هل هذا معقول ؟ ألا نتعلم أبدا من أخطائنا ؟ كم مرة اشتعلت النيران في مصر وافتعلت المصادمات الدامية مع رجال الشرطة والجيش وسقط القتلي والجرحي ثم يتبين أن هناك طرفا ثالثا اسمه" القلة المندسة " هوالفاعل الأصلي ومهمته الأساسية هي اسقاط الدولة بأي شكل. والمدهش أنه في كل مرة يعجز الجيش بهيلمانه والشرطة بجبروتها عن التعرف علي من وراء هذه القلة المندسة ومن يمولونها ويدفعون لها.. أوهكذا يحاولون أن يوصلوا إلينا هذا الاعتقاد وكأن الطرف الثالث قد ارتدي طاقية الاخفاء، أكثر من ذلك كم مرة أعلنت النيابة العامة عن اجراء تحقيقات مع المتورطين في الأحداث الدامية مثل مسرح البالون والعباسية وماسبيرو ومحمد محمود.. ثم لاشيء بعد ذلك أبدا، وبرغم مرور أشهر عديدة علي هذه الأحداث الا أنه لم يحدث اطلاقا أن أعلنت نتائج التحقيقات ولومرة واحدة، ماذا يمكن أن نسمي ما يحدث ؟ سهو أم تواطؤ؟ ولا تلومونا ان قلنا ذلك، فعدم اعلان نتائج التحقيقات في كل مرة هوالذي خلق عند الناس هذا اللبس وجعلهم يعتقدون بنظرية المؤامرة.. قولوا لنا ما مصلحتكم في عدم اعلان نتائج تحقيقات النيابة؟.. لماذا لم تعلنوا اعترافات المجرمين والبلطجية علي الملأ لكشف أسماء المحرضين والذين يدفعون لهم ثمن تخريبهم للبلد واضرام النيران بها.. أين الشفافية التي صدعتم رءوسنا بها.. ألم نبدأ عهدا جديدا بعد ثورة يناير المجيدة والتي حررتنا من حكم الفرد وعبادة الأصنام ؟ ماذا تخشون وممن تخافون أو إن شئنا الدقة علي من تخافون؟ اذا كان رأس النظام السابق وراء القضبان هو وأبناؤه، فهل تخافون من أمنا الغولة أم عليها ؟ أرجوكم اعلنوا نتائج جميع التحقيقات سواء السابقة أواللاحقة.. فمن حقنا أن نعرف من الذي يتآمر علي مصر ويريدها خرابا " مستعجلا " ولابد أن يأخذ جزاءه العادل.. كفانا خرابا ودمارا.. ماتبقوش أنتم والمتظاهرين علينا.. " الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا " فهم بأنانيتهم ورعونتهم ونظرتهم القاصرة قد شجعوا البلطجية علي الانضمام اليهم تحت مظلة الثورة.. وفتحوا لهم الباب علي مصراعيه للتخريب والتدمير بكل السبل.. ربنا ينتقم منهم جميعا.. فقد عز عليهم نجاح الانتخابات البرلمانية بمرحلتيها الأولي والثانية بصورة أشاد بها العالم أجمع.. وعز عليهم أيضا نجاح أجهزة الشرطة في عودة الأمن للشارع المصري من خلال حكومة الجنزوري.. هذا الرجل المخلص الذي قبل أن يتولي مهمة الانقاذ للبلد في ظروف بالغة الصعوبة.. وكان جزاؤه هوالمنع من دخول مجلس الوزراء.. بأي حق يفرض هؤلاء السفهاء رغبتهم علي الملايين من أبناء الشعب المصري ؟ بأي حق يحتلون الشوارع والميادين ويقطعون الطرق أمام الناس ويعطلون مصالحهم وأرزاقهم.. يستحيل أن تكونوا من الثوار الأبطال الذين قاموا بالثورة السلمية المجيدة.. فالثوار الذين خلصونا من حكم الديكتاتور لا يمكن أن يفرضوا علينا ديكتاتوريتهم وكأننا كنا نستبدل ديكتاتورية بأخري.. الثوار الحقيقيون لا يحملون زجاجات المولوتوف والشماريخ والشوم والعصي ولا يعتدون علي الأبرياء ولا يشعلون الحرائق.. منكم لله.