يقدر الامريكيون أن كل دولار تصرفه ربة البيت يذهب منه ثلثه أو نصفه لخدمة الدين الأمريكي الجعة: نحن نعيش في مرحلة من أهم مراحل حياتنا ولابد لنا أن نعالج قضايانا بتفكير سليم والتفكير السليم هو الذي يخلق الإبداع ويحتاجه كل فرد في المجتمع وهو نتيجة طبيعية للتربية السليمة وليس بمجرد تكديس المعلومات وإذا استعرضنا تاريخ تقدم الأمم نجد أنه يتمشي طرديا مع تمسكها بالقيم وبالمثل مع التطور العلمي السليم الذي لا يمس تقاليدنا وجذورها الفكرية الثابتة مع توافر حرية الفكر والعدالة. وهذا الأمر يحتاج الي حلول جذرية في إسلوب الحياة لنهضة الأمة، ومن بين هذه الحلول ذات الأهمية القيام بثورة فكرية وخاصة في مجال الإدارة لأنها عنصر فعال تأخرنا كثيرا في تحسين إسلوبه. إن الإنسان منذ بدء التاريخ خلق ليعمل وينتج وهذا العمل الخلاق يلقاه في الزراعة والصناعة والمواصلات والخدمات المختلفة، وقد نجح الانسان في زيادة الكفاية الانتاجية للفرد والتوسع في خلق السلع والخدمات ولو فرضنا نظريا أن الانسان أمكنه أن يخلق الآلات لتصنع كل ما يفعله الانسان وأن أوقات عمله اختصرت الي أقل وقت ممكن فمن الناحية الاجتماعية والسلوكية هذه مشكلة خطيرة لأن الانسان مدني بطبيعته ولا يتحمل ان يعيش بلا عمل والا قضي ذلك علي شخصيته وإنسانيته وأفكاره الخلاقة ورسالته في الحياة. الدين الأمريكي السبت: وإذا نظرنا مثلا الي أكبر قوة إقتصادية وعسكرية في العالم وهي أمريكا لوجدنا أنها تحولت في السنوات الأخيرة الي أكبر دولة مدينة إذ بلغت ديونها عدة آلاف من المليارات من الدولارات بل إن مؤسساتها تحولت من الاسلوب العادي من الناحية التمويلية وهو زيادة رأس المال الي إصدار السندات والإذون والأوراق المالية الأخري وازداد دور سعر الفائدة في تيسير دفة الأمور الاقتصادية، ويقدر الامريكيون أن كل دولار تصرفه ربة البيت يذهب منه ثلثه أو نصفه لخدمة الدين الأمريكي. كما أن القطاع الحربي أصبح ذا أهمية في الاقتصاد العالمي. وتطور نمط الاستهلاك في العالم فبالرغم من ان الأديان كانت تدعو الي عدم الاسراف في الإستهلاك وتؤكد ضرورة الاعتدال في الصرف، إذا بالامور تتحول الي العكس بل وأصبح فن الدعوة الي الاسراف في شراء السلع علما نحس به في كل وسائل الإعلام. وأصبحنا نعلم الناس كيف يسرفون بأن يشتروا الأطباق التي تستخدم مرة واحدة ويرمي بها في سلة المهملات وتغيير الموديلات في السيارات والملابس وغيرها والدول تسعي دائما الي زيادة الدخل ومقياسها زيادة الناتج القومي بصرف النظر عن طبيعة هذه الزيادة وتحولت المجتمعات الي مجتمعات إستهلاكية علي أعلي مستوي ويعلق أحد المفكرين علي ذلك بقوله أن حجم التجارة الخارجية العالمية يزيد قليلا علي ثلاثة آلاف بليون دولار بينما التدفق المالي علي المستوي العالمي يزيد علي تسعين ألف بليون دولار أي أن الناحية المالية وليس الزراعة ولا الصناعة هي التي تقود الاقتصاد العالمي. الدول النامية الأحد: يقدر الخبراء أن كل زيادة قدرها إثنان في المائة في الكفاية الانتاجية في الدول النامية تساهم في زيادة الناتج القومي الكلي بأكثر مما لو صرفنا ما يوازي مائة مليار دولار بالنسبة لرأس المال المستثمر مما يؤكد أن ما تحتاجه الدول النامية ليس فقط التركيز علي المال ولكن استخدام إستراتيجية جيدة وتنفيذ سليم وعلي رأس ذلك حسن الإدارة والتنظيم وتحسين التعليم والصحة. فالأمر ليس أن نتعامل مع الأرقام الصامتة ولكن مع المجتمع الحي الذي يعتبر كجسم الانسان كل خلاياه متصلة ببعضها البعض وأصبحت العوامل غير المنظورة والتي لا تشملها الإحصائيات تؤثر تأثيرا كبيرا علي مسلك الحياة في المجتمعات كالتقدم التكنولوجي والعلمي والإداري الكفء فالإنسان لم يعد ترساً في آلة ولكنه أصبح العامل المهم في الانتاج ومسائل الإدارة أصبحت علي رأس العوامل المؤثرة والتي تطالب كل انسان أن يشعر بالمسئولية والولاء. تفكير الانسان الإثنين: مادام الامر كذلك فعلينا العمل علي تحسين تفكير الانسان كما نعمل علي تحسين كفاءة الآلة وذلك يتأتي بتعليم الانسان كيف يفكر وكيف يستغل قدراته الكامنة وعليه أن يدرس ويحلل ثم يترك لعقله الباطن أن يعمل أثناء راحته سواء في النوم أو الاسترخاء حتي تسمح لطاقاته الخفية أن تعمل وتطرح علي السطح ما يمكن أن يستفيد به وكثيرا ما كان يقول العلماء أن حلول مشاكلهم كلهم كانت تأتي بعد أن يستلقوا علي السرير. التماسك الرأسي الثلاثاء: أن البت في الأمور أمر مرغوب فيه لحسم المشاكل واتخاذ الحل المناسب وكثيرا ما يحتار الإنسان ويتشكك ويتردد وهذا أمر يجب ألا يكون ومن الوسائل التي يجب أن يستعين بها الانسان حينما يشك في أي قرارات تتخذ أن ينظر الي المصلحة العامة للمؤسسة التي يعمل بها ويتخذ القرار الذي يناسبها من هذه الناحية ويجب الابتعاد عن النظرة الضيقة في الأمور أو النظرة التي تحكمها الأنانية كما يجب أن نشجع التماسك الرأسي في كل شركة لا أن تتفتت الي وحدات تنتمي الي نقابات مختلفة وليس معني هذا تجاهل النقابات ولكن معناه أننا كما أن لنا ولاء لنقابة مهنية معينة فإن أهم من ذلك ما يجمع بين أبناء المصنع أو الشركة الواحدة من رئيس الي ادني مرؤوس لأن هنا تبدو المصلحة العامة المشتركة وقد نجحت اليابان في هذا المجال لدرجة أن العمال أحياناً هم الذين يطالبون بتخفيض الأجور للبقاء علي مصالح الشركة الأم. وعلي مستوي المؤسسات ذاتها فانها تفتقد إعداد وتدريب القيادات المطلوبة لمستقبل المؤسسة وليست المسألة مجرد ترقية موظفين وانما اعداد قيادات علي مستوي فني مناسب ويمكن ان تتعاون الاكاديمية مع الجامعات ومع الغرف التجارية والفنية والاتحادات المختلفة من البنوك او الصناعية او غيرها لاثراء التوسع في التدريب العملي لا مجرد الندوات. نصائح إدارية 1- التركيز دائما علي العوامل الرئيسية وترك جانب الفرعيات لغيرك. 2- عندما تدرس موضوعا ابحث أيضا في الوقت نفسه عن البدائل. 3- فكر مع مجموعة وأكثر من التفكير الجماعي لكي تبحث كل وجهات النظر. 4- تحليل أي مشكلة لأجزاء وتحليل كل جزء علي حدة ثم كل جزء كجزء من كل مثال اجتماع وزراء البترول. 5- يجب أن تتعلم الصبر وفن الإصغاء وفن التعامل مع القلق وفن الإسترخاء والتعامل مع ضعف الثقة وكل ذلك يؤدي الي طريق النجاح. 6- النجاح في المدة الطويلة وفي كل لحظة ليس المركز أو الجاه أو الوظيفة أو المال ولكن أن تكون سعيدا وراضيا بعد أن تأخذ بأسباب النجاح والسعادة. 7- لا تخش شيئا وكن واثقا من نفسك مؤمنا بالله وبالقوة التي منحك الله إياها. 8- إذا أخطأت ادرس خطأك واعترف به لنفسك وتعلم منه وتعداه واصرف نظرك عن التفكير فيه، ارض بما تم ثم أسقطه. 9- ثق أنك كما تفكر تكون فكرا ايجابيا تسعد وإجعل خيالك الفكري دائما إيجابيا وبثقة. 10- كن واضحا مع نفسك ومع الناس. 11- الاهتمام بعملية كيف تفكر: الانتباه - التركيز الخيال - الخلاق - تكوين الشخصية - مع الايمان والثقة والعمل في ظل سلوك اخلاقي سوي. 12- جسد لكل مشكلة رمزا لها وتخيل هذا الرمز أنك تقضي عليه واترك الأمور لتحقق خيالك وابدأ بتنفيذ خطتك وكلما كنت مقتنعا بها أمكن تحقيقها. 13- إذا طرأ علي فكرك أشياء سلبية أو تشاؤمية فاطرحها فورا وغير أفكارك بأفكار إيجابية. هذه لمحه سريعة عن نقاط وددت ان ابرزها لعلها تلقي اهتمامهم والله يوفقكم ويرعاكم ويسدد خطاكم.