عصام السباعى أتابع هذه الأيام حالة من " الاستعباط " السياسي في الحياة المصرية ترافقها سلسلة منفصلة مترابطة من" الهبل" الدبلوماسي وعلمتني التجارب ان الاستعباط السياسي الداخلي يكون في معظم الاحيان لإخفاء ممارسات مخجلة وغير سليمة اخلاقيا وقانونيا. كما يرتبط "الهبل الدبلوماسي " عادة لدي القوي الخارجية بعمليات مخابراتية يتم فيها استخدام وسائل الاعلام والصحف الكبري و بعض المنظمات غير الحكومية لإلقاء قنابل الدخان التي تكفل استمرار ونجاح المهمة أو الخروج الآمن بأقل الخسائر وهذا ما اعتقد أنه حدث في الشأن المصري أعقاب ثورة يناير بصفة عامة وقضية التمويل الاجنبي والعمل غير القانوني لبعض المنظمات الحقوقية بصفة خاصة! ولا يخفي علي أحد ان مصر اصبحت ملعبا كبيرا لأجهزة المخابرات الاجنبية بمختلف مستوياتها سواء بطريقة مباشرة او من خلال المجموعات الخاصة بها ويتم ادارة العمليات مركزيا كما يتم تشغيل العرائس المتحركة لهز"وسط البلد" والتنسيق بصورة او اخري بين هذه المجموعات وابرزها تلك التي تدار من امريكا ولندن وتل ابيب وأرجو ألا يقول لي أحدهم وما هو دليلك ويمارس معي ومع البلد نفس لعبة "الاستعباط " السياسي المقصود .. و"الهبل" الدبلوماسي المنظم ولم اتعجب بالطبع من اتجاه البعض الي تعميم ما حدث بحيث يختلط الحابل بالنابل والمنظمات الحقوقية الملتزمة بغير الملتزمة والتلاعب بالكلمات وكأن هناك حملة منظمة ضد النشاط الحقوقي وبالطبع امتنع المحترمون عن التعليق في انتظار نتائج التحقيقات ويطبق ذلك المثل الخليجي الجميل " لا تبوق ولا تخاف " بمعني أنه طالما لم تسرق وتمد يدك الي المال غير القانوني فلماذا تخاف! ويجب ان يشعر بالعار والخجل الكثير من الاسماء التي لم تلتزم الحقيقة في تناول هذه القضية ومنها وبكل أسف وكالة أنباء عالمية ومنظمات دولية أدانت قبل أن تستفسر عن حقيقة ما حدث وتحدثوا عن قيام الجيش والشرطة بمداهمة للمنظمات الحقوقية في مصر في خطوة لتكميمها وتصفية الحسابات مع الجيش بعد ان فضحت تلك المنظمات انتهاكات حقوق الانسان التي قام بها ونعلم جميعا أن الحملة قام بها فريق من النيابة العامة بقرار من قضاة التحقيق في قضية عمرها شهور ولها مبررات واضحة ولم يدخل المقار سوي رجال النيابة العامة واذا كنت افهم مبررات التدليس لدي كثيرين فلا افهم ما حدث من وسائل الاعلام والوكالة الصحفية العالمية التي يفترض ان تبث اخبارها دقيقة صادقة موضوعية ولكنها قصرت الخبر علي مجرد مداهمة واقتحام فاجر من الأمن لكل المنظمات وليس لعدد محدود منها وفي اطار تحقيق قضائي! أفهم أن ترد منظمات المجتمع المدني المتهمة بالعمل بدون ترخيص أو تلقي أموال بلا تصريح علي اجراءت قانونية باجراءات قانونية مضادة بحيث يكون الحكم الأخير للقانون كما أرجو من الدول الأجنبية ان تبتعد عن " الاستهبال الدبلوماسي " وتقول لنا ما الخطأ فيما حدث وان تتيقن من المعلومات قبل كيل الاتهامات اللهم الا اذا كان وراء كل ذلك ضغوط غير مباشرة علي مصر او محاولة لتسخين الوضع الداخلي والخارجي علي مصر استعدادا للموقعة التي يتم الاعداد لها حاليا لإعادة رسم اوراق مصر في 25 يناير القادم وفقا لمصالح بعض الاطراف في الداخل التي " تصالحت " مع بعض توجهات الخارج ولو علي حساب الأمن القومي المصري!
أري أن اللعبة كبيرة وحان وقت كشفها بالقانون وبالقانون فقط وليس بالتهريج ولعب العيال حتي من منظمات ورجال يفترض فيهم احترام القانون.. واقولها مرة اخري : ارجوكم دعوا القانون يتحدث ويقول كلمته .. " فلن يطول العار في كل الحالات الا بالخاطئين سواء هنا أو هناك ! آخر سطر : يقول المثل الانجليزي" التظاهر بالفضائل قد يكون غطاءً للرذائل " .. هل فهمتم قصدي !