياره وجد المتظاهرون طريقهم الي وزارة الداخلية فكان لا بد من سد جميع الثغرات فتم بناء الجدران الجديدة بشوارع منصور ونوبار وعبد الحميد الرملي بجانب جداري الفلكي والشيخ ريحان..تحول محيط وزارة الداخلية الي ما يشبه ثكنة عسكرية قوات الشرطة والامن المركزي تتمركز خلف هذه الجدران الخرسانية مدعمة بالمصفحات وسيارات قوات الامن المركزي وهي علي استعداد للتصدي لاي هجوم من قبل المتظاهرين..وبجانب قوات الشرطة اصطفت مدرعات الجيش وقوات الصاعقة والمشاة لتأمين ابواب مبني الوزارة بالاضافة الي انتشار قوات الدفاع المدني والاطفاء وسيارات الاسعاف التي خفتت اضواؤها واصواتها وبدأت في علاج المصابين من قوات الامن المركزي ونقل المجندين الي المستشفيات الميدانية علي غرار التي اقامها الثوار بميدان التحرير والفلكي والشوارع التي تشهد اشتباكات ضارية عدد من الاهالي الذين يقطنون بالقرب من الوزارة بادروا بمساعدة قوات الشرطة وتقديم الاسعافات الاولية. هدأت الاشتباكات بمحيط الوزارة اعتبارا من مساء اول امس بعد ان فصلت الجدران بين المتظاهرين والقوات ومنذ ذلك الحين بدأ افراد الشرطة في اخذ قسط من الراحة لتضميد جروحهم واعادة توزيع وانتشار القوات مرة اخري بعد ان انهكتهم الاشتباكات وخارت قواهم املين في الا تتجدد مرة اخري ..في نهاية شارع الشيخ ريحان فرض رجال الشرطة والمباحث اجراءات امنية مشددة باعتباره المنفذ الوحيد المؤدي الي هذه المنطقة المحاصرة والي وزارة الداخلية القوات تقوم بتفتيش وفحص هوية الراغبين في المرور ولا يتم السماح للمرور سوي لقوات الشرطة او سكان المنطقة وساعدهم في ذلك اهالي عابدين في عمليات التأمين والمراقبة. اختلف الاهالي حول وجود اماكن سكنهم بالقرب الشديد من الوزارة..منهم من اكد ان المنطقة كانت من اكثر المناطق امانا بسبب تواجد قوات الشرطة علي مدار 24 ساعة فكان لا يجرؤ اي بلطجي ان يفكر في انتهاك حرم المنطقة او ان يقتحم احد المحلات الموجودة وكانت الاجراءات الامنية المشددة في احيان كثيرة يتضايق منها السكان الا انهم مع مرور الوقت اعتادوا عليها في مقابل الشعور بالامن والامان اما الفريق الاخر فيري ان اقامتهم بالقرب من محيط الوزارة اصبح نقمة بعد ان كانوا يحسدون انفسهم علي الامان الذي كانوا ينعمون فيه واصبحوا الان مستهدفين من قبل الثوار بسبب الاشتباكات العنيفة الدائرة بين قوات الامن والمتظاهرين وعبروا عن قلقهم الدائم مما يحدث من اقتتال بين ابناء الوطن الواحد فضلا عن الكميات الهائل من قنابل الغاز المسيل للدموع التي غطت المنطقة واصابتهم واطفالهم باختناقات وامراض صدرية واصبحوا يعيشون في معاناة شديدة يستحيل معها بقاؤهم في منازلهم اذا استمر الوضع علي حالته. اصحاب المحلات يتحسرون علي حجم الخسائر والضرر الذي لحق بهم بعد فقدانهم لمصدر رزقهم وانفقوا فيه كل ما يملكون من اموال ..اخذوا يندبون حظهم العسر حيث تحطمت محالهم وتعرضت للسلب والنهب في خضم تلك الاحداث.. اضطر بعضهم الي اغلاقها تماما لاجل غير مسمي مشيرين الي ان الوضع تدهور كثيرا بعد ان تحولت المصادمات الي ما يشبه حرب شوارع بين الاهالي والمتظاهرين وتسببت في اعاقة رواج بضائعهم بعد ان احتجب الزبائن عن المجئ خوفا من تعرضهم لاي ضرر وتوقف النشاط التجاري تماما.