يظلم المصريين من يصف »طوابيرهم« الانتخابية بأنها نتيجة الخوف من غرامة ال005 جنيه. ويظلم المصريين من يكذب ولا يقول إن هذه هي طوابير الحرية والديمقراطية. ويظلم المصريين من يغمض عينه عن »رضا عصام« الفتاة القعيدة التي اصرت علي أن تدلي بصوتها في الدور الثالث بمدرسة »الصديق« بالعمرانية.. ورفضت أن يشتري أحد المرشحين صوتها - لان صوتها - كما قالت - أغلي من كنوز الدنيا. ويظلم المصريين من يصم أذنيه عن حديث أم حربي القبطية الصعيدية وجارتها أم اسامة علي رصيف نفس المدرسة وهما يقولان: احنا هنصوت في الانتخابات علشان عايزين الأمن يرجع تاني.. ولو ناكل نص بطن بس نعيش في أمان. ويظلم المصريين من يشك في حُسن اختيارهم لنواب برلمان الثورة.. وانه لم يعد أحد يستطيع أن يؤثر عليهم بفلوسه، أو يخدعهم بوعوده، أو يمثل عليهم بمظهره، أو يخيفهم بقوته وسطوته. ويظلم المصريين من يتناسي انهم اسقطوا نظاما رسخ في البلد 03 عاماً، ولا أحد كان يتصور زعزعته. ويظلم المصريين من يتناسي أنهم نظفوا ميدان التحرير بعد أن قاموا بثورتهم المجيدة البيضاء. ويظلم نفسه من يعيش وهو لا يري ولا يسمع ولا يتكلم ويظل يظلم المصريين. ستظل رؤوسنا مرفوعة.. لاننا مصريون.