لم تمر مصرنا الحبيبة بمحنة قاسية وحزينة عبر تاريخها مثلما يحدث لها هذه الأيام العصيبة وهي تري أولادها يشتبكون في معارك دامية ويتقاتلون ويحرقون قلب قاهرتها بزجاجات المولوتوف والرصاص ويتراشقون بالحجارة ليتساقطوا في النهاية بين شهيد وجريح من المتظاهرين أو المعتصمين أو جنود جيشها أو حتي هؤلاء المأجورين الذين أعماهم بريق المال وهم يدخلون في معركة الكل فيها مهزوم والكل فيها نسي أن مصر العظيمة أصبحت ثكلي وحزينة لأنها لم تستطع وقف هذا الغضب الأسود الذي فرق بين أولادها ويزداد حزنها عندما لا تجد أحدا يسمع أو يحاول أن يهدأ أو يقول كلمة حق تعيد للجميع رشدهم لأنهم لا يسمعون إلا همسات الشيطان وأصوات التآمر علي أرض الكنانة ويزداد حزن مصر وهي تري الدول الشقيقة والصديقة تدير لها ظهرها وتنقض وعودها بتلك المساعدات التي أعلنوا عنها بمليارات الدولارات وكأن الجميع يحاول الفتك بأمنها واستقرارها وكان من الممكن أن تتماسك مصر كعادتها دائماً قوية وعظيمة ولكنها تترنح هذه الأيام وهي تري أولادها منصرفين عن العمل والإنتاج ولا أحد يريد العودة إلي أحضانها التي تتسع للجميع بعد هذه الأيام الموحشة لقد آن الأوان أن نتكاتف ونمسح دموع مصرنا الحبيبة فهذا حقها علينا وأن ندرك أن تماسك الشعب والجيش والشرطة معاً هو السبيل الوحيد للعودة إلي استقرار مصر والمصريين .