بات ضرورياً وحتمياً بعد ثورة 25 يناير العظيمة أن تتغير لغة الإعلام بصوره المختلفة ليس ذلك فقط بل أيضاً أن ينحصر هدف الإعلام نحو مصر المستقبل فقط دون ثمة أهداف أخري قد يعلمها البعض ولن أخوض فيها!! لكن كيف تتغير لغة الإعلام؟ وهل يعني ذلك تغيير الأشخاص أم أن الأمر أكبر من ذلك؟ وبالأحري كيف يكون هناك اعلام للثورة؟ دعونا في البداية وقبل الاجابة عن هذه الاسئلة أن نتذكر سويا بأن الثورة تقوم للقضاء علي الفساد في صوره المختلفة سواء سياسياً أو اقتصادياً أو اجتماعياً في جميع المناحي الحياتية!! ودائما وأبداً يجب التأكيد علي أن الثورة حتي تحقق أهدافها في القضاء علي الفساد لم يكن ذلك مقصوداً به أشخاصا بعينهم بل الأخطر هو الفساد المؤسسي الذي استشري في أوصال الكثير من مؤسسات الدولة نتيجة المناخ الفاسد الذي كان قائماً وهذا الذي يحتاج الي جهد كبير وتكاتف جميع عناصر الدولة للقضاء عليه وفي اعتقادي أن المحرك الأساسي لذلك هو المواطن من خلال أفعاله وردود أفعاله نحو ذلك، فالخطر كل الخطر أن نختزل الثورة في أشخاص بعينهم فلن يكون ذلك سوي مسكن للآلام فقط دون استئصال الورم السرطاني الذي استشري في بعض مؤسسات الدولة فمعذرة علي الإطالة في هذه المقدمة قبل الإجابة عن أسئلتنا سالفة البيان ولكن وجب التنويه لارتباط ذلك بالإجابة التي نحن بصددها وهي أنه ليكون هناك اعلام للثورة يجب أن تتغير ثقافة الإعلام نحو مستقبل مصر التي تلوح في أفقها الأن نسائم الحرية والعدل والمساواة!! فلن يكون من مصلحة تلك الثورة العظيمة التركيز الاعلامي علي الصراعات والتوترات التي أعقبت الثورة مثل المطالب الفئوية ومظاهر البلطجة واقحام الدين فيما يسمي المساس بالوحدة الوطنية ولن أقول إن ذلك من نتاج الثورة لأن الثورة هي ثورة بيضاء يحدوها هدف واحد فقط قامت من أجله هو مصر المستقبل وهو الهدف الذي يجب التركيز الاعلامي عليه دون سواه والذي يجب أن تتغير من أجله ثقافة الاعلام نحو البناء من أجل تحقيق غاية تلك الثورة!! ولن يتم ذلك إلا من خلال التعاون بين المواطن والدولة للوصول بمصر الي بر الأمان في هذه الفترة الزمنية الحرجة حتي تتمكن الدولة بجميع مؤسساتها من اقرار النظام والتصدي لكل محاولات هز أمن مصر سواء في الداخل أو الخارج!! وفي النهاية نحن لا نريد اعلاما يكتفي بطرح السلبيات دون أن يعرف كيفية تلافيها وتداركها بل نريد اعلاما تنويرياً لحماية تلك الثورة ويعي تماماً انها قامت من أجل ارساء قواعد العدالة والمساواة تحت مظلة الحرية!! نريد ايضاً اعلاما محايداً لديه ثقافة الإحساس بالوطنية (الإحساس بمصر الحبيبة)!! وأن قيمته تكمن في الجانب الإبداعي الذي يهتم بتطوير الفكر الانساني!!