حسبنا الله ونعم الوكيل فيكم يا من تريدون لمصر هذا الضياع، يا من تحاربون بكل قوتكم أي فرصة للاستقرار في مصر وتريدونها »خرابا مستعجلا«.. ما هو الشيء العاجل جدا والخطير جدا الذي دعاكم لمليونية جديدة في ميدان التحرير.. وثيقة السلمي؟ أليست لدينا في مصر العشرات من الفضائيات والصحف المستقلة وحتي الصحف القومية التي تتمتع الآن بكامل الحرية في التعبير وابداء كافة الآراء المعارضة منها قبل المؤيدة؟ لماذا اذن لجأنا لمليونية جديدة ونحن نعلم تمام العلم ما تجره المليونيات من صدامات دامية واشتباكات في نهاية الأمر بين المتظاهرين وبين قوات حفظ النظام سواء كانت من الجيش أو الشرطة.. وأعجب كل العجب من الذين يلومون علي هذه القوات ويأخذون عليها لجوءها لاستخدام العصي أو القنابل المسيلة للدموع لفض الاشتباكات.. اذن ما الذي كان ينبغي علي أفراد هذه القوات ان يسلكوه.. هل الفرجة الصامتة علي الأحداث مع عقد الذراعين واليدين علي الصدر.. أم ان هناك حدا أدني من حق الدفاع عن النفس وفي نفس الوقت عدم استخدام العنف في مواجهة الطرف الآخر.. نعم ان الشرطة لم تستخدم العنف يوم الجمعة الماضي كما يتهمونها ولو عايزين تعرفوا يعني ايه عنف انظروا لما يحدث في فض اعتصامات وول ستريت في نيويورك.. ان ما يحدث في مصر كان منذ ثورة يناير -ولا يزال- منتهي الدلع والحنية والطبطبة، التي جعلت قلة يتصورون ان الحق معهم في الحديث باسم الشعب، وانهم المهيمنون والمسيطرون وعلي المجلس العسكري والحكومة ان يمتثلا لارادتهم.. هل هذه هي الديمقراطية »في ثوبها الجديد«، انها ديمقراطية مرفوضة حتي ولو ارتدت ثوبا دينيا، ديمقراطيتكم مرفوضة لانها ضد الاستقرار في مصر وضد مصالح الشعب وضد مصلحة البلد.. ولا تدعو إلا لاستبقاء كل معاول التخريب والتدمير.. وبالمناسبة هل لي ان اتساءل.. من الذي قام بتمويل حشد عشرات الآلاف من المتظاهرين من جميع المحافظات في مئات الأتوبيسات لميدان التحرير يوم الجمعة الماضي ومن الذي تحمل دفع مبلغ نقدي وثمن 3 وجبات لكل متظاهر.. أليست جماعة منظمة تحاول احتكار الرأي والسلطة وكل شيء في مصر؟ .. أليست هذه ردة إلي الوراء؟ هل قمنا بالثورة لكي نستبدل بالحزب الوطني التيارات الدينية.. ولكن لا يتصور احد انني ضد الإسلام.. فأنا مسلمة متدينة بحمد الله تعالي ولكني ضد الإسلاميين الذي يتاجرون بقضايا البلد وبآلام الناس وآمالهم تحت مظلة الدين.. أبعدوا السياسة عن الدين ولا تقولوا انكم تعملون لمصلحة الشعب، انكم تعملون لمصلحة أنفسكم فقط وتستخدمون في سبيل ذلك كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة حتي ولو كان اللعب بالنار، ارحموا مصر وارحمونا، ان ما يفصلنا عن الانتخابات البرلمانية أياما قليلة ويجب ان نعد أنفسنا ولجاننا لهذا الحدث الكبير والذي كنا ننتظره بشوق عشرات السنين فلأول مرة ستكون في مصر انتخابات حرة ونزيهة وغير مزورة ولن تبدل صناديق الأصوات بأخري ولن يقوم فيها الأموات للتصويت كما كان يحدث في الماضي وإذا سارت الأمور كما يجري لها فسوف يعود الجيش إلي ثكناته وتسلم السلطة إلي المدنيين كما يريد الجميع.