هذه السيدة لن يرتاح قلبها ويتوقف نزيف الحزن داخلها الا اذا شاهدت قتلة ابنها علي حبل المشنقة، فهؤلاء الذين تجردت قلوبهم من الرحمة وتحجرت فلم يرحموا ابنها »القعيد«.. صموا اذانهم عن توسلاته اليهم بأن يصدقوه فهو انسان مشلول لن يستطيع ترك سيارته لهم ويحتاج من يحمله من داخلها فأطلقوا عليه رصاصة لتصعد روحه الي السماء تشكو اليها ظلم العباد وتظلم الدنيا في وجه الأم المسكينة. جاءت كلماتها بصوتها الممزوج بمشاعر الحزن والغضب وهي تتحدث الي أخبار اليوم كي ترسل صوتها الي كل مسئول ليبذل جهده للتوصل الي هؤلاء القتلة الذين حرموها من فلذة كبدها.. فتقول ابني باسم كان في طريق عودته من جلسة العلاج الخاصة به لمنع تدهور حالته عقب حادث السيارة الذي تعرض له اثناء عودته من عمله كمهندس بترول واصابه بالشلل.. وتضيف الام ان ابنها حدثها بانه يريد العودة سريعا كي يستطيع ان يجلس مع طفله الصغير ويداعبه خاصة انه قد اعد البوم بصوره كلها حتي يشاهدها طفله لاول مرة ولكن مر الوقت لتأتي الأخبار بما لا تتمناه، فقد فوجئت بشقيقتها الاصغر تبلغها بالخبر المشئوم.. ابني باسم مات.. صرخت بكيت وعندما عاد لي وعيي.. عرفت تفاصيل المأساة، ابني استوقفه افراد عصابة من قطاع الطريق في واحدة من اهم شوارع القاهرة بالتحديد في ترعة الاسماعيلية التابع لقسم الزاوية الحمراء.. اعترضوا طريقه واجبروه علي الوقوف في محاولة لسرقة السيارة منه، لم يصدقوا انه مشلول اعتقدوا انه يخدعهم فقرروا انهاء الموقف باطلاق رصاصة علي رأسه وقتلوه وفروا هاربين بتليفونه المحمول بعد ان اغرقت دماءه السيارة من الداخل. تضيف الام »صافيناز« التقيت باللواء سامي لطفي نائب مدير الادارة العامة لمباحث القاهرة وزميله اللواء عصام سعد مدير مباحث العاصمة استمعا لما حدث وتعاطفا معي ووعداني بالبحث عن هؤلاء القتلة واتمني ان اراهم علي حبل المشنقة في اسرع وقت. وندائي الآن الي هؤلاء الذين شاهدوا الواقعة ان يبلغوا بما لديهم من معلومات بعدما احجموا طوال الايام الماضية خوفا من بطش القتلة الهاربين.