في ظل تلك الظروف الحرجة والصعبة والقاسية التي تمر بها مصر حالياً وجدت نفسي قلقلة مضطربة تخلو دوماً وحدها وأحياناً كثيراً تطوق إلي الحديث مع الآخرين من أجل الإجابة عن اسئلة بعينها منها ما الذي حققته ثورة 25 يناير من أجل مصر ؟ وهل انحسرت نتائج تلك الثورة المجيدة في تطهير الدولة من أشخاص بعينها كانت سببا في ما آلت إليه مصر من انهيار في جميع مناحي حياتها ؟ وهل كان هذا الدور فقط الذي لعبته أم أن هناك نتائج أخري لتلك الثورة لا يراها الآخرون ؟ وبالاحري لا يراها من يريد أن تبقي مصر مريض!! وتسألني نفسي أيضاً من هو اللهو الخفي الذي يلعب بالنار فيحرق هؤلاء الشباب من أفراد مصر الحبيبة بيد مصرية؟ فهذا الألم النفسي الذي تسببه هذه الوقائع بداية من موقعة البالون ومروراً بماسبيرو وشارع محمد محمود وحالياً موقعة مجلس الوزراء من وراء ذلك ؟ ثم تسألني نفسي هل هناك مواقع أخري قادمة؟ وهل ننتظر حتي تقع تلك الكوارث الأخري ثم نخرج بتصريحات إعلامية الغرض منها مجرد تسكين الآلام فقط ؟ أم أن الوضع الراهن يحتاج إلي جراح لديه رؤية واضحة وشفافة فيما يحدث فيتدخل بمشرطه لاستئصال هذا الورم ثم نلجأ بعد ذلك لتحليله هل هو ورم خبيث أم حميد وفي هذه الحالة نبدأ مرحلة العلاج !! وأسئلة كثيرة أخري عن مستقبل مصر علي المستوي السياسي والاجتماعي والاقتصادي ؟ وهل تحول مصر علي المستوي السياسي سوف يؤثر علي مستقبل مصر في مناحي الحياه الأخري سواء علي المستويين الداخلي أو الخارجي ؟ وعما إذا كان هذا التأثير سلبياً أم إيجابياً ؟ أيضاً ما الذي أفرزته هذه التجربة الديمقراطية من خلال صناديق الانتخاب ؟ وهل إرادة الناخب المصري الذي لا يعرف من ينتخبه حينما يدلي بصوته هي في هذه الحالة إرادة حرة واعية تؤدي بنا إلي مجلس شعب قوي لديه القدرة علي قيادة السفينة نحو مصر الحديثة أم أنها إرادة غير واعية تحمل بين طياتها صوتاً إنتخابياً موجهاً يقود مستقبل البلاد إلي منحي آخر لايعلم عواقبه إلا الله ؟ وإن كنت أحمل في جعبتي وجهة نظري الشخصية بشأن الإجابة عن هذا السؤال الأخير من خلال تجربتي كقاض في الإشراف علي بعض اللجان الإنتخابية بإحدي الدوائر بمحافظة الجيزة وقد يكون ذلك موضوع مقال آخر مستقبلاً. في الحقيقة أشفقت علي نفسي من حجم وأهمية تلك الأسئلة التي تحملها في جعبتها والتي لاتحتاج فقط إلي مجرد إجابة هي في حقيقتها مسكن لهذا الألم النفسي الذي تشعر به !! بل هذه الأسئلة تحتاج إلي إجابة واحدة فقط تكون هي الاجابة الحقيقية التي قد تكون صادقة في بدايتها إلا انها تحمل بين طياتها الحقيقة الشافية العافية من كل داء !! وسواء اتفقنا أو اختلفنا علي أهمية الصدق والأمانه في الإجابة عن هذه الأسئلة التي تطرحها نفسي فإنني علي يقين بأن تركها للحديث مع الآخرين سوف يعرضها للهلاك وأقصد بهؤلاء الآخرين داخلياً أصحاب الأجندات الخاصة وخارجياً الدول التي تتربص بمصر ولا تريد لها أن تنهض وأن تكون بحق مصر الحديثة !! من هنا بات ضرورياً أن أتحدث لنفسي بنفسي ولا أتركها لغيري للعبث بها !! ومن ثم كانت إجابتي نعم الثورة طهرت الدولة من بعض الأشخاص لكن الدور الأهم للثورة هو الثقافة التي أرستها وهي ثقافة التطهير ومقاومة بؤر الفساد المؤسسي ثقافة الأمل في غد مشرق يحمل بين طياته كرامة الإنسان المصري في الداخل والخارج وهذه الكرامة لن تأت إلا بتحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية من خلال أمن قوي قادر علي تنفيذ القانون تنفيذاً كاملاً دون هوادة . وفي النهايه " عذراً للقارئ العزيز فأنا حينما كنت أتحدث وأتحاور مع نفسي فأنا أقصد بذلك مصر الحبيبة إلي القلب العزيزة إلي النفس فهي نفسي وهي حياتي ومصر تحتاج في هذا الوقت الحرج لكل مصري يشعر بأن نفسه تحتاج إليه وحده دون أن يتركها لغيره فريسة ينظر إليها بشهوة جامحة طامعة قد تهوي بها إلي عواقب وخيمة "