لماذا انخفض الاقبال تماماً علي انتخابات مجلس الشوري؟ كنت في لجنتي الانتخابية وليس بها أكثر من سيدتين فقط، أين اختفت الطوابير التي كانت تقف خلال انتخابات مجلس الشعب ولماذا يشعر البعض أن ملجس الشوري غيرمهم وبلا صلاحيات، الحقيقة غير ذلك تماما، فهذا المجلس المنتخب لا يقل دوره التشريعي عن دور مجلس الشعب، ووفقا للقانون فإن مجلس الشوري يقوم بدور المجلس الاستشاري في إصدار القوانين ومباديء الدستور وأي تشريعات أخري لكي تعرض علي مجلس الشعب، كما أنه وفقا للإعلان الدستوري يملك حق اقتراح القوانين وحق تعديل الدستور، ويستطيع 03 من أعضائه تزكية مرشح للرئاسة. كما أننا تصورنا أنه بعد ثورة 52 يناير ولكي نعيش حياة ديموقراطية سليمة فلابد أن نستكمل البناء الديموقراطي بمجلس شوري مع مجلس الشعب، خاصة أن كل الديموقراطيات العريقة أعتمدت وجود مجلس آخر بجوار مجلس الشعب أو النواب، ففي أمريكا هناك مجلس الشيوخ، وفي فرنسا مجلس الشيوخ ايضاً، وفي بريطانيا هناك مجلس اللوردات، وتملك هذه المجالس قوة تشريعية ودستورية هائلة، ويكفي أن ننظر الي صلاحيات مجلس الشيوخ الفرنسي لنعرف مدي قوته، حيث يتمتع مجلس الشيوخ بصلاحيات أقل من الجمعية الوطنية وكذلك بتغطية إعلامية أقل حيث ان لمجلس الشيوخ الفرنسي دورا مشابها لدور الجمعية الوطنية فكلاهما يعملان علي دراسة مشروعات القوانين فيقوم اعضاء مجلس الشيوخ بفحص تلك المشروعات بعد إعدادها من قبل نواب الجمعية الوطنية ويمكن لآرائهم أن تسفر عن تعديلات في صياغة تلك القوانين لكن عند حدوث خلاف فيصار الي القبول برأي النواب في الجمعية الوطنية ومن هذا المنطلق فإن عضو مجلس الشيوخ يضطلع في الأساس بدور المشرع لكن صلاحياته في هذا المجال تقتصر علي اقتراح التعديلات علي مشروعات القوانين والمقترحات التي يتقدم بها نواب الجمعية الوطنية ولكن إعضاء المجلس لهم صلاحية تغيير الدستور عبر ما يعرف بالقرار المشيخي. وفي أمريكا يعتبر مجلس الشيوخ الامريكي هو المجلس الاعلي، اما المجلس الادني فهو مجلس النواب، وهو أحد مجلسي الكونجرس. ولقد وضعت وحددت صلاحيات وتكوين المجلس في المادة الاولي من الدستور. ويرأس المجلس نائب الرئيس الامريكي كونه مجلسا مهما، ويعتبر مجلس الشيوخ الامريكي هيئة تداولية أكثر من مجلس النواب الامريكي وذلك لأنه - مجلس الشيوخ الامريكي - أصغر في عدد النواب وفترة خدمة نوابه أطول، بما يسمح لمزيد من فرص العمل الجماعي وجو أقل من العمل الحزبي، ويعتبر نوعاً ما منعزلا عن الرأي الامريكي منه عن مجلس النواب الامريكي. إذن لا مجال للحديث عن الغاء مجلس الشوري أو التقليل من أهميته فهو مؤسسة تشريعية مهمة، نقطة أخري تتردد هذه الايام عن فتح الباب لانتخابات رئيس الجمهورية في 21 فبراير القادم، والحقيقة انني اختلف جملة وتفصيلا مع هذا الطرح، فلم يعرض مرشح من الموجودين علي الساحة برنامجاً متكاملاً يسمح لاحد أن ينتخبه، كما ان أغلب الموجودين علي الساحة مع كامل احترامنا لهم عليهم خلاف كبير بين الناس، ولا يمكن ان نفتح الباب الآن ثم نجد رئيسا لا يتفق عليه الجميع لان خطورة ذلك هو العودة مرة أخري الي أجواء الثورة أو وجود ديكتاتور جديد لا نعلم ماذا سيفعل بنا. مطلوب أن نتروي قليلا ولانسمح لتيار أو فئة ان تملي إرادتها علي المصريين.