لا أعتقد أن المجلس العسكري يسعي لتصعيد المواجهة مع المتظاهرين والقوي السياسية بدليل أنه استجاب لجميع مطالب المجلس الاستشاري وتعهد في بيان رسمي بوقف العنف فورا ًضد المتظاهرين واحترام حق التظاهر السلمي دون تعطيل المصالح العامة ومحاسبة المسئولين عن التجاوزات التي وقعت بحق المتظاهرين.. هذا بالاضافة إلي اعتذاره الرسمي لنساء مصر عما تعرضت له احدي الناشطات من إهانة وسحل في الشارع أدي إلي تعرية جسدها وهو ما استنكره جميع المصريين وليس القوي السياسية فقط. نتائج اجتماع المشير طنطاوي رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة مع المجلس الاستشاري برئاسة منصور حسن أمس الأول جديرة بالاحترام والتأييد لأنها تفتح الطريق لاستعادة الهدوء ليس في ميدان التحرير وشارعي قصر العيني والشيخ ريحان فقط لكن في الأوساط السياسية بصفة عامة.. فمادام المجلس العسكري قد أبدي حسن النية وحرصه علي عدم تصعيد المواجهة مع المتظاهرين فإن الكرة الآن في ملعب شباب الثورة والمتظاهرين الذين نتوقع منهم خطوة علي نفس المستوي تؤكد أنهم علي قدر المسئولية وأن حرصهم علي عودة الهدوء والاستقرار لا يقل عن حرص المجلس العسكري. فض الاعتصامات والتظاهرات فوراً وعودة شباب مصر الأطهار إلي بيوتهم وأعمالهم يتيح الفرصة -بلا شك- لكشف عناصر البلطجة المأجورة التي اندست بينهم لاشعال نار الفتنة بين الشعب والجيش ووقف الانتخابات لتعطيل التحول الديمقراطي في مصر. لا أحد يريد لمصر أن تغرق في بحر الفوضي والعنف أو أن تشهد حربا أهلية تفتح الطريق لتنفيذ مخطط التقسيم المعروف.. هذه بلدنا الذي نحبه جميعا بلا شك ونعتز بانتمائنا إليه ونحرص علي إعادة بنائه وصنع مستقبل أفضل لأبنائنا.. وشبابنا.. شباب الثورة يجب أن يكونوا في مقدمة الصفوف لتحقيق هذه الأهداف بتفويت الفرصة علي كل من يريد اسقاط مصر.