مرت مصر بفترات عصيبة في تاريخها الطويل، وفي كل مرة تنهض من كبوتها لأنها مصر، ولأن ابناءها مستعدون دائما للتضحية من أجلها بكل غال، فلا يوجد علي الأرض إنسان يعشق وطنه أكثر من المصري. ولذلك كانت سرعان ما تسترد قوتها وتألقها، وتعود شامخة كالجبل.. إلا هذه المرة، فهي تتلقي ضربات موجعة دون أن يهب ابناؤها لحمايتها.. يكتفون بالفرجة عليها وهي تنزف دمها الطاهر.. تصرخ طالبة العون ولا من مجيب، وكأن شيطانا نفخ في عقول وقلوب فلذات أكبادها. يارب.. أبتهل إليك أن تشمل مصر الصابرة برعايتك، فلم يعد لها الآن إلا أنت.