هذا السؤال أوجهه للذين يطالبون بأن يقوم المجلس العسكري حالا وفورا بتسليم السلطة.. ماشي.. يسلمها لمين بقي اذا كانت كل الأسماء التي اقترحوها قد رفضت ذلك العبث، وهذا الوصف ليس مني وانما جاء علي لسان مصدر قضائي صرح في جريدة الشروق في عددها الصادر يوم الأحد قبل الماضي أن ما يحدث في ميدان التحرير من اطلاق مبادرات لتسليم السلطة سواء لرئيس المحكمة الدستورية العليا أو لرئيس محكمة النقض هو محض عبث وأن تلك الشخصيات الجليلة لا يمكن أن تقبل ذلك لأن الجدول الزمني لنقل السلطة محدد وواضح وليس بحاجة الي أي تعديل مؤكدا أن المجلس العسكري سيسلم السلطة بالفعل بعد شهور قليلة وفقا للجدول الزمني.. واعتبر المصدر أن ما يحدث في ميدان التحريرمن اطلاق مبادرات لتسليم السلطة غير منطقي موضحا أن اطلاق مثل هذه المبادرات يؤدي الي حالة من البلبلة في الشارع بالاضافة الي أنها تدخل أطراف في مهاترات هي في غني عنها.. هل في ذلك الافادة؟ لأ ولسه كمان فيه حتة مهمة وهي كما أشار المصدر، أن قيام المجلس العسكري بتسليم السلطة لأي شخص غير الرئيس المنتخب يعتبر مخالفا للقانون والدستور، وهوالأمر الذي يضرب العملية كلها في مقتل قبل أن تري النور.. وعلاوة علي كل ذلك فقد أكد جميع مرشحي الرئاسة وهم المعينون أكثر من غيرهم بنقل السلطة الي المدنيين، ثقتهم الكاملة في وفاء المجلس العسكري فيما سبق والتزم به من نقل السلطة الي الرئيس المنتخب قبل آخر يونيو.. فلماذا هذا التشدد الذي يمارسه البعض؟ ما هي الجريمة التي ارتكبها المجلس العسكري حتي نأخذ منه ذلك الموقف العدائي؟ هل كانت جريمته الكبري أنه حمي الثورة من أول لحظة ولم يفعل مثلما فعلت جيوش ليبيا وسوريا واليمن؟ تخيلوا لو أن الجيش يوم 28 يناير 2011 قد نزل الي الشارع لتنفيذ حظر التجول بالقوة والضرب في المليان لكل من لا يلتزم بذلك الحظر.. ماذا كنا نملك إزاءه؟ كم شهيد كان سيسقط في ذلك اليوم والأيام التالية؟ كم كانت ستستغرق الثورة المصرية حتي تنجح ويسقط النظام؟ هل كان سيسقط في 18 يوما فقط أم في عام كامل وربما أعوام عديدة؟ ان الحرية لا تعني الجحود والنكران، وأيضا لا تعني الفتونة، ويجب أن يفهم هؤلاء الذين يطلبون تنحي المجلس العسكري في هذه الظروف بالغة الحساسية أنهم لا يعبرون عن الملايين من أبناء هذا الشعب العظيم، وانما يعبرون عن أنفسهم فقط وهم مهما كثروا فهم آحاد اذا قيسوا بجموع الشعب المصري، التي تعتز كل الاعتزاز بالمجلس العسكري ودوره الرائع في حماية الثورة من أول يوم، بل من أول لحظة، ولا يمكن أن ننسي ذلك، ومهما قيل عن أخطاء المجلس العسكري في إدارة البلاد خلال المرحلة الانتقالية، فيستحيل أن تتضخم لدرجة المطالبة بتنحيه، والخلاصة أن علينا جميعا أن نلتزم بقواعد الديمقراطية التي قمنا بالثورة من أجلها والتي هي ببساطة شديدة احترام رأي الأغلبية، والأغلبية يتمسكون ببقاء المجلس العسكري في السلطة الي حين تسليمها بشكل قانوني الي الرئيس المنتخب.. وصلت؟