بعد 20 دقيقة من المناقشات عبر ال "كول كونفرانس " قرروا عدم ظهور الفاعلين في الحركات الشبابية امثال" كفاية" و"6 ابريل" و"كلنا خالد سعيد" علي شاشة التليفزيون حتي وان كان معهم من اطلقوا عليهم "عقلاء الامة "! هذا ما حدث قبل 24 ساعة من "يوم الغضب " العام الماضي عندما عرض رئيس قطاع الاخبار علي انس الفقي وزير الاعلام تقديم برنامج يطرح فيه الشباب المعارض افكارهم ومطالبهم.. ولأن رقبة الوزير ليست في يده.. ولانه لايعرف انه موظف لدي الشعب ويعمل لصالحه بدون تحيز لحزب أو نظام حكم اتصل ب "الوريث" ليأخذ رأيه.. فعقد "جمال مبارك" اجتماعا لهيئة مكتب الحزب الوطني ضم الشريف و عز وعزمي ومفيد شهاب وعلي الدين هلال .. وانتهوا الي رفض الفكرة لانها تعطي الشباب اكبر من حجمهم! كما لم يعرف "الوريث " ورجاله دور اعلام الدولة لم يقدروا الحجم الحقيقي لقوة الشارع.. وتعاملوا مع مظاهرات 25 يناير بمبدأ الردع والتخويف لقوي المعارضة وانهم يمتلكون القوة الامنية والعسكرية والشعبية القادرة علي ردعهم.. كما راهنوا علي ان المظاهرات لن تسفر إلا عن إنشاء جماعة جديدة تحمل اسم الحدثِ أو تاريخَه.. وان الفرصة جاءت لهم علي "طبق من ذهب" لكي يكتشف الشعب مدي قوة وحجم هذه الجماعات.. علاوة علي الاعتقاد الخاطئ لكل من يتصور أنه أعتلي عرش مصر بأن المصريين بطبيعتهم يرضون بما قسمه الله لهم.. ولا يصمدون امام التيار الجارف طويلا ويستسلمون في النهاية! علي عكس ما تصور "الوريث" ورجاله لم يكن "يوم الغضب " تجمُّعا للقوي السياسية لرفع شعارات الإصلاح الاقتصادي وهيكل الاجور والعودة لمنازلهم.. بل كان "ثورة شعبية" التحمت فيها الحركات السياسية والاحتجاجية ومنظمات المجتمع المدني وأصحاب الأفكار والتوجهات المختلفة مع الالاف من طلبة الجامعات والمواطنين العاديين الذين عرفوا النزول للمظاهرات والاحتجاجات لاول مرة.. وهتف الجميع "يسقط يسقط حكم مبارك".. ارحل.. ارحل وحددت الجموع الحاشدة مطالبها في مطالبة " مبارك" و"الوريث" بعدم الترشح للرئاسة.. وإقالة حكومة" نظيف" غير النظيفة.. وحل مجلسي الشعب والشوري والمجالس المحلية التابعة للحزب الوطني.. وتعيين حكومة إنقاذ لمدة 6 أشهر يتم خلالها إقرار دستور جديد.. واعلنوا انهم مستمرون في الاعتصامات والاحتجاجات حتي تنفيذ المطالب . ورغم اعلان "الإخوان المسلمين " عدم المشاركة في مظاهرات »يوم الغضب« فعندما اخذت اعداد المتظاهرين في التزايد.. وظهرت ارهاصات الثورة شعروا بأنهم سيظهرون بمظهر المتخاذل وسيخسرون ما يشيعونه دائماً عن انفسهم بأنهم القوة الحقيقية لحركات الاحتجاج.. فخرجوا إلي الشارع.. ولحق بهم السلفيون رغم ايمانهم بعدم الخروج علي الحاكم لتظهر الشعارات والهتافات التي تحمل الطابع الديني. لن انسي قول "مبارك" عن البرلمان الموازي قبل ايام من الثورة وسيطرة الحزب الوطني علي البرلمان والحكومة والرئاسة وكل المواقع القيادية "سيبوهم خلوهم يتسلوا"..فمن اكبر اخطاء اي مسئول حتي لو كان الاكثرية في البرلمان الا تقدر الحجم الحقيقي للمعارضة.. فتلتهم كل "الكعكة" او تقسمها حسب مزاجها.. وتترك الفتات للأقلية.. فالمطالب المشروعة يحتشد خلفها الملايين من الكتلة الصامتة.. وتصبح الاقلية هي الاغلبية.. فهل سنري ثورة ثانية خاصة ان ارهاصاتها ظهرت الايام الماضية وأن التغيير حتي الآن شكلي وفي الاشخاص وليس في المضمون.. فما اشبه الليلة بالبارحة!