عمرو الخياط منذ أن إندلعت ثورة 25 يناير حتي الآن حدث عدد من المعارك والتي أطلق عليها أسماء عدة مثل موقعة الجمل وموقعة الجلابية وموقعة ماسبيرو وأخيراً موقعة الكورة.. فلا أتصور أن تكون مباراة كرة القدم تطيح فيها الكرة لتقع في فناء مجلس الوزراء هي السبب في حرق مصر أياً كانت الروايات. وأياً كانت هذه الروايات صادقة أو كاذبة.. فلا يوجد مبرر واحد لتبادل العنف بين الطرفين، الجيش والشعب بهذه الصورة التي شاهدناها عبر الفضائيات والتي أصبحت تنقل أدق التفاصيل علي الهواء مباشرة وشاهدنا جدارا عازلا يفصل بين الجيش والشعب اللذين كانا في يوم من الأيام يد واحدة وأصبحا الآن علي طرفي صراع.. الثوار ينشرون فيديوهات سحلهم في شارع قصر العيني وعلي النقيد العسكري يعرض فيديوهات لبلطجية يحرقون المنشآت ويدعون أنهم ثوار وما بين الإثنين تضيع الحقيقة التي لا يعرفها أحد حتي الآن سوي أنهم يلقون التهمة علي طرف ثالث يسعي إلي تخريب مصر وتشويه تاريخها فالثائر لا يحرق والجندي لا يعتدي علي شعبه وكلاهما في النهاية أبناء هذا الوطن الذي يحترق ويئن من الألم. شعب مصر في حاجة الآن وليس غداً إلي أن يستشعر أن الذي شاهده طوال الإسبوع الماضي كان كابوساً ذهب وإرتاح من علي صدره.. ناظراً إلي مستقبل أفضل يجني ثماره في ربيع قادم يكون فيه قد مر عاماً علي ثورته السلمية التي أشاد بها العالم.. فالثوار في 25 يناير قاموا بتنظيف ميدان التحرير وطلاء الأرصفة وثوار أو من يطلقون عليهم ثوار جمعة 16 ديسمبر يشعلون الحرائق ويكسرون الأرصفة ويدمرون مستقبل مصر.. هذا هو الفرق بين ثوار 25 يناير وثوار 16 ديسمبر. ياشباب مصر العظيم.. يازهرة مستقبلها.. يامن قمتم بأعظم ثورات في التاريخ.. إحموا هذا البلد الذي ذكر اسمه في القرآن وإجعلوه آمناً علي حاضره ومستقبله.. غلبوا العقل علي فوران الشباب وإمتثلوا إلي النصيحة ولا تستفزوا أو تستجيبوا للإستفزازات التي يحركها أشخاص بعينهم للوصول إلي ما وصلنا إليه الآن.