على زيدان مع محرر »الأخبار« لن نعفو عن سيف الإسلام القذافي بسبب جرائمه وعنجهيته نفتح ذراعينا لمصر ودعوتنا صريحة للحكومة والشركات المصرية لإعمار ليبيا الأممالمتحدة تشرف علي قيام الدولة الجديدة ولديها مكتب دائم في ليبيا تعاملنا مع حكام مصر.. والسادات أعز من تعاملنا معه الشريعة ستكون مصدرا من مصادر التشريع وليست الوحيدة ولن يمتطي أحد الدين للوصول للحگم لانفكر في التقارب مع إسرائيل طاردني القذافي 73 عاما وعدت لأشارك في بناء ليبيا للثورات وقود ورجال ليسوا بالضرورة في صدارة المشهد اعلاميا كما انهم في اغلب الأحوال لا يكونون نجوما.. هم جنود مجهولة لكنهم معلومون ومؤثرون.. وهو واحد من الجنود المجهولة.. لكنه معلوم لكبار قادة العالم وصانعي القرار.. في رأسه هموم وأفكار.. وبداخله أحلام يعمل ليل نهار لتحقيقها.. فحلمه الأكبر النهوض بليبيا ولم شملها.. مثقف لا يمل القراءة والبحث.. دبلوماسي لا يكف عن التفاوض والسفر.. مقنع لدرجة الابهار.. بسيط لأبعد الحدود يعشق مصر وترابها.. عاش فيها سنين.. يستشهد دوما بذكرياته فيها.. هجر الدبلوماسية وهجر ليبيا في السبعينات ليتجول في أوروبا وأسس الرابطة الليبية لحقوق الانسان في جنيف واعلن منذ البداية معارضته للقذافي ونظامه.. سياسته عدم التفاوض مع النظام وفكره كان واضحا وهو اجتثاث النظام من جذوره.. دافع عن قضية بلده في كل المحافل وتعرض للملاحقة والاغتيال علي ايدي رجال القذافي.. خطط للثورة حتي رحل النظام.. فكان أول من بدأ العمل الدبلوماسي والسياسي مع الدول الاوروبية.. انه الممثل الشخصي لرئيس المجلس الانتقالي الليبي ومنسق العلاقات الأوروبية.. علي زيدان.. الذي يؤمن بأن الحرية والابداع قرينان ويعمل تحت مظلة هذا المبدأ ولا يتخلي عنه ويسعي دوما للحرية التي تولد الانتاج والابتكار والابداع ليبني ليبيا ويعم السلام.. وفي زيارة خاطفة للقاهرة مقر ثورات الربيع العربي.. جاء السياسي الليبي علي زيدان المقيم في ألمانيا من أجل الوقوف علي آخر المستجدات في ليبيا واعمارها. حدثنا عن تاريخك كمعارض وكيف خططتم لسقوط نظام القذافي؟ - بداية عملت في أول حياتي دبلوماسيا في الخارجية الليبية في نظام القذافي ثم استغلت في أواخر السبعينيات وسافرت للخارج لاسباب سياسية ولاختلافي فكريا مع النظام.. وبدأت الانخراط في المعارضة بالخارج وأسست الرابطة الليبية لحقوق الانسان في جنيف ثم عضو في الفيدرالية الدولية لحقوق الانسان وعضو في الشبكة اليورومتوسطية.. وكان نشاطي معلنا ومرصوصدا من اجهزة القذافي وكنا ملاحقين انا ومجموعتي أمنيا لكننا كنا نعمل بحيطة وحذر ومدربين لمواجهة هذه الامور. ولن أنسي مقتل العديد من زملائي بعد رصدهم وترقب حركتهم وذنبهم الوحيد انهم كانوا يدافعون عن حرية بلدهم التي سلبها القذافي. وعلي مدي 73 عاما مارست نشاطي بعشق لبلدي وعلي أمل ان تتحرر من سطوة النظام الغاشم حتي نلنا الشرف وتنسمنا الحرية. ولقد كانت سياستنا محددة وهي عدم الدخول في تفاوض مع النظام وعقيدتنا راسخة ولخصناها في مبدأ وحيد ان نجتث النظام من جذوره. وتواصلنا مع الحركات السياسية في ليبيا والتي كانت تعمل في سرية تامة.. وبدأنا بالصبر رويدا رويدا حتي كانت البداية في فبراير الماضي واعلنا بيانا نرشد فيه الناس لبداية التحرك.. وكانت نصيحتنا الدائمة هي تجنب سفك الدماء وفي 51 فبراير أذعنا بيانا في قناة الجزيرة القطرية لنعلن بداية التحرك العلني وجري الاتصال بثوار ليبيا حتي تمت السيطرة وتحرير ليبيا من المستبد وبدأت بالتحرك الدبلوماسي مع الدول الأوروبية وتفرعت للتحرك الدولي وجلب الاغذية ومواد الاغاثة والتسليح.. وعرض قضيتنا في وسائل الاعلام الدولي. علي ذكر الجزيرة القطرية.. ما هو طبيعة الدور القطري في تحرير ليبيا وهل هيمنت قطر وسوقت نفسها من خلال الجزيرة علي انها حررت ليبيا؟ - حقيقة لقد ساهمت قطر بدور كبير في التحرير سياسيا وماليا وزودتنا بالاسلحة وتبنت قضيتنا عبر قناة الجزيرة.. لكن المسألة وضعت في اطار إحاطها بقدر كبير من اللغط الامر الذي لم يكن في صالح قطر ولا ليبيا. فقد اثرت الجزيرة في تحريك الثورة وتوجيه الثوار. وقد كان الدور القطري مكملا لأدوار دول عدة وأؤكد علي ان طبيعة الليبيين لا تسمح بهيمنة احد عليهم مهما كان ونشكر كل الدول التي ساندتنا أيا كان دورها. اللجوء للغرب بماذا تفسر لجوءكم للغرب لمواجهة نظام القذافي؟ بصراحة أنا صاحب المبادرة مع الغرب ولدي خبرة في ذلك فأنا خارج ليبيا منذ 73 سنة.. وبما ان الوضع كان في تونس خارج السيطرة والثورة مستقلة ومصر ايضا كانت ملتهبة وهذا شجعنا علي التحرك لكن لانشغال الدول العربية بما يجري فيها قررنا وبناء علي رغبة الليبيين اللجوء للغرب لكي نجد نصيرا قويا.. وبدأت الخطوات بحديثي مع مصطفي عبدالجليل وبدأنا مسارا سياسيا دبلوماسيا وجلسنا مع محمود جبريل وقادة الانتفاضة واجتمعنا في المانيا وبدأنا الاتصال بالبرلمان الاوروبي ثم رئيسه سويسرا وذهبنا الي باريس والتقينا الرئيس ساركوزي واعترف بالمجلس الوطني ووعدنا بالدعم والمساندة وقد ساندنا ماديا وعسكريا.. والتقينا رئيس وزراء بلجيكا ولما بادرت بالاتصال بالناتو لم يستجب ثم تحركت بمبادرات شخصية حتي تحركوا معنا ثم دخلت قطر والامارات والتي كان لها دور قوي وواضح بالدعم المادي والعسكري وأمدتنا الامارات بجزء كبير من السلاح والمعونة. وجئنا لمصر وقابلنا نبيل العربي وزير الخارجية آنذاك وقابلنا عمرو موسي امين الجامعة العربية حينها لكن ترددت الجامعة في منحنا اي قرار ويبدو ان المسألة كانت محرجة. هل تري تبريرا للطريقة الوحشية التي قتل بها القذافي وهل اساءت لليبيا؟ الحرب لا تستعمل المنطق وأنا اتحدث معك الآن بطريقة غير التي اتحدت بها في موقع القتال وعندما تواجه البندقية البندقية والمدفع المدفع تسيطر لغة المقاتل أو بالاحري لغة الامر الواقع .. لكن اصارحك لم أكن أتمني هذه الطريقة أو إذاعتها لانها اساءت لليبيا وللثوار لكن هذا عدل الله. والحقيقة مقتله ازال عنا الحرج الكثير. فكنا سندخل في محاكمات وشد وجذب.. لقد أراحنا واستراح. وماذا عن سيف الاسلام القذافي ومحاكمته وهل العفو عنه وارد؟ - سيف القذافي موجود في المعتقل وسيحاكم محاكمة عادلة حسب القانون الليبي ونسمح للمنظمات الحقوقية ومحكمة الجنايات الدولية بزيارته والتقارير كلها ايجابية ولم يتعرض لأية مضايقات ونؤكد ان كل تهمة موثقة صوتا وصورة. لكنني لا أري ان العفو عنه وارد فهو لم يبد ندما علي فعله ولم يتحدث عن صيغة اعتذار بل يتعالي ويتكلم بكبرياء وباستهانة بالثورة والشعب ورغم ان دعوات كثيرة طالبت بالصفح عنه الا ان ما ارتكبه هو وحاشيته من قتل واغتصاب لم يبرح ذاكرة الليبيين فكيف نصفح عنه؟ وأخوه المعتصم حتي مقتله كان يقول سنقاتل حتي آخر رصاصة. وماذا عن أبناء القذافي واسرته في الخارج؟ - ليس لنا أي تعامل معهم. فقط اخبرنا الدول التي يعيشون علي أراضيها بأن وجودهم مخل ونطالب بتسليمهم لليبيا وعدم السماح لهم بممارسة أي نشاط في الخارج.. ولم يمنحوا اللجوء السياسي في الجزائر ويعيشون بصفة مؤقتة لكن النيجر أعطت للموجودين من الأسرة علي أراضيها حق اللجوء. إعمار ليبيا قضية اعمار ليبيا والدور المصري كيف ترونه لاعادة هذه المرحلة المهمة؟ - الاعمار يتطلب سنوات جهودا كبيرة فالدمار كبير والبلد يحتاج لاعادة تخطيط وبناء وحقول النفط تعاني الاهمال منذ 03 سنة وتحتاج لتطوير واعادة تشغيل وبلغة السوق فنحن نعرف العمالة المصرية وعلاقتنا أزلية ولدينا تقارب وتفاهم ولغة مشتركة والتوجه الشعبي العام يطالب بدور قوي لمصر فنحن نفتح ذارعينا لتحتضننا مصر كما عودتنا. ولكننا نبغي المنافسة بالسعر والجودة والخدمة الجيدة فعلي الشركات المصرية ان تعرض نفسها بمقوماتها وستكون هي الاقرب والاوفر حظا. وأحب ان اؤكد ان علي المصريين ألا يقلقوا لأن الشعب الليبي والمزاج الليبي والقيادة الليبية تقدر دور مصر وتعرفه جيدا. وعندما زار مصطفي عبدالجليل مصر والتقي المشير محمد حسين طنطاوي وكانت زيارة ايجابية بكل المقاييس طلبنا ان يكون لمصر دور قوي في الاعمار ولاقت هذه الفكرة ترحيب المجلس العسكري والمشير واتفقنا علي الاستعانة بالكوادر والشركات المؤهلة لاعادة البناء والاعمار.. وأوجه دعوة للشركات التي ترغب في الزراعة واستصلاح الأراضي وكذلك تأهيل المرافق وشركات البناء والتشييد والرصف واعادة تأهيل حقول البترول والصناعات الثقيلة. ليبيا وإسرائيل علاقتكم مع اسرائيل ما مستقبلها وماذا عن دعم الفلسطينيين؟ - لا نحتاج لعلاقات مع اسرائيل ولا نتقرب منها ولا يوجد مجرد التفكير في اقامة علاقة مع اسرائيل وما تقوم به الجامعة العربية والدول العربية نحن نسير في طريق وتحت رايته ونؤيد حقوق الشعب الفلسطيني كاملة ولابد من مساندته في قضيته ونحن معه وندعمه كل الدعم وأؤكد ثانية علي اننا ليس لنا مصلحة مع اسرائيل ولا نسعي لعلاقة معها. الوضع الامني كيف تراه الآن في ليبيا وماذا عن قصور الخدمات؟ - الوضع ايجابي في ليبيا والشعب يعرف مسئوليته ومنضبط وهناك لجان شعبية دائمة لتلافي القصور الامني ولدينا صبر وجلد فالذي جعلنا نصبر 03 عاما هو الذي جعل الناس تطهو 3 شهور علي مواقد الحطب وتوقد فوانيس الكيروسين فهناك قناعة عامة أننا سنصبر لأن القادم أحسن بكثير.. وتقوم اللجان الشعبية الدائمة بتسيير المرور ومراقبة الحالة الامنية. وطرابلس عامرة تماما وكأنها لم تتأثر. ورغم وجود قصور في الخدمات إلا ان الحياة تسير وتحاول استعادة الامن كاملا لاستعادة الاقتصاد والحياة. سيطرة الإخوان سيطرة التيارات الاسلامية كيف تراها بعد ثورات الربيع العربي وما دور الاخوان في ليبيا وكيف تتعاملون معه؟ - في ليبيا الاخوان المسلمين ليسوا بحجم مصر فهم عندنا نخبة من المثقفين وعددهم لا يزيد علي المئات وشعبنا متدين بطبعه ولا استطيع تقييم وضعهم الا عند الدخول في حراك سياسي لنقيس قوتهم وتأثيرهم فهم فئة بسيطة من حيث الفاعلية لكنهم يحاولون الآن تشكيل حزب. ولا أظن ان الشعب عنده مشكلة معهم لاننا مسلمون 001٪ والشريعة ستكون مصدرا من مصادر التشريع وليست المصدر الوحيد. واؤكد علي ان المتاجرة بالدين مرفوضة ولن نسمح بأن يمتطي احد الدين للوصول الي الحكم وهناك تخوف من فرض التدين. واذا استعمل الدين بالسياسة فسيخل بحقوق الشعب. ماذا عن الانتخابات البرلمانية والرئاسية وأيهما أقرب؟ - سنجري قريبا الانتخابات البرلمانية والرئاسية فالمؤتمر الوطني سيشكل حكومة انتقالية ثم لجنة لصياغة الدستور ثم يأتي دور التقسيم الاداري والدوائر الانتخابية وسيتحدد فيما بعد برلمان واحد أو اثنين لكننا نميل الي مجلس شيوخ ومجلس نواب. تقسيم ليبيا يثار دوما موضوع تقسيم ليبيا هل سيتم أم ماذا تري؟ - قضية الأقاليم كانت في بداية عهود ليبيا 3 أقاليم طرابلس وبرقة وخزان وقد اتحدت وكونت المملكة الليبية المتحدة ثم تحولت الي محافظات ولأن بعض الاقاليم خائفة من الاقصاء فهناك خيارات اما ألا تكون مركزية شديدة في الحكم والبعد عن اللامركزية وهناك من يدعو للفيدرالية حسب التقسيم القديم واقرب الحلول يراعي التوافق والميل للرضا الشعبي وعدم التركيز علي العاصمة في كل شيء حتي لا نعود للوراء ثانية فالتقارب والوحدة هما الاساس. المرأة الليبية كيف تري دورها بعد الثورة؟ - لقد حدد المجلس الانتقالي نسبة الكوتة للمرأة ب 01٪ ولكن القرار يجد مطالبات باعادة النظر في هذا الامر لان الجميع يطالب بزيادة هذه النسبة لتفعيل الدور الاكبر للمشاركة السياسية والمجتمعية ولقد قامت مظاهرات نسائية للمطالبة بذلك ونحن معها وندعمها ولابد من مناصرة المرأة وابراز مشاركتها بالطريقة السليمة والمؤثرة في المجتمع ونحن نعي دورها المؤثر جيدا. علاقة المجلس الوطني بالشعب هل تري فيها خنوعا أو بالأصح ضبطبة؟ لا خضوع ولا طبطبة فالمجلس الوطني لا يبحث عن وقائع تستفز الشعب ويريد الهدوء والاستقرار وان تمر المرحلة بسلام وقراراته يمكن الرجعة فيها ما دامت لا تخدم الصالح العام فهدفنا خدمة الشعب ورضاه. هل تري أملا في عودة الاموال الليبية التي هربها القذافي كاملة؟ - هناك أموال ستختفي للابد ولن نستطيع استرجاعها وخصوصا في الدول الافريقية التي ليس لديها قوانين وهناك استثمارات ضخمة اقامها القذافي واولاده لكن بسبب غياب القوانين ستؤمم وستضيع علي ليبيا ولن يضيع فيها وقتنا. لكننا مستمرون في البحث عن الوثائق التي تثبت ملكيتنا لودائع مالية وودائع ذهب وقد اودعت باسم القذافي واسرته ولها مستندات واضحة ومعلومة وبدأنا استرجاع بعضها. الرقابة علي الإعلام بعد الثورة وسقوط النظام هل يعيش الاعلام علي سابق عهده من المراقبة والمنع؟ - ليس لدينا الآن رقابة علي الصحف أو وسائل الاعلام ولا حتي الانترنت فكفي ما حدث من حرمان عانيناه جميعا. فهذا مرفوض تماما. ولا ننوي انشاء وزارة للاعلام بل ستكون هناك هيئة تراقب شئون الاعلام وادارته ولا نسعي للتضييق علي الحريات الاعلامية مطلقا وندعم بقوة حرية الصحافة. ما رأيك في حكام مصر السابقين؟ - تعاملنا مع الملك فاروق والرئيس عبدالناصر لكن أعز من تعاملنا معه السادات فعلي مدي التاريخ لن نحب ولن نجد من يضاهيه في فكره وبعد نظره وكيفية تعامله مع الامور بحكمه وتقديره للشعوب وكيفية تعامله مع الحكام. فالليبيون يقدرونه جيدا أو يكنون له كل المحبة والتقدير فهو بطل الحرب والسلام.. وكان لديه من الحكمة والوقار ما يحفظ به كرامتنا كعرب. وقد تعاملنا مع مبارك وكان في البداية فيه نفس السادات وبمرور الوقت تصالح مع القذافي واتفقوا بلغة المصالح ولم يراع مصالح الشعبين المصري والليبي. هل تتابع مرشحي الرئاسة المصرية ومن تراه الأقرب للفوز؟ بحكم التعاملات والانشطة العربية عمرو موسي الابرز وله حضور عربي قوي. لكن لا تعجبني تصريحات البرادعي ودخوله في مشاكل مع الكثير وعلي أي حال مصر تختار وثقتي كبيرة في أن الشعب المصري بعد التجربة الجيدة للانتخابات البرلمانية لديه من المقدرة علي فرز الاصلح واختياره سنحترمه ونقدره. التدريب علي السياسة خبرة الشعب الليبي سياسيا كيف تراها وهل تسبب الحرمان والقهر في خوف الناس من ممارسة العمل السياسي؟ الشعب مقبل بقوة علي السياسة والتعاطي معها لكن يحتاج الي تعلم وتدريب علي السياسة والعشر سنوات القادمة تجريب وتدريب والمستقبل واعد سياسيا ويحمل التفاؤل للشعب الليبي في كل المجالات. ولا نريد تكرار التجربة السابقة ولا يمكن تكرارها فنحن نربي شعبنا علي الحرية التي حرم منها ونذكي فيه روح النصر والوثوب في طريق الحرية. ماذا عن علاقة الثوار بالمجلس الانتقالي؟ لا نستطيع التعامل بالمنطق فالثوار تجمعوا دون سابق معرفة ولم يكن لديهم أيدلوجية ولا مفاهيم تنظيمية والمجلس الانتقالي نفس الشيء والتنسيق بينهم يحتاج الي قدر كبير من التهيئة فالعلاقة أمر واقع فالثوار يحاولون فرض نفسهم وتهيئة أمورهم والمجلس يتسع صدره لهم ويحاول ارضاء الليبيين والخروج لبر الأمان لكن غياب الحزم بين الثوار والمجلس أوجد الاختلاف الذي نحاول تلافيه. وماذا عن السلاح المنتشر في البلاد وفي أيدي الثوار؟ السلاح أصبح أكبر المشاكل فلا نقدر علي حصره والسيطرة عليه وهو مشكلة منذ البداية ووجوده خطر ولكن تدريجيا ومع عودة الأمن سيتم السيطرة عليه وتقنينه لاعادة الامور والنظام للبلد. دور الأممالمتحدة ماذا عن الدور الفعلي للأمم المتحدة وكيف ساهمت في الاستقلال والتحرر؟ أتكلم كسياسي ولا أريد السفارات ولا انكر ان الاممالمتحدة كانت عاملا أساسيا في استقلال ليبيا سنة 1951 وهي التي أشرفت علي تأسيس ليبيا الآن ولها مكتب كبير في ليبيا يديره (ألن مارتن) مقيم بصفة دائمة حاليا في ليبيا للاشراف علي قيام ليبيا الدولة الجديدة والانتخابات والمساعدة في كل شيء. وأقولها بصراحة اذا لم نفلح في تكوين الجيش بسرعة وجهاز المخابرات واستعادة الشرطة والسيطرة علي الأمن والحدود واستعادة الامور لنصابها فلابد لنا ان نطلب من الأممالمتحدة التدخل للمساعدة ونأمل ان نلملم أنفسنا بسرعة وإعادة الامور لزمامها. لماذا لم تحصل علي منصب في الحكومة؟ كنت من المرشحين لرئاسة الوزارة وانسحبت ورشحوني لوزارة الخارجية لكنني اعتذرت ورأيت من واجبي التواجد في الخارج بحكم خبرتي لاقناع الدول بمساعدة ليبيا وإغاثتها ودعمها بالغذاء والسلاح والمساندة الاعلامية حتي نستعيد قوتنا. ولا أنكر أنني ساهمت بالمجهود المخابراتي والأمني. ماذا تقول للحكام الديكتاتوريين؟ اقول لهم اتعظوا رغم أنكم لم ولن تتعظوا فالغرور يركبكم. فلا أحد يتعلم وهاهم سقطوا الواحد تلو الآخر ولكن لا حياة لمن تنادي ولقد أثبت حسني مبارك أنه ظاهرة من ظواهر التخلف العربي وآذي الشعب من اجل نفسه فقط ومن أجل توريث ابنه وتحالف مع الطغاة والديكتاتوريين ليطبقوا هذه المشاريع متضامنين وداعمين لمصالحهم وهاهي النتيجة لعل بشار الأسد يراها ويقرأها. مستقبل مصر وليبيا ماذا تري في مستقبل العلاقات المصرية الليبية؟ لا تحتاج العلاقة بيننا الي تدليل وأؤكد لمصر وشعبها أننا ثابتون في العلاقة ولن تهتز محبتنا ولن يؤثر فيها اتفاق الحكام الديكتاريين علينا كشعبين تربطنا مصاهرة وتاريخ عميق. ويحكمها من يحكمها ويتغير الحاكم لكن علاقتنا لن تتبدل وستظل راسخة ومتميزة بين الشقيقين وأكررها نحن نفتح قلوبنا وذراعينا متأكدين ان مصر وشعبها سيحتضنوا أشقاءهم الليبيين.. ودعوتي للحكومة والشعب والشركات المصرية تعالوا نعمر ليبيا سويا فأنتم أولي ببلدكم.