لم أصدق نفسي عندما تلقيت خطابا من ادارة الجبانات بمحافظة القاهرة تقول لي »مبروك جالك مدفن«.. لقد نسيت هذا الموضوع تماما بعدما تقدمت بطلب لتخصيص مدفن لي ولأسرتي في 62 اكتوبر 9991 ولم يرد عليّ أحد لا بالقبول ولا بالرفض.. لهذا كانت دهشتي كبيرة عندما تلقيت هذا الخطاب ورحت أسأل نفسي »إيه اللي فكرهم بعد 21 سنة؟«. فرحتي بالخطاب شغلتني عن النظر إلي مربع صغير في أعلاه يتضمن الرسوم المطلوبة لتخصيص هذا المدفن وقدرها 21 ألف جنيه محددة طبقا لقرار المحافظ رقم 7326 لسنة 1102 .. إذن هو قرار جديد للمحافظ الجديد د. عبدالقوي خليفة. لماذا اتخذ المحافظ هذا القرار؟ ومن الذي أوحي اليه بهذه الفكرة التي تباعد بينه وبين الناس المرهقين من نفقات المعيشة ومنهم عشرات الآلاف الذين لا يجدون قوت يومهم في هذا الزمن الصعب فإذا حلموا أن يكون لهم مدفن يؤوي أجسادهم بعد الممات تحطم حلمهم علي صخرة ال21 الف جنيه ثمن الارض فقط والتي لا تتجاوز 02 مترا لا تكفي للغرض من إنشاء المدفن وهو أن يكون مدفنا للأسرة بأبنائها وأحفادها.. وتتبقي تكلفة بناء المدفن والتي تصل إلي مثل هذا المبلغ أو اكثر. كان المتبع تخصيص المدفن بمساحة 04 مترا مقابل 005 جنيه فقط.. كيف يضاعف المحافظ مقابل التخصيص 42 مرة فجأة مقابل نصف المساحة .. وكلما عرض عليه تظلم من هذا القرار أو طلب بتخفيض المبلغ أو تقسيطه أشر عليه »يحفظ« . حفظك الله يا سيادة المحافظ.. ضع نفسك مكان أي مواطن لا يستطيع تدبير هذا المبلغ وأخبرني ماذا تفعل؟.. وإذا كان السبب أن خزانة المحافظة خاوية ففكر في طريقة أخري لتوفير موارد لها.. ولا تكن سببا في إصابة أحد بالسكتة القلبية لفشله في تدبير هذا المبلغ ولا يجد أهله مكانا لدفنه !.