أكرم السعدنى وأنا أشاهد مباراة الكورة بين الأهلي والمصري حدث لي انشكاح ما بعده انشكاح فقد فاز المصري بثلاثة أهداف علي جبار الكورة في مصر وبعبع افريقيا الكروي وتصورت أن جماهير الكورة في بورسعيد سترقص طرباً للفوز التاريخي علي النادي الأهلي.. ولكن ما حدث بعد صفارة النهاية أكد لي أن هؤلاء الذين هبطوا أرض الملعب ليسوا من بورسعيد وانهم لا علاقة لهم بكرة القدم وأن مهمة مريبة فقط هي التي أتت بهم إلي ملعب بورسعيد والحمد لله أكدت التحقيقات أن شعب بورسعيد الطيب المتسامح العاشق للكورة بريء من دماء الشهداء التي ارتوي بها استاد بورسعيد وأن فلول الحزب الوطني النجس هم الذين دبروا هذه المأساة التي حلت بالوطن، فقد ذهب ضحية لهذه المؤامرة القذرة 77 شاباً في عمر الورد ولا أخفي علي حضراتكم أنني بكيت بكاء الخنساء علي أخيها صخر وفوق ذلك شعرت بما هو أقسي من البكاء.. أحسست أن قلبي يبكي دمعاً ودماً.. هل شاهدتم الضحايا الأبرياء أصحاب الوجوه الملائكية كريم حزام ومصطفي متولي ومحمد عبدالله ومحمد مصطفي ومحمد الشوربجي ومحمود سليمان ومحمود خاطر وكريم جونيور ومصطفي عصام.. واسمحوا لي أن أتوقف كثيراً عند صاحب هذا الوجه الشبيه بالبدر عند بزوغه المشرق الفتي المبتسم للحياة والذي ترتسم علامات البراءة والوداعة علي قسمات وجهه هل يمكن لأي إنسان أن تمتد يده لتقتل هذه الابتسامة المشرقة لأصغر شهيد في أحداث بورسعيد الفتي الذي انفطرت القلوب لمصرع الطفل المنير الجميل أنس، إن شعب مصر بأسره اكتوي بالألم والحزن علي شهداء النادي الأهلي والنادي المصري معاً ولن يطفئ نيران الغضب سوي القصاص العادل لهؤلاء الشهداء.. القصاص من الذين دبروا وخططوا والذين مولوا والذين نفذوا والذين حضروا المأساة وشاهدوها دون أن يتحرك فيهم الضمير.. نعم هناك تقصير من رجال الشرطة لا ينبغي أن يمر مرور الكرام، وهناك تواطؤ من رجال الاستاد يجب أن ننزل بهم أشد العقاب وأتمني من أعماق القلب ألا تكون محاكمة هؤلاء الجبناء علي غرار محاكمة نزلاء طرة، فالشعب المصري لن ينتظر طويلاً هذه المرة، ذلك لأن المأساة أشد مرارة من الحنظل ويجب أن يكون العقاب علي قدر وحجم الجرم الذي ارتكبه هؤلاء، وقد سمعت أن هناك 006 بلطجي قدموا من محافظة الدقهلية بالفعل اشتركوا في هذه الجريمة، فعلينا أن نسوقهم إلي ميدان التحرير ونعدمهم رمياً بالرصاص حتي يكونوا عبرة لمن يعتبر.. أما اخواننا الذين دبروا ومولوا فإنني أقترح علي السادة القائمين علي أمر هذا البلد أن يسلموا هؤلاء إلي رابطة مشجعي كرة القدم في الأهلي والزمالك وياحبذا لو اننا عكمناهم من قفاهم وصعدنا بهم إلي برج القاهرة وألقينا بهم تماماً مثلما فعلوا مع الشهداء الأبرار الأنقياء الأطهار مشجعي الالتراس الأهلاوي.. ومع اننا وعلي مر العصور لم تحركنا ميول عدوانية.. وكنا دوماً شعباً تتملكه العاطفة وتتحكم في قراراته رحمة فطر عليها ولكن هذه الفعلة الشنعاء انتزعت العواطف كلها واقتلعت الرحمة من القلوب وأصبح القانون الوحيد المتاح والممكن هو العين بالعين والسن بالسن فمثل هؤلاء الأنذال لا ينبغي أن تأخذنا بهم رحمة ولا رأفة! أسأل الله الرحمة للشهداء الأبرار. أما أنتم يا سكان طرة فأسأل الله ذات الدعاء الذي كان الولد الشقي السعدني الكبير يدعو به علي الذين افتروا وعاثوا فساداً في الأرض.. »يشفي الكلاب.. ويضركم«!