العناصر المكونة للصورة السوداء التي تعيشها مصر الكنانة هذه الأيام أوضح من أن تحتاج الي توضيح . نحن أمام مؤامرة قذرة متكاملة الأركان يحركها شياطين الانس من الخارج البعيد والقريب - وبينهم من يحملون جوازات سفر مصرية بكل أسف - وينفذها شياطين الانس من الداخل وهم عبارة عن مجموعات من البلطجية الكبار بدرجاتهم وطبقاتهم مستغلين في ذلك أردأ أنواع البلطجية وأطفال الشوارع - علي حد قول ماما خديجة أم الثوار في برناج تلفزيوني شهير! - ويوجهها شياطين الانس والجن من الداخل والخارج من شخصيات مثيرة للاستفزاز لتحقيق أهداف عبثية - طبقا لفهم البعض- وخبيثة شديدة الخبث بالنسبة الي البعض الآخر . انها - يا سادة - مؤامرة التدمير الخلاق الأمريكية الأوروبية في أوجها وقد اقتربت ذ بكل أسي وأسف - مراحلها النهائية. اقتربت المراحل النهائية بايقاع متسارع نظرا لأن نجاح المرحلتين الأولي والثانية للانتخابات التشريعية يهدد خطط الفوضي فما بالنا بالسرعة التي تم بها إعادة الشعور بالأمن في الشارع المصري بمجرد اعلان تعيين اللواء محمد ابراهيم وزير الداخلية الجديد . لقد جاء التحرك من أجل إثارة المواجهات بين القوات المسلحة وبين مجموعات المعتصمين والبلطجية لمواجهة تعبير الاستقرار . ولتسمحوا لي بمحاولة تخيل رسم الصورة التي يتم ترتيبها علي الأرض خصوصا بعد ما تيقن هؤلاء الأمريكيون والأوروبيون والصهاينة أن ما زرعوه أتي أكله ونضج وان اشعال النيران في مصر أيسر من قص الأظافر وهل هناك دليل أكثر وضوحا من الاحراق الكامل للمجمع العلمي التاريخي الذي يحوي تاريخ مصر بهذه السهولة ومنع سيارات المطافيء من الدخول لمجرد التذكير بحرائق المتاحف العراقية وقت بداية الغزو الأمريكي للعراق وكذلك احراق بعض مباني مجلس الشعب المصري لمجرد أن البلطجية المأجورين - من جانب العديد من القوي والائتلافات الثورية - تم استفزازهم من جانب الأديب الشهير الذي ركب كل الموجات بوصفه بطلا مغوارا للثورة وزعيما للثوار - بوجود صور فيديو تفضح كل اتفاقاتهم وتصرفاتهم وعلاقاتهم تم تصويرها بكاميرات موجودة داخل مجلس الشعب، ولذلك كان الحرص علي احراق المجلس واقتحامه لحرق ما قيل لهم إنه غرفة التسجيلات التلفزيونية . ان المحاولات سوف تستمر لاستفزاز معتصمي مجلس الوزراء وغيرهم من الغافلين والجهلة للابقاء علي حالة اللااستقرار والمناوشات والعنف ضد رجال القوات المسلحة من اجل الاجهاز علي الهيبة الباقية لآخر مؤسسة متماسكة تمثل سلطة الدولة وهو الفصل الأخير في كتاب اسقاط الدول الذي وضعه رجل الاستخبارات الأميركي الشهير جان شارب .. ومن هنا يتواصل التخريب ويستمر الخراب ومعه يتأكد وتتأكد كل معاني الانهيار الاقتصادي الذي وضح بما جري في البورصة المصرية اعتبارا من أمس اضافة الي الانخفاض الهائل في حجم الاحتياطي النقدي من العملة الصعبة الذي اقترب من الجفاف الي درجة أنه لن يصبح كافيا لاستيراد الاحتياجات من المواد الغذائية والدوائية لمدة 3 اشهر . وتكتمل ملامح الصورة عندما تتزايد وتتفاقم حالة الجوع لدي ملايين الفقراء في مصر الذين يزيد عددهم علي نحو 40 ٪ من عدد السكان وتقترب مرحلة الانتقام البشع من كل رموز الثورة التي كانت بالنسبة الي الجميع مجيدة بعدما لن يجد ملايين الجوعي سوي مثل هذا الانتقام للرد علي تردي الأحوال وتضاعف الفقر وهو ما سبق حدوثه في الثورة الفرنسية . هنا تكون المواجهة الدموية بين المواطنين المصريين بعضهم البعض وخلالها لن يكون من السهل انتشار الحرائق في كل مواقع الجوع والعنف وادخال عناصر أخري للمواجهات علي رأسها الفتنة الطائفية التي أطلت برأسها بوضوح خلال فترة الشهور التي أعقبت ثورة 25 يناير وتمثلت في إطلاق البيان الأول للدولة القبطية في مصر والذي اعلن من واشنطن لدولة تم انشاء ثلاثة مكاتب تمثيل لها في الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا. وعليه يصبح حل التقسيم هو الحل الأسرع والأوفق للحرب الأهلية الناتجة وربما لا يجد المصريون أمامهم سوي الترحيب بالحماية الدولية لانقاذهم مما هم فيه. لقد نجح المخطط الخبيث لتشويه صورة القوات المسلحة المصرية الذي شاركت في تنفيذه علي الأرض ما يعرف بحركة 6 ابريل والدكتور محمد البرادعي خبراء الحرب الأليكترونية في استغلال المواجهات التي فرضت علي القوات المسلحة ونشر صورة سيئة سواء بتلفيق صور فوتوغرافية وفيديوهات ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو من خلال التصريحات العنترية عبر تويتر للبرادعي الذي فقد أيا من موضوعية كانت له عندما فشل في وصف ما جري من تخريب وحمل القوات المسلحة المسؤولية عن كل شيء واصفا تصرفها بانه كان وحشيا علي المتظاهرين دون ان يذكر شيئا عن مخربين وبلطجية كان وجودهم شديد الوضوح . وساهم في تلفيق هذه الصورة مجلس استشاري أريد منه تدلي البعض والاستجابة لرغبات البعض سرعان ما أعلن تسعة من أعضائه الاستقالة تضامنا مع المخربين وزادوا بأن طلبوا من المجلس الاعتذار للمخربين ومعهم الرموز السياسية التي تبارت في اصدار بيانات متسرعة خالية من أي معني أو هدف سوي ركوب الموجة علي حساب المجلس الأعلي للقوات المسلحة الذي صار بمثابة " الحائط المائل " الذي يتحمل وحده كل شيء من أجل أن يكيل المتآمرون المزيد من الضربات لهيبة مصر للإسراع باسقاطها . لقد تم اختطاف الوطن وتحولت مصر"العظيمة " والشعب المصري الي مجرد رهائن لصالح العبث واللهو ولو استمر المصريون في موقف المتفرج وفضل رجال السياسة مصالحهم الشخصية وانتظروا الأشباح الخفية لمنع سقوط الدولة المصرية فلا يلومن أحد بعدها الا نفسه . لقد بح صوتي منذ مارس الماضي عبر صفحات "الأخبار" وعبر أكثر من برنامج فضائي أحذر وأحذر من مخطط تقسيم مصر بعد نجاح مؤامرة التدمير الخلاق .. وقتها كان البعض يستقبل ما أقول مشككا أو غير مصدق . واليوم اما أن المخطط حقيقي أو وهمي . فلو كان حقيقيا فتعالوا نستعرض تفاصيله في كل وسائل الاعلام لشحن المصريين للاستعداد للمواجهة . ولو كان المخطط وهميا فسيكفينا أن نكون قد قمنا بتحصين المواطنين المصريين من أن يصبحوا موضوعا لهذه المؤامرة . ألا هل بلغت اللهم فاشهد . اللهم احفظ مصر وطنا للعدل والحرية والأمن والأمان .