خيم أمس الحزن والأسي علي محافظة الشرقية لفقدها اثنين من اعز شبابها في الاحداث المؤسفة التي شهدتها مدينة بورسعيد واللذين لقيا مصرعهما بلا ذنب اقترفاه. وفي موكب جنائزي مهيب شارك فيه آلاف من الشيوخ والشباب والنسوة والاطفال تم توديع جثماني الفقيدين الي مثواهما الاخير وردد المشيعون الهتافات المطالبة بضرورة القصاص للضحايا الذين اغتالتهم الايدي الغادرة ارواحهم البريئة وتعالت صرخات النسوة بصورة هزت المشاعر المتحجرة والقلوب الميتة.. وقد اصيب افراد اسرتي الفقيدين بحالة من الانهيار العصبي غير مصدقين انهم لن يروا فلذات اكبادهم مرة اخري ورددوا العبارات التي تطالب بالنيل من القتلة الذين حرقوا قلبهم علي اصغر ابنائهم.. وقد بادر الشباب بتقديم العزاء لاسر الشهداء بصفة عامة ولابناء الشرقية بصفة خاصة علي صفحات الفيس بوك. الفقيد الأول هو محمود سليمان حسن »91 سنة« طالب بكلية الهندسة بجامعة الزقازيق وهو اصغر افراد اسرته المكونة من بنتين وولدين وهو عضو في جمعية صناع الحياة منذ سنوات عديدة وشارك في العديد من الانشطة الخيرية واللجان الشعبية اثناء الاحداث الراهنة التي تمر بها البلاد وهو عضو في التراس الأهلي وكان حريصا علي المشاركة في جميع مبارياته لتأييده وتشجيعه.. ويبدو ان الفقيد كان يشعر بأن مكروها سوف يلحق به.. ولذلك بادر بوضع صورته علي صفحته بالفيس بوك مثبت عليها شريط اسود.. وعندما وجه له اصدقاؤه تساؤلا حول سبب تصرفه برر ذلك بأن تكون صورته جاهزة لهم عند حدوث مكروه لهم وحتي لا يجهدهم في البحث عنها. وقد اكد اصدقاؤه بأنه كان محبوبا وطيب القلب وخفيف الظل وودعهم جميعا قبل التوجه لمدينة بورسعيد لتشجيع الاهلي وقام الداعية عمرو خالد بتقديم التعازي لاسرته علي صفحته بالفيس بوك. وقررت جمعية صناع الحياة تنظيم وقفة امام المقر بعد صلاة الجمعة حدادا علي ارواح الضحايا وقد تم تشييع جثمانه في مقابر الاسرة بقرية الشيخ جبيل بمركز ابوحماد. والفقيد الثاني هو اسلام يوسف الشوربجي ابن مدينة بلبيس »02 سنة« حاصل علي دبلوم الثانوي الصناعي ويعمل بشركة ادوية بالعاشر وقد توجه لمدينة بورسعيد لتشجيع فريق الاهلي ولم يفكر لحظة انه سيعود جثة هامدة بعد تعرضه لهجوم وحشي دون ذنب اقترفه واصابته بكسر بقاع الجمجمة ونزيف بالمخ وكدمات متفرقة بالجسم وقد تعالت الصرخات حزنا علي فراق اخر عنقود اسرته والذي كان فرحا بسفره لبورسعيد ولم يعلم بأن القدر سيكون له بالمرصاد وان الايدي المأجورة سوف تغتال شبابه وقد طالب اصدقاؤه بضرورة التحقيق العادل وضبط مرتكبي تلك المجزرة التي لم تشهدها مصر من قبل وان يتم اعدام الجناة في ميدان عام ليكونوا عبرة لغيرهم. واكدوا ان الفقيد كان حنونا وعطوفا وحريصا علي صلة رحمه واشاروا الي انه ودعهم جميعا قبل سفره وكأنه كان يشعر بأن مكروها سوف يلحق به. وقد تم تشييع جثمان الفقيد في مقابر الأسرة بمدينة بلبيس.