أمسكت بالجرائد اليومية.. تصفحت المواقع الإلكترونية، والفيس بوك والتويتر.. الكل يتصدره صورة الشيخ الجليل الذي قتلته رصاصة غدر، وطالب الطب الذي كان يداوي جروح المتظاهرين فوقع وسطهم، وطالب الهندسة الذي طلب الشهادة فنالها »إن شاء الله«.. ثم تساءلت تري من قتل هؤلاء؟ من الذي اختار بعناية صفوة الشباب؟ من الذي عرف يفرق بين هؤلاء ومن يلقون زجاجات المولوتوف علي المجمع العلمي ويكسرون أسوار مجلس الشعب؟ وسط مشهد مليء بالبشر والنار والضرب والسحل، وصراخ مذيعي الفضائيات، وتحريض بعض الضيوف، وادعاءات بعض الذين يقدمون تقاريرهم من قلب الأحداث.. اختلس القتلة لحظة أو لحظات صوبوا اسلحتهم المسروقة الملوثة بدم مصر والمصريين وقتلوا خيرة الشباب »ولا أزكيهم عند الله«. في نفس المشهد المليء بالضرب والسحل والطوب المصوب علي جنود الجيش المصري الباسل.. لم يطلق أحد منهم رصاصة علي من قطع فخذه بالمطواه أو من قلع عينه بطوبة أو من كسر ساقه بحديدة. وحتي لا يفهمني القاريء علي اني أدافع عن هؤلاء الجنود الذين ضربوا المعتصمين وأوسعوهم ضربا وسحلوا البنات وكشفوا عوراتهن.. فإنني أتناول فقط واقعة قتل شيخ جليل وطالب طب وطالب هندسة.. هل هي الصدفة أم أن القاتل منهم فيهم، سواء كانوا معتصمين أو مجرمين محترفي قتل، ولا ننسي من دلهم علي هؤلاء بالتحديد. في نفس المشهد أصيب الكثير من هراوات رجال القوات المسلحة، منهم من مات متأثرا بالضرب ومنهم من تكسرت عظامه.. اما القتل فأصحابه ليسوا من الجيش المصري.. وستتولي التحقيقات كلمتها قريبا. هذا عن القتل اما الحرق فهو بالقطع مقصود ومرتب، ومخطط، ومنفذ .. اما الوسيلة فهي معروفة، شاهدناها جميعا صوتا وصورة. ان الذي خطط للحرق وأفسد في الأرض يعرف قيمة المجمع العلمي، ومحتواه، وكيف سيحرق قلب كل مصري علي تراثه الإنساني والتاريخي. حتي أنهم »شياطين هذا الزمن« منعوا سيارات الاطفاء من الوصول إليه لإنقاذه.. وأذكرهم جميعا، المخططين والمنفذين بقول الله تعالي في سورة المائدة »انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا ان يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم« صدق الله العظيم. وأخيرا أقول أن وعد الله حق.