شاهدت علي قناة CNTV -العربية - تجمهر آلاف الإسرائيليين في إحدي المدن غرب القدس احتجاجا علي تصرفات بعض اليهود الأرثوذكس المتشددين الذين اتهموهم بفرض نمط حياتهم الصارم علي الآخرين. رفع المتجمهرون لافتات طالبوا فيها ب »وقف تحويل إسرائيل إلي إيران«. وظهرت زعيمة المعارضة تسيبي ليفني منددة بهذا التطرف مؤكدة: »ان التطرف الديني ليس مرحبا به في إسرائيل". وليس فيها مكان للتحرش ولا للعنصرية«. وسارع رئيس الوزراء بنيامين ناتانياهو برفع صوته مندداً بدوره بأقوال وأفعال الأرثوذكس قائلا: »لا مكان للتحرش ولا العنصرية في مجتمع ديمقراطي حر«. ولم يتأخر ثالثهما - الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز- في الإدلاء بدلوه في نفس القضية فحث الإسرائيليين علي المشاركة في التظاهرات الرافضة لتلك التصرفات لأنه كما قال : »لا يحق لأية مجموعة فرض وجهات نظرها علي الآخرين«. خلال الأيام القليلة الماضية شهدت بعض المدن الإسرائيلية اشتباكات بين بعض اليهود المتشددين وآخرين قاموا بنزع شعارات للمتطرفين تطالب بالفصل بين النساء والرجال، والتزام النساء بملابس محتشمة. وهذه الاشتباكات أخذت تتكرر في إسرائيل في السنوات الأخيرة في الوقت الذي بدأت فيه السلطات في تحدي جهود اليهود الأرثوذكس المتشددين فصل النساء عن الرجال في الأماكن العامة. وهي الشعارات التي قام أصحابها بتطبيقها في مشاهد تحرشية عديدة ومتفرقة عبرت عنها فتاة أمريكية تدعي ناعمة مارجوليس قائلة إنها أصبحت تخشي الذهاب إلي مدرستها بسبب مضايقة رجال من اليهود الأرثوذكس المتشددين لها وصياحهم عليها. ووصف الصحفي البريطاني جون دونيسون مراسل بي بي سي في القدس تلك الأحداث الأخيرة بأنها تكشف بوضوح الانقسام الديني المتنامي في إسرائيل، وردود أفعال الليبراليين والمعتدلين علي مطالبة المتطرفين بفصل أماكن جلوس النساء عن الرجال في الحافلات. والأخطر نقلاً عن ال بي بي سي أن هذا التشدد الذي يعيد الشعوب في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين إلي العصور الوسطي، وما قبلها، لم ينفرد به المتشددون من رجال الدين وإنما انتشر ويتوغل بين جنود وضباط الجيش الإسرائيلي، بدليل ما نشر منذ أيام عن عسكريين رفضوا البقاء في حفل كانت تغني فيه مغنيات (..). حقيقة أن اليهود الأرثوذكس المتشددين لا يمثلون أكثر من نسبة العشرة في المئة من سكان إسرائيل نقلاً عن موقع ال سي إن إن لكن الحقيقة الأخري أنهم يتميزون بأنهم يحتلون المرتبة الأولي في الجاليات اليهود الأكثر إنجاباً في نسبة المواليد التي مازالت في ازدياد وتسابق الزمان والمكان! ومن أفضل ما قرأت عن هذه الأزمة التي يعيشها يهود إسرائيل في هذه الأيام، مقال بديع نشره موقع: مركز الدراسات المعاصرة تركّز بحث كاتبه علي الصراع الأيديولوجي بين التيارين المركزيين في المجتمع اليهودي، وتحديدا: بين التيار العلماني والتيار الديني بكل مركباتهما الاجتماعية والسياسية والفكرية. .. وللحديث بقية.