من أين جاءت كل هذه الطوابير التي احتشدت لساعات دون كلل ولا ملل أمام لجان الانتخابات في الجيزة وقري ونجوع الصعيد أمس وأول أمس ؟ لماذا تغيرت مفاهيم الناس فجأة وأصر الشيوخ والشباب والنساء، وحتي المرضي والمقعدين ، علي الإدلاء بأصواتهم علي غير العادة ؟ اين كان كل هؤلاء طوال أكثر من نصف قرن ، ثم ظهروا فجأة وكأن الأرض انشقت لتكشف عن طوابيرها ؟ لا تندهشوا، كل ما في الأمر أن المصري ابن النيل والحضارة والتاريخ صحا من غفوته ، فانتفض واستعاد كامل اليقظة والقوة، وفتح ذراعيه هاتفا : بالحضن يا حرية .. والطوابير لا تكذب !