كأننا حققنا فائضا عظيما في جميع المنتجات التي يحتاجها المجتمع بصورة ملحة، ولم يعد لدينا ما يشغلنا إلا هذا النوع الشاذ من المنتجات التي لم يألفها وطننا عبر مختلف العصور. فجميع وسائل التخويف والتخوين اصبحت هي الرائجة في كل مكان بدرجة تجعلنا في مقدمة دول العالم في انتاج مستلزمات هذه الوسائل الغريبة علي مجتمعاتهم، ولو أن الفزاعات التي يتم ابتداعها- من آن لآخر يمكن تصديرها لأنشأنا لها العديد من خطوط الانتاج علي الفور كي نخرج من كبوتنا الاقتصادية، وخيبتنا القوية ونقضي علي شبح البطالة الذي يستشري في جسد الوطن يوما بعد يوم. أليس عجيبا وسط هذه الاحداث الدموية المحيطة بنا من كل اتجاه ان يزيدنا اللاعبون علي حلبة الحياة السياسية فزعا وتخويفا بأمور مخترعة ليس لها أساس علي أرض الواقع من اجل تحقيق رصيد أكبر من التصويت في صناديق الانتخابات علي حساب منافسيهم وكأننا اصبحنا كالكرة، كل يحاول انتزاعها من الآخر بتخويفنا منه؟! نحن أوعي من اللاعبين علي خطوط انتاج الفزاعات هنا وهناك ولدينا ما يجعلنا نميز بين الانتهازيين والغيورين علي علي مصلحة هذا الوطن الذي نزفت جراحه أمامنا ونحن نتلاسن ونتراشق بأفظع العبارات والاتهامات طوال الأشهر الماضية. مصلحة مصر هي الأبقي والأخلد في سجلات التاريخ، أما تجار الكلام فهم مجرد مطبات يتجاوزها الزمن ويدهسها بأقدامه.