في عينيه النجلاوين الواسعتين احتضن الكون بأسره.. بإنسانه وحيوانه.. بزرعه ونباته، بجباله وسهوله ووديانه، بأرضه وسماواته، بأجناس بشره وأعراق عماره المتعددة، بمدنه وسواحله وقراه، ببواديه وحواضره، وفي قلبه المرهف الخفاق بالرحمات، كان هناك دائما متسع للجميع.. للأبيض والأسود، والأحمر والأصفر.. لكل الأجناس ولمختلف الألوان، لذا جاء أثره فذا هائلا باقيا، وانحفرت بصماته علي صفحات الضمير الإنساني، حتي صار الشخص علامة، وتحول الفرد الي معني بالغ العمق والدلالة، وقد سطع اسمه حتي ضاهي الشمس في اشتهارها، وقوة تأثيرها، ذلك هو محمد »صلي الله عليه وسلم«، النبي الأكرم.. والرسول الأعظم.. والمثال الفذ، والمعني المضيء، والأسوة القياسية في التحلي بالقيم الأخلاقية، حتي لكأنه عطر تجسد بشرا، حين احتوي الوعاء الانساني أروع السجايا، وأنبل الصفات، ونحن لا نستحضر تلك المعاني في هذه الأيام بمناسبة ذكري مولده الشريف فقط، ولكن لنستنشق ايضا عبير طينته البشرية الزكية، ونفسه المخلصة النقية، الآن، وفي الغد، ودائما أبدا، نعطر ألسنتنا بالصلاة علي نقائه،، والتسليم لجميل صفاته، ويا أيها المعطر بالطهر، والنقاء، والمغتسل بالطيبة والكرم، والوداعة، والشهامة، والجود والسماحة، صلاة عليك تخترق حجب الآباد، وتعبر ستور الدهور، وتسليم علي نفسك المطهرة لا ينفد مع انقضاء الأزمان.